عرض العيد الوطنى لإسبانيا يتحول إلى ساحة جدل سياسى بسبب تهديدات ترامب

بيدرو سانشيز - رئيس وزراء اسبانيا
فاطمة شوقى
الأحد، 12 أكتوبر 2025 05:30 م

شهد العرض العسكري بمناسبة العيد القومى الإسباني في 12 أكتوبر أجواء مشحونة هذا العام، بعدما طغت الخلافات السياسية حول ميزانية الدفاع على الاحتفالات التقليدية، وسط مشاركة واسعة من العائلة المالكة والمسؤولين الحكوميين.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة لاراثون، فإن احتفالات هذا العام جاءت في ظل تصاعد الجدل حول خطة رفع الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي، وهو القرار الذى أثار انتقادات حادة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى هدد بإخراج إسبانيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب تقصيرها في الالتزامات الدفاعية.
وأشار التقرير إلى أن الموارد العسكرية الإسبانية أصبحت محور نقاش عام، حيث يرى بعض الساسة أن زيادة الميزانية ضرورية لمواكبة متطلبات الأمن الأوروبي، في حين يعتبر آخرون أن الإنفاق المفرط على التسلح يأتي على حساب القطاعات الاجتماعية الحيوية.
وشهدت العاصمة مدريد مشاركة نحو 3,800 عسكري و120 آلية وأكثر من 70 طائرة في العرض الرسمي الذي حضره الملك فيليبى السادس والملكة ليتيسيا، بينما لم يخلُ المشهد من احتجاجات محدودة تخللتها هتافات ضد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.
ورغم أن الحكومة الإسبانية أعلنت خلال العام الجاري عن برامج دعم لصناعات الطيران والدفاع مثل شركة ايرباص واندريا، إلا أن ضغوط الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو لم تتراجع ، خاصة فى ظل التوترات الدولية المتزايدة فى أوكرانيا والشرق الأوسط
وأوضحت الصحيفة أن الجدل حول السياسة الدفاعية الإسبانية تصاعد أيضا بسبب قرار مدريد بتأييد فرض حظر تسليح على إسرائيل، وهو ما أثار انتقادات من اليمين المحافظ وأدى إلى مشاحنات سياسية حادة داخل البرلمان.
من جهة أخرى، أعلن زعيم حزب فوكس اليميني ، سانتياجو أباسكال أنه لن يحضر العرض الرسمي، مؤكداً أنه "لن يشارك في أي منصة يجلس عليها سانشيز، إلا إذا كان ذلك لتنديد بفساد الحكومة"، فى إشارة إلى استمرار الانقسامات السياسية الحادة داخل البلاد.
ورأت الصحيفة أن "العيد الوطني هذا العام كشف عمق الانقسام السياسي الإسباني، بين حكومة تسعى لتأكيد التزاماتها الدولية وحزب معارض يستغل الملف العسكري لمهاجمة سانشيز، فيما تبقى المؤسسة الملكية حاضرة كرمز لوحدة الدولة في خضم الجدل.
لا يفوتك