بين الحماس والشغب.. أبرز 10 روابط ألتراس في إيطاليا (صور وفيديو)


كتب - أحمد عبد المطلب:
تعد روابط الألتراس للفرق الإيطالية، ظاهرة جديرة بالدراسة؛ فقد تم تأسيسها في الأصل لمناصرة الفرق الرياضية المختلفة، وبات لها مكانا مميزا داخل الاستاد، وهو المدرج الجنوبي أو CURVA SUD، لكن في السنوات الأخيرة باتت سلبيات هذه الروابط أكثر بكثير من إيجابياتها، وتمثلت أبرزها في الاشتباكات المصاحبة للمباريات، خاصة لقاءات الديربي، والتي غالبا ما تقع خارج الملعب بين جمهور الفريقين، أو بين الجمهور والشرطة.
لكن المؤسف أن الأمر قد يتطور إلى وقوع حالات وفيات بين المشجعين، بسبب الخصومات التاريخية بين بعض الفرق. ويقدر عدد المنتمين لروابط الألتراس في إيطاليا، بأكثر من 40 ألف شخص، موزعين على 388 مجموعة، وخُمس هذا العدد تقريبا (8500 مشجع)، ينتمي لمجموعات تم تسييسها.
وتطالب الشرطة الإيطالية، بمتابعة تصرفات الألتراس بعناية شديدة؛ لأن هذه الكتلة الحرجة قد تتحول إلى قنبلة موقوتة حقيقة في حالات الاحتجاج. ويعتبر إقليم لومبارديا الشمالي، حيث توجد فرق ميلان وإنتر وأتالانتا، صاحب العدد الأكبر من روابط الألتراس بواقع 56 رابطة، يليه إقليم كامبانيا الجنوبي كحيث مشجعو فريق نابولي بـ50، ثم توسكانا وليجوريا.
ألتراس روما
قريبون من الفريق دائما، "على الحلوة والمرة"، وتعد ساحة Circo Massimo مثالا على التشجيع الكروي في إيطاليا، فيما تعتبر مدرجات رابطة جماهير الفريق، حالة خاصة لا يدركها إلا من تواجد بالاستاد؛ حيث الألوان الصفراء والحمراء، تشكل علم الفريق، بالإضافة للصور الموجودة دائما لنجم ورمز الفريق فرانشيسكو توتي.
وتمثل متابعة الرابطة، متعة خاصة، تضاهي متعة كرة القدم نفسها، خاصة في مباريات الديربي، أمام جاره لاتسيو، ومواجهات فرق الشمال البارزة، مثل يوفينتوس وميلان وإنتر.. العديد من روابط الألتراس، ومن بينها أنصار روما، ترى أن العدو المشترك لها هو رجال الشرطة، وتنشب اشتباكات دامية بين الطرفين من حين لآخر، ومنها تلك التي سبقت ديربي "روما - لاتسيو"، خارج الملعب الأوليمبي بالعاصمة روما، أبريل 2013، والتي خلفت 8 جرحى، 6 منهم تلقوا طعنات بالسكين، نتيجة الاشتباكات العنيفة، والتي وصفتها بعض الصحف الإيطالية بحرب الشوارع.
واستخدم الجماهير الزجاجات الفارغة والشماريخ والحجارة، بينما ردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، وانتهى اللقاء بعدها بالتعادل بهدف لكل فريق، للبرازيلي هيرنانيز، صانع ألعاب لاتسيو، والعملاق فرانشيسكو توتي، قائد روما. ولم تكن هذه الواقعة جديدة على مدينة روما، والتي شهدت صدامات عنيفة بنفس القدر تقريبا قبلها بثلاث سنوات، وبالتحديد في أبريل 2010.
جماهير روما بالملعب الأولمبي قبل نهائي كأس إيطاليا في 2013
ألتراس فريق هيلاس فيرونا
تعتبر أفضل رابطة في شمال إيطاليا، رغم تميز جمهورها بالعنف، بسبب بعض الوقائع الفردية. وكانت أول رابطة تدخل في توأمة مع رابطة أخرى لنادى فيورنتينا.
ألتراس نابولي
أسخن روابط مشجعي فرق الجنوب، وهي رابطة متحمسة، ولها مكانة رمزية حتى أنه تم تناولها بأحد الأفلام السينمائية عام 1987، باسم "فتى المدرج ب".. وتعد مدرجات الرابطة ملكا للجميع، الأثرياء والفقراء، والشباب وكبار السن، الرجال والنساء.
وعاشت الرابطة أفضل مواسمها في عصر مارادونا، ولدى العودة إلى الدرجة الأولى عام 2007، لكن الغريب أن بعض عناصر الرابطة وقفوا وراء حوادث السرقة، التي عانى منها عدد من لاعبي الفريق، خلال السنوات الماضية، وأبرزهم ماريك هامسيك وإدينسون كافاني وإزيكيل لافيتسي، والذين يدينون التشجيع العنيف بشكل مستمر.
ألتراس لاتسيو
الأكثر تدخلا في السياسة، وتميل إلى اليمين، وغالبا ما ترفع لافتات ذات طابع سياسي، لكنهم يعطون أفضل ما لديهم خلال مباريات الديربي. وتكريما للرابطة، تم سحب القميص رقم 12 من الفريق، لكنها شهدت ضحيتين على مدار تاريخها، وهما فينشنزو باباريلي خلال ديربي 1979، وجابريلي ساندري Gabriele Sandri.
لكن اللافت أن سلوك بعض روابط الألتراس، ومنها ألتراس لاتسيو، لا يتغير خارج إيطاليا؛ ففي نوفمبر 2013 أوقفت الشرطة البولندية 137 مشجعا من أنصار لاتسيو Lazio، زحفوا خلف فريقهم لمؤازرته أمام ليجيا Legia، في الدوري الأوروبي، وذلك بعد اشتباكات تورطوا فيها مع قوات الأمن في الطريق المؤدي إلى ملعب المباراة بمدينة وارسو.
اشتباكات ألتراس لاتسيو وروما مع الشرطة قبل لقاء الديربي العام الماضي
ألتراس يوفينتوس
يتفوق فريق السيدة العجوز على باقي فرق إيطاليا، من حيث المتابعة الجماهيرية، وتتحدث التقارير التي نشرها موقع سبورت ميدياست، عن 11.2 مليون مشجع ليوفينتوس داخل إيطاليا (بنسبة 29% من إجمالي المشجعين)، ويليه الميلان بنسبة 16.3%، والإنتر 16%، ونابولي 11.6%. فيما بلغ عدد مشجعي الفريق الإيطالي العريق في أوروبا 38 مليونا، ويحتل المرتبة السابعة في التصنيف الذي يهيمن عليه فريقا برشلونة وريال مدريد.
غير أن العنصرية تجاه بعض اللاعبين، أحد أبرز سلبيات ألتراس فريق يوفنيتوس، الذي تعرض كثيرا لمهاجم ميلان السابق ماريو بالوتيللي، وتمتد لتشمل العنصرية على أساس جغرافي، حيث الهجوم الدائم على فريق وأهل مدينة نابولي، الواقعة جنوب إيطاليا، بينما تورينو في أقصى الشمال.. وعادة ما يهتف أعضاء الألتراس بالدعاء أن "يثور بركان فيزوف الشهير في نابولي ويغطي المدينة بالحمم، لأن نابولي عار إيطاليا"، برأيهم.
ألتراس تورينو
الأقل حظا، ورغم تألقها ولمعانها دائما، إلا أنها عاشت في السنوات الأخيرة على الذكريات والأمجاد.. لكن مدرج الألتراس يلتهب بصفة خاصة أثناء لقاء الديربي أمام غريمه يوفينتوس.
نهاية فبراير 2014، عاقبت محكمة إيطالية ثلاثة من ألتراس فريق تورينو بالسجن تسع سنوات لاثنين منهم، و8 سنوات و4 شهور للآخر، فيما برأت آخرا، وذلك على خلفية اعتدائهم وسحلهم لمشجع لفريق يوفينتوس، عقب مباراة الديربي بين قطبي مدينة تورينو، بأحد الجراجات خارج ملعب "يوفينتوس إستاديوم"، الأول من ديسمبر 2012.
وخضع الضحية، البالغ من العمر 46 عاما، لجراحتين بعد تعرضه لكسور بالوجه والجمجمة، غير أن هذا لم يجنبه التشوهات الظاهرة. وأدانت المحكمة المتهمين بجريمة "الشروع في القتل"، التي رآها محاموهم تهمة مبالغ فيها.
ألتراس إنترناسيونالي
يشغل المدرج الشمالي لاستاد سان سيرو في ميلانو، خلال مباريات فريقهم في ملعبه، وانقسم مشجعو إنتر إلى روابط عديدة، أبرزها Boys San عام 1969، وUltras عام 1975، وViking 1984، وBulldogs 1988، وBrianza Alcoolica 1985، لكن أول مجموعة منظمة لتشجيع فريق الإنتر كانت Moschettieri وAffaciandos، وذلك في عهد فريق الإنتر العظيم، بطل إيطاليا وأوروبا والعالم، بقيادة المدرب التاريخي هيلينيو هيريرا في فترة الستينيات.
وتظل الخصومة الرئيسية لألتراس الإنتر مع غريمه التقليدي ميلان، والتي تتجدد في كل لقاء ديربي يجمع الفريقين، لكن لا ننسى ديربي إيطاليا الذي يجمع فريق الإنتر بيوفينتوس سواء في الدوري أو الكأس. وازدادت حدة الخصومة بصفة خاصة مع أنصار روما، بين عامي 2006 و2011 بالتوازي مع الخصومة الرياضية المتصاعدة.
ألتراس كاتانيا
قريبون جدا من فريقهم، من فريق الهواة وحتى فريق الدرجة الأولى، لكن الرابطة معروفة للأسف بالحوادث المستمرة مع مشجعي باليرمو، وأبرزها في 2 فبراير 2007، والتي تسببت في المشجع وفاة فيليبو راتشيتي.
ألتراس أتالانتا
ظهر عشقهم للفريق جليا عند العودة إلى الدرجة الأولى، واحتفال ما يقرب من 50 ألف شخص في شوارع مدينة برجامو، قرب ميلانو. غير أن للرابطة خصومات كثيرة مع فرق إيطالية، لكنها تبدو غاية في الجمال حينما يلعب الفريق وتتزين المدرجات بلوني قميص الفريق، الأزرق والأسود.