س&ج| كيف يتغذى ويتنفس "الكتكوت" في البيضة؟


تمثل بيضة الطيور والحيوانات الثديية بيئة مناسبة لنمو جنينها قبل خروجه إلى الحياة، وهي مماثلة لرحم الأم عند البشر، لذلك تحتوي البيضة على كل السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجنين للنمو، ويتبقى لذلك الجنين حتى يخرج بسلام أن يتمتع بالدفء وأن يتنفس الأكسجين، ويأتي الدفء عبر رقود الأم على بيضها حتى الفقس، كما في معظم الطيور، أو دفن البيض في الرمال حتى اكتمال فقسه كما في بعض الزواحف، مثل السلحفاة، فمن أين يدخل الأكسجين إلى البيضة محكمة الغلق؟
يأتي الأكسجين من الهواء، ويصل إلى الجنين داخل البيضة عبر مسام ضيقة في قشرة البيضة الخارجية والغشاء الرقيق تحتها، وينتقل الأكسجين داخل البيضة إلى الجنين عبر العديد من الأوعية الدموية الدقيقة، والتي يتم عبرها التخلص من ثاني أكسيد الكربون الناتج من عملية التنفس لكي يتم طرده خارج البيضة عبر نفس مسام القشرة.
وتنظم الأغشية الجنينية الثلاث، وهي غشاء المشيمة chorion، وغشاء الأمنيون amnion، وغشاء السقاء allantois، عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون مع البيئة المحيطة بالبيضة، وهي كمية كبيرة تصل إلى أكثر من 26 لترا من غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، كما في بيضة الديك الرومي، خلال فترة 28 يوما حتى فقسها، ويستمر الجنين في التنفس داخل البيضة بتلك الطريقة حتى خروجه إلى النور، حيث تبدأ عضلاته في سحب الهواء داخل رئتيه.
وكغذاء للجنين أيضا، يمثل صفار البيضة أو المح، حزمة من الغذاء داخل البيضة، فنصف المح تقريبا من الماء، والنصف الآخر مزيج من البروتينات والدهون والمعادن التي يحتاجها الجنين خلال مرحلة النمو، ويحصل الجنين على تلك العناصر الغذائية عبر أوعية دموية دقيقة شبيهة بالحبل السري لدى البشر تصل بين الجنين وبين المح.
في نفس الوقت، يمثل بياض البيضة، الذي يتكون 90% منه من الماء، و10% من البروتينات، مضادا للأنشطة البكتيرية لحماية الجنين من البكتيريا التي يمكنها اختراق البيضة، ومن الطريف أن كمية صفار البيض "المح" تختلف بين حيوان وآخر تبعا لتصرف الجنين مكتمل النمو بعد الفقس، ففي بعض الحيوانات يكون الصغير قادرا على السباحة أو المشي أو الغوص مباشرة بعد الفقس، بينما في بعض الأنواع الأخرى تفقس البيضة صغيرا أعمى لا يقدر على التصرف أو التحرك بمفرده دون الأم.