التوقيت الجمعة، 26 سبتمبر 2025
التوقيت 09:44 م , بتوقيت القاهرة

رقص الـ"هيب هوب".. من العنف إلى التباهي بالأرداف

كتبت - ناهد سمير: 

عادة ما يُعرف عن رقص الـ"هيب هوب" أنه رقص لإثبات موقف ما "statement"، لذا فهو عنيف بشكل أو بآخر، وكان الهدف منه قديما هو فرض السيطرة، والدليل على ذلك أن أولى شعارات هذا النوع من الرقص كان "I am here"، الأمر الذي يعطي معنى من خلال الرقص يتلخص في جملة واحدة، هي "أنا حاضر في هذه اللحظة، وأستطيع السيطرة على الأرض".

لذلك كانت مسابقات رقص الـ"هيب هوب" عبارة عن خناقات بين الفرق، ما دفع منظموها لتسميتها بـbattles، علما بأن الخسارة في تلك المعركة تمس شرف المهزوم بشكل مباشر، ولابد من رد الأمر الذي يتشابه مع فكرة "التار" لدى المصريين، حيث أن راقصي هذا النوع يمارسون العنصرية فيما بينهم، خصوصا الأفارقة الأمريكان، حتى تطور الأمر من العنف إلى الإثارة، من خلال رقص الأرداف.

ظهر هذا النوع منذ زمن طويل، عندما بدأ الأشخاص ذوي البشرة البيضاء رقص "الفالس" وغيره من أنواع الرقص، إلا أن ظهر رقص الـ"روك آند رول"، الذي اعتبره ذوو البشرة البيضاء وقتها رقصا شبابيا رقيعا لا يرتقي لمستوى كلمة رقص، خصوصا أن محترفي هذا النوع كانوا أصحاب البشرة السمراء، لما يمتلكون من حيوية وnerve، غير موجودة بغيرهم، ما يؤكد العنصرية السابق ذكرها.

إضافة إلى أن السيدات الأفارقة يُغالون في الرقص بالأرداف، غيرة منهن على رجالهم، الذين كانوا يتلهفون ويميلون للسيدات ذوات البشرة البيضاء، لذا فإن رقصهن بالأرداف كان بغرض "الإثارة"، حتى يظهرن بشكل أجمل من غيرهن من البِيض، محاولات دائما توصيل رسالة للأخريات تفيد بـ"نحن أجمل منكن ونستطيع أن نفعل ما لا تستطيعن فعله، وكذلك مؤخرتنا أيضا أجمل".

ويعد الرقص الإفريقي هو أكثر أنواع الرقص الذي يعتمد علي هز الأرداف طوال الوقت، وتعليقا على ذلك قالت مدربة الرقص، ميريت ميشيل، "أنا درست في ورشة مع مديرة فرقة الرقص الحديث في السنغال وتُدعى جيرمين، وأول شيء علمتنا إياه هو كيفية تحريك الأرداف"، مشيرة إلى أن البطن ترمز للشمس، والمؤخرة هي القمر، والعضو التناسلي يرمز إلى النجوم.

وتضيف ميريت فيما يتعلق بورشة السنغال "وقتها تحدثنا كثيرا عن رقص الأرداف، الذي يعد منطق الرقص الشرقي بالأساس، وأنه يرجع إلى أصل فرعوني، وبمعنى أدق الرقص المثير لدينا كمصريين يكون بالبطن، ولدى الأفارقة الأمريكان بالأرداف".

وتتابع ميريت أن إفريقيا تعتز بشكل أساسي بهذا النوع من الرقص، وبالأرداف كجزء خاص من أجسامهم، الأمر الذي دفع لتطور هذا النوع من الرقص حاليا حتى وصلنا إلى ما يسمي بـ"المؤخرة البرازيلية"، إضافة إلى وجود مطربات أجانب يستخدمن مؤخراتهن في كليبات لهن، على سبيل التباهي، مثل الفيديو الأخير لـ"جينفير لوبيز".



"المؤخرة البرازيلية" هي إحدى صيحات الموضة حاليا في عمليات التجميل، التي انتشرت بشكل كبير جدا، فهي عبارة عن عملية جراحية تجميلية تمكّن من تغيير حجم وشكل الردفين، غالبا ما تجرى هذه العملية للنساء اللاتي يعتقدن أن ردفيهما صغيرين جدا أو منبسطين جدا، وتشمل عمليات نحت الجسم منطقة الأرداف لتضيف إلى الجسم "برمة الظهر" و"رفعة الأرداف" التي تعطي شكلا منحوتا لجسم جميل. 

 

لذا فإن استخدام الأرداف في رقص الـ"هيب هوب" يتلخص في هدفين أساسيين هما: إثارة الرجل، و"تهويش" السيدات الأخريات، في محاولة من السيدات السمراوات إثبات قوتهن وجمالهن، والدليل على ذلك أن هناك نص مشترك دائما في أغاني الـ"هيب هوب" يقول: Shake that booty, shake that ass