أخلاق الكباريه.. الرقص أدب مش هز كتاف


في عالم لا نعرف عنه إلا الأجساد العارية والوجوه الصاخبة بمساحيق التجميل الرخيصة، نذهب إلى الملاهي الليلية أو الكباريهات، ونحاول التعرف على أخلاقياتها وقوانينها.
وبعد تواصل "دوت مصر" مع أحد العاملين في هذا المجال، توصلنا لأبرز الأخلاقيات السائدة في هذا العالم، فمثلا في كل ليلة عند ظهور الراقصة على المسرح، يتقدم صاحب الكباريه ويلقي بالنقود على الراقصة والتي تسمى "النقطة"، تشجيعا للزبائن لإلقاء أموالهم عليها.
ولا يمكن الوصول للراقصة أو التحدث معها بشكل مباشر، إلا في حالات نادرة، فالقاعدة أن لكل راقصة "مرافق"، يرتب لها كل مواعيدها وعلاقاتها داخل هذا المجتمع.
أما بالنسبة للأمور المادية فالراقصة لا تتدخل فيها على الإطلاق، فالمرافق هو المسؤول عن الاتفاقات المادية، وفي نماذج كثيرة تتزوج الراقصة من هذا المرافق، خوفا من أن يسرقها، أما بالنسبة للـ"نقطة" فيجمعها صبي الراقصة.
لا يمكن أن يدخل غرفة الراقصة إلا اثنان، "اللبيسة"، وهي من تساعد الراقصة في ارتداء بدل الرقص، وغالبا ما تكون مراهقة صغيرة أو امرأة كبيرة، حتى لا تخطف الأنظار عن الراقصة، و"صبي الراقصة"، وعادة ما يتميز بمواصفات اجتماعية خاصة حتى لا يُزعج الراقصة.
في كل كباريه يوجد أكثر من حفل رقص أو "نمرة" لأكثر من راقصة، لكن لا بد وأن يكون هناك راقصات غير مشهورات مع راقصة واحدة نجمة، تُعلق لها صورة كبيرة عند باب الكباريه.
في كباريهات مصر، هناك قاعدة لا يمكن تجاوزها، وهي الالتزام بعزف موسيقى لمدة قصيرة قبل ظهور الراقصة على المسرح، كنوع من التشويق والترحيب بها.
ومن الظواهر الجديرة بالملاحظة أن في جميع الكباريهات لا يمكن أن تُقدم نمرة رقص على أغنية مُسجلة أو "دي جي"، فدائما ما يُقدم الرقص على ألحان فرقة موسيقية، محافظة على التفاعل بين الجمهور والموسيقى والراقصة.
كما يجب أن تقدم الراقصة نمرتها بأكثر من بدلة رقص، لكسر الملل لدى جمهورها.
ومن أهم أخلاقيات مجتمع الكباريهات، أن الراقصة تؤدي مهمتها فقط دون التدخل في أي خدمات أخرى، ومهمتها الوحيدة هي تقديم نمرتها، لكنها غير مُطالبة بمجالسة الزبائن أو مشاركتهم الأكل والشرب، وتقدم هذه الخدمات "الريكلام".
من الصعب، أن تجد راقصة تخرج من الكباريه، وتركب أي وسيلة مواصلات، فلكل راقصة سيارة بسائق عادة ما يوفرها صاحب الكباريه.
لا يمكن أن تجد مجتمع خالٍ من القواعد والقوانين التي تحكم حياته، عالم الكباريه الذي يرتبط في أذهاننا بالصخب والفوضى، هو عالم لا يخلو من المعايير والأخلاق الخاصة به.