صور| "بامبو انتو".. شاهد على تاريخ مصر


كتبت- مي الصباغ
"بامبو انتو" ليس مجرد متجرا لبيع الأثاث المصنوع من خشب الخيزران، وإنما هو أقدم محل لبيع منتجات البامبو، حيث يعود تاريخ المحل إلى عام 1948، فقد كانت شركة رجل الأعمال الأرمني انتو هي أول جهة في مصر تستورد خشب خيزران خام لتصنيعه في مصنعها على حسب ما قال أحمد عبد العظيم المدير التنفيذي للمحل.
وقديما كان البامبو يقتصر على تصنيع بعض الأثاث المستعمل في الجنائن أو الشرفات أو المطاعم والمقاهي مثل الكراسي والأرائك والمناضد الصغيرة، ولكن في آخر ثلاثين عاما اختلفت النظرة للبامبو ليتحول من مجرد كماليات أو أثاث للزينة، ليصبح مكونا أساسيا لأثاث المنزل، بل ويمكن الاعتماد عليه في تأثيث المنزل بالكامل، فأصبح يتم تصنيع غرف نوم وسفرة وانتريه بالكامل من خشب البامبو.
ويمكن تلخيص صناعة البامبو في عدة خطوات:
- يتم استيراد خشب الخيزران من جنوب شرق آسيا وأكثر الدول التي تصدره لمصر هما إندونيسيا والصين
- يتم فرز الخشب على حسب الصلابة، فدرجات الصلابة تحدد استخدام الخشب في عمل كراسي أو سلال الفاكهة على سبيل المثال
ويتميز خشب البامبو بقدرته على تحمل درجة الحرارة العالية والرطوبة.
معوقات في وجه استمرار الصناعة:
تعد صناعة خشب البامبو من الصناعات القليلة التي تعتمد على العمل اليدوي من الألف إلى الياء، فلا يدخل في الصناعة سوى بعض الآلات الصغيرة مثل الدباسة والمنشار، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل هذه المهنة تعاني من الكثير من المشاكل التي تهددها بالانقراض، فمع مرور الوقت أصبحت العمالة المصرية تتسم بالتوريث، حيث أصبحت عائلات كاملة هي العاملة في هذه الصناعة ولم يدخل الصناعة أي عامل خارج هذه العائلات.
ورغم مهارة العمالة المصرية، إلا أن ارتفاع أجورها الراجع لغلاء المعيشة أصبح يمثل عبئا على الصناعة نفسها، بجانب البطء في إنجاز العمل بالمقارنة مع العامل الآسيوي، وقد يرجع ذلك إلى عدم تنظيم العمل.
كما تعد أهم العوامل التي تؤثر على تجارة أثاث البامبو أنها لازالت مرتبطة بحالة السياحة في الازدهار والركود، إلى جانب المشكلة الأكبر والأهم وهي غلاء المادة الخام، وارتفاع مصاريف الجمارك والشحن والنقل.
وكل العوامل السابقة تؤدي أيضا إلى قلة الإنتاج الذي بالكاد يكفي احتياجات السوق المصرية، ولا يكفي للتصدير إلا قليلا لبعض الدول العربية ولكنها بمعدلات غير ثابتة.
محلي ولا مستورد؟!
قد يكون المستهلك المصري أقل ثقة من غيره في منتج بلده، ولكن إن تعلق الأمر بصناعة خشب البامبو فعلينا أن نعيد النظر في قلة الثقة، فمن مميزات المنتج المحلي للبامبو رخص ثمنه عن المستورد، رغم أن المنتجين قد يتمتعا بنفس الجودة بسبب عدم إضافة مصاريف الشحن والنقل والجمارك على السلعة المحلية، كما أن الخامات التي تستوردها المصانع المصرية للبامبو أغلب الأحيان هي أفضل من الخامات المستخدمة في المنتج المستورد، وأخيرا.. الموديلات المصرية أكثر تنوعا عن الموديلات المستوردة