التوقيت الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025
التوقيت 02:04 ص , بتوقيت القاهرة

القطب الشمالى يفقد جليده.. 2025 يسجل عاشر أدنى مستوى فى تاريخ الرصد

القطب الشمالي
القطب الشمالي
شهد القطب الشمالى فى سبتمبر 2025 تراجعا ملحوظا فى مساحة الجليد البحرى، حيث وصل الحد الأدنى السنوى إلى 4.60 مليون كيلو مربع، ليحتل المرتبة العاشرة ضمن أدنى المساحات المسجلة منذ بدء المراقبة بالاقمار الصناعية عام 1981، وهذا الرقم يعادل المستويات الدنيا المسجلة فى عامى 2008 و2010.
 
ووفقا لصحيفة إنفوباى الأرجنتينية فإنه على الرغم من أن العام الحالى لم يشهد تحطيم رقم قياسى جديد، إلا أن الاتجاه العام يظل مقلقًا، إذ إن آخر 19 عاما كانت الأكثر انخفاضا فى الغطاء الجليدى مقارنة بالفترات السابقة ويشير العلماء إلى أن القطب الشمالى يزداد سخونة بوتيرة أسرع بكثير من باقى الكواكب، مما يؤدى إلى ذوبان الجليد فى مساحته أو فى سمكه، حسبما أعلن مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الظاهرة تعزى بالأساس إلى الاحتباس الحرارى الناتج عن النشاط البشرى وارتفاع انبعاثات الغازات المسببة لتغير المناخ ، إلى جانب عوامل أخرى مثل أنماط الرياح التى تجلب هواء أكثر دفئا، والعواصف التى تكسر الجليد والأمواج البحرية التى تسرع الذوبان ، كما تساهم عملية الأطلنطة أى تدفق مياه دافئة من المحيط الأطلسى إلى القطب فى تأخير إعادة تجمد الجليد.
 
إلى جانب ذلك، تلعب التقلبات الطبيعية في النظام المناخي دورًا فى تباطؤ أو تسريع الذوبان على المدى القصير، لكنها لا توقف الاتجاه طويل الأمد المتمثل في فقدان الجليد.
 
ووفقا للخبراء فإن تداعيات هذا التراجع تتجاوز المنطقة القطبية، إذ تؤثر على "المناخ العالمي" من خلال تقليل انعكاس أشعة الشمس (ظاهرة الألبيدو)، ما يزيد من امتصاص الحرارة ويغذي الاحترار العالمي. كما ينعكس ذلك على الحياة البرية مثل الدببة القطبية والفقمات والفظ، فضلًا عن المجتمعات المحلية التي تعتمد على الجليد في أنشطتها التقليدية.
 
اقتصاديًا، قد يؤدي انحسار الجليد إلى فتح طرق ملاحية جديدة في القطب الشمالي، لكنه يزيد أيضًا من مخاطر التعرية الساحلية، ويهدد بإطلاق غازات مثل الميثان المحتبسة في التربة المتجمدة، إلى جانب اضطراب أنماط الطقس في نصف الكرة الشمالي واشتداد الظواهر الجوية المتطرفة.