لماذا غنى المسلمون "طلع البدر علينا" في استقبال النبي؟


كتب- محمد عبد الحليم:
بمجرد أن وطأت أقدام ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصاحبه، ثنيات الوداع، تجمّع المسلمون من المهاجرين والأنصار على مدخل المدينة، فمنهم من يتسلق النخيل، ومنهم من يقف على ناقته، أو يشرئب ليحظى برؤية نبيه، وانطلقت الألسنة في وقت واحد تشدو "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع".
لماذا وصفوا النبي بالبدر؟
أنشد المسلمون أنشودتهم تلك في استقبال النبي بعد الهجرة، كما ذكر البيهقي ومحب الدين الطبري، وابن كثير، والسيوطي، والصالحي، والحلبي، وأنشدوه مرة أخرى بعد عودة النبي من بدر، كما ذكرت السيرة الحلبية والنجاة لأبي العزائم، ثم أنشدوه مرة أخيرة في عودته من غزوة تبوك، كما ذكر الحلبي والصالحي والبيهقي.
فهل كان وصف النبى بالبدر من قبيل المدح والإطراء؟ أم أنه وصف لما رآه المسلمون في الرسول؟
دعونا نبحث عن الإجابة في كتب التراث الإسلامي.
نوره إلى السماء
جاء في "بشار الأخيار" لأبي العزائم، والسيرة الحلبية، أن السيدة حليمة السعدية عندما ذهبت لتأخذ النبي وهو طفل رضيع، قالت: "فذهبت، فإذا هو قد درج في ثوب صوف أبيض مثل اللبن، تفوح منه رائحة المسك، وتحته حريرة خضراء، وإذا هو راقد على قفاه يغط، فأشفقت عليه أن أوقظه من نومه لحسنه وجماله، فدنوت منه رويدا، فوضعت يدي على صدره فتبسم ضاحكا، وفتح عينيه ينظر إليَّ، فخرج من عينيه نور حتى دخل خلال السماء وأنا أنظر".
ينير في الظلام
ذكر ابن عساكر في كتابه "تاريخ دمشق"، والإمام السيوطي في "الخصائص الكبرى"، عن أم المؤمنين السيدة عائشة أنها قالت: "كنت أخيط فسقطت مني الإبرة، فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله فتبينت الإبرة بشعاع نور وجهه، فأخبرته، فقال: يا حميراء، الويل ثم الويل لمن حُرِمَ النظر إلى وجهي".
مثل القمر
رُوي عن السيدة عائشة أيضا أنها قالت: "كان رسول الله أحسن الناس وجها، وأنورهم لونا، لم يصفه واصف قط إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر، وكان عرقه فى وجهه مثل اللؤلؤ، وأطيب من المسك الأذفر"، رواها الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد.
بل أفضل من القمر
أما الصحابي جابر بن سمرة فيقول: "رأيت رسول الله في ليلة اكتمال القمر، وعليه حُلة حمراء، فجلست أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر"، كما روى الترمذى في الشمائل.