التوقيت الأربعاء، 18 يونيو 2025
التوقيت 11:57 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو .. صناعة "السمسمية" مهددة بالانقراض

تظل آلة السمسمية معشوقة أهالى مدن القناة، والتى كانت ومازالت تمثل حالة خاصة ومؤشر حقيقى لأفراح وأحزان أهالى محافظات القناة، منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن ، وهى شاهد على البطولات، والإنتصار العظيم فى السادس من اكتوبر، وأيضا هزيمة يونيو 67 والتهجير، كل هذا وآلة السمسمية حاضرة توثق كل شيء من خلال الأغاني الشعبية التى أنتجتها زائفة الفنان القديم على شاطئ قناة السويس، ومع مرورالزمن أصبح هناك خطرعلى وجود هذا الفن الشعبى، ليس فقط غياب الحفظة بالموت أوالشيخوخة، وضياع التراث الشفاهى دون  حفظ حتى الآن، لكن الآلة نفسها بدأت فى الإنقراض، ولم يعد من يقوم بتصنيعها، ولم تهتم المؤسسات الثقافية بإنشاء مصنع أو ورشة كبيرة لتصنيع آلة السمسمية.

أقدم صانع سمسمية

 

فى الإسماعيلية لا يوجد سوى الفنان محمد ميدا، والذى تعدى الخمسين عاما من عمرة بسنوات قليلة، هو الوحيد على مستوى المحافظة الذى يقوم بتصنيع آلة السمسمية، وبمجهود شخصي وبدون مساعدة من أحد، ويقوم بتطويرشكل الآلة من وقت لأخر، وهو فى نفس الوقت عضوا بفرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية، وسافر مع الفرقة العديد من دول العالم وحصل على جوائز ومراكز متعددة خلال الـ30 عاما الماضية.

فترة التهجير

 

يقول محمد ميدا بدأت حكاية عشقى للسمسمية عندما كان عمرى 12 عاما وكنا من ضمن المهجرين بمدينة الزقازيق، فشاهدت فرق السمسمية التى كانت تجوب محافظات التهجير تقيم حفلات فى هذة المحافظات لأبناء الإسماعيلية ومدن القناه، فبدأت فكرة الحصول على ألة والتى كنت اقوم بتصنيعها من خشب صناديق الصابون التى كانت الحكومة توزعها على المهاجرين، وبعد العودة إلى الإسماعيلية وفى عام 1976،حصلت على آلة لأول مرة فى حياتى من أحد أصدقائى بـ جنية وعملت فى فرقة الأمل مع الفنان الراحل حسين مكى وهو أول من كون فرقة لفنون السمسمية بالإسماعيلية، وعملت مع الفنان عبدة العثمللى وهومن الفنانين الرواد فى هذا الفن والفنان مرسى بركة من أشهر مطربى السمسمية فى الإسماعيلية وشقيقة أحمد زتونة،كما شاركت مع الفنان الراحل حسن سعد والد الملحن المشهور وليد سعد وأنتجنا 15 شريط كاسيت سمسمية، كان يتهافت الأهالى على إقتناء هذة الشرائط فى ذلك الوقت، وتطورت الأغاني إلى عدة مراحل الأغاني القديمة وأغانى المقاومة الشعبية وأغاني الحرب، ثم أغانى الإنتصار والعبور والبناء بعد عودة أهالى القناه إلى محافظاتهم.

 

صناعة آلة السمسمية

 

يشير محمد ميدا إلى أنة خلال السنوات الماضية وحتى الآن لايوجد من يقوم بصناعة آلة السمسمية ، كان الإعتماد على إصلاح الآلات القديمة، فقررت صناعة آلة جديدة بأشكال مختلفة، فبدأت بتطوير الآلة القديمة " السمسمية أم الطبق وهى عبارة عن آلة مصنوعة من طبق صاج ملفوف بجلد ماعز وبها خمسة أوتار، التغيير كان من خلال القاعدة من الصاج إلى مثلث خشبى أومربع أوسداسى وزيادة عدد الأوتارمن 5 أوتار إلى 6 ثم 8 أوتار وحتى 14 وتر من السلك للحصول على جميع الألحان لكن الأساس هو السلم الخماسى.

 

زيادة أوتار السمسمية

وأوضح ميدا أن السبب فى زيادة عدد أوتار السمسمية ان البداية كانت فى الشارع حيث تقام الحفلات لوقت محدود لزيد عن ساعتين هذا الوقت كان كافيا للأغاني القديمة المعروفة، وتطور الأمر بإقامة الأفراح فى النوادى وكانت تستمر حتى الفجر لمدة تزيد عن 7 ساعات وهذة الفترة تحتاج إلى فقرات كثيرة ومنها الأغاني المعروفة لكبار الفنانين أم كلثوم ونجاة وعبدالحليم حافظ وغيرهم وهنا كانت الحاجة لزيادة السلم الموسيقى من الخماسى المحدود إلى اكثر من ذلك.

 

مكان لتصنيع السمسمية

 

ويطالب الفنان محمد ميدا بضرورة توفيرمكان لتصنيع آلة السمسمية وتعليم جيل جديد كيفية صناعة هذة الألة بالإضافة إلى عرض الآلات الموجودة ومعرفة تطور نشأة هذة الألة من الطبق الصاج إلى الشكل الحديث لها الآن، مشيرا إلى أنة مستعد للتدريب وتعليم صناعة الألة لمن يرغب من الأجيال الجديدة، حفاظا على تاريخ آلة السمسمية والبقاء عليها لأنها بالفعل بدأت فى الإندثاروأصبح الحصول على آلة السمسمية صعب، ويمكن الإستفادة من المعرض ببيع الآلات لمن يرغب من الأجانب أو محبى آلة السمسمية فى الوطن العربي.

 

صور

1- الفنان محمد ميدا  أثناء صناعة السمسمية

2 ميدا مع أنواع مختلفة من السمسمية

3- آلة السمسمية أثناء صناعتها

4- أشكال مختلفة للآلة

5- أقدم صانع سمسمية بالإسماعيلية

6- الفنان محمد ميدا

7- فيديو  السمسمية عاصرت جميع الحروب

8- فيديو  تصنيع آلة السمسمية

9- فيديو صانع  اقدم سمسميات بالإسماعيلية

10- فيديو مطلوب مكان لتصنيع السمسمية

11- فيديو  ميدا يعزف على سمسمية   خماسية