التوقيت السبت، 27 ديسمبر 2025
التوقيت 08:19 ص , بتوقيت القاهرة

منها سوء التغذية واضطراب الهرمونات.. أسباب تقزم الأطفال

يعيشون بيننا ومع ذلك لا نشعر بمعاناتهم اليومية ولا المشاكل الصحية التي تمر بهم، أنهم أشخاص يعانون من التقزم "صغر الحجم أو القصر الناتج عن اضطراب هرمون النمو"، والذي يطلق عليه "الوجه الخفي للفقر"، إذ يقارب عدد الأطفال الذين يعانون منه 165 مليون طفل دون الخامسة من العمر في أنحاء العالم.


يوضح الدكتور أحمد صلاح استشاري طب الأطفال والمبتسرين ينتشر التقزم بسبب تغير الأنماط الغذائية والاعتماد على الوجبات الجاهزة والسريعة، وتجنب بعض الأمهات الرضاعة الطبيعية، مما يؤدي الى تدهور في الحالة الصحية للأطفال.


الرضاعة الصناعية


ويضيف غالبًا يحدث التقزم بسبب نقص افراز هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، الذى يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التي تعرف باسم "المايسترو" كما يطلق عليها المتخصصون، ويتحكم هذا الهرمون في عملية التمثيل الغذائي خاصة البروتين، ويمكن علاجه نسبيا مبكرًا.


الوراثة هي السبب


الاضطرابات وراثية من أهم عوامل الإصابة، حيث طفرة جينية عشوائية فى الحيوانات المنوية للأب أو بالمبيض بالنسبة للأم، فيكون عدد الكروموسومات أقل من الطبيعي ويؤدى إلى التقزم بالإضافة إلى عدة أسباب هي:


- تعرض الأم للإصابة ببعض الأمراض خلال فترة الحمل، كالحصبة وتسمم الحمل، مع ضعف التغذية أثناء الحمل التى تؤدى إلى إنجاب مولود صغير الحجم، يعانى من مشكلة قصر القامة فيما بعد، كذلك التشوهات العظمية الغضروفية الوراثية (قصر القامة لا يكون حاد).


التقزم


- يكون قصر القامة الغير طبيعي عند الأطفال بسبب أمراض، فالمواليد الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية يصاحبها قصر القامة، وكذلك بعض أمراض الجهاز الهضمى مثل النزلات المعوية المزمنة وأمراض الجهاز التنفسى.


هل يمكن اكتشاف التقزم خلال الحمل؟


في بعض الحالات يتم اكتشاف الإصابة بالتقزم الجنين خلال الحمل، لكن للأسف لا يمكن علاج التقزم بشكل نهائي وإنما يتم التخفيف من المشاكل التي يمكن أن تصيب الشخص وإطالته بضعة سنتيمترات فقط.


الاكتشاف بعد الولادة


يقوم الطبيب بفحص وقياس الطول والوزن ومحيط الرأس ومقارنتها بالنسب المفترضة للعمر الوليد.


كما يتم استخدام الأشعة للكشف عن وجود تشوهات خلقية في عظام الأطراف والجمجمة، وهل هناك أمراض بالغدة النخامية التي قد تسبب التقزم إذا قل إفرازاتها، والتعامل معها حتى يمكن علاج تلك الحالة.


في كثير من الحالات يمكن إجراء فحص جيني للاكتشاف المتلازمات التي قد تكون مصاحبة للتقزم مثل الاضطرابات الهرمونية، وعلاج تلك المشاكل مبكرا.


أصعب مهمة بعد الولادة


علاج التقزم


ينقسم علاج التقزم الى نوعين


الأول هو العلاج الجراحي، حيث يقوم الطبيب بإجراء عدة جراحات تشمل تكسير وإطالة العظام عدة سنتيمترات، وفى بعض الحالات يتم الفرد العظام وعلاج المشاكل العظام الموجودة بالفعل، ولكنها بالتأكيد أشياء مكلفة للغاية.


العلاج الدوائي، ويشمل إعطاء المريض الهرمونات التعويضية وعلاج نقص الهرمونات والعناصر الغذائية بالجسم.


غالبا يقبل المتقزمين بحالتهم الجسمانية بسبب ارتفاع تكاليف العلاج، بالإضافة إلى ضعف الدعم الحكومي، وهم دائما ما يحصلون على الجميع من الأسرة أو المحيطين لكن في كثير من الأحيان يشوبها الشفقة مما يؤثر في نفسيتهم بشدة.


فيجيب تخصيص مقاعد مناسبة للسيارة، ووضع الوسائل لتقويم أسفل ظهر الطفل، والأهم من هذا دعم الطفل نفسيا لتجنب الاثار النفسية السيئة التي يعاني منها المريض.


ويجب الاهتمام بتغذية المصاب بالتقزم وإدخاله في الأنشطة الرياضية المختلفة، والاندماج في المدرسة، والمتابعة الدورية مع المدرسين والمعلمين، لتوفير العلاج والدعم اللازم له داخل المدرسة وخارجها.