تغريدة من 140 حرفا، وربما أقل، نشرها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب كلفت شركة "لوكهيد مارتن" 3.5 مليار دولار، خسرتها من قيمتها السوقية، بعدما وصف فيها المقاتلات F-35 بأنها ذات تكلفة باهظة للغاية، مقترحا توفير مليارات الدولارات التي تنفق على مشتريات الجيش بعد 20 يناير المقبل.

وعلى الرغم من محاولات الشركة الأمريكية للدفاع عن مقاتلاتها، وقالت شبكة CNN إن "لوكهيد مارتن" أعربت عن تطلعها إلى أي أسئلة قد تكون لدى الرئيس المنتخب بشأن البرنامج.

وقبل شركة لوكهيد مارتن، شن ترامب هجوما آخر على منافستها شركة "بوينج، يوم الثلاثاء الماضي، بسبب أسعارها "الخارجة عن السيطرة" التي تفرضها على طائرة Air Force One، الخاصة برئيس الولايات المتحدة، ما تسبب في إحداث خلل بأسعار أسهم الشركة.

إلى جانب الخسائر التي قد تحدثها هذه الكلمات، فإن تغريدات الرئيس الجديد المتوالية قد تسمح بتقدم خصومه الأجانب عليه، بحسب آراء خبراء متخصصين في مجالي الاستخبارات والدفاع، خاصة وأن ترامب يمتلك سنوات من الخبرة في إطلاق حروبا إليكترونية على موقع التدوينات القصيرة.

أزمة أمن قومي

كما أشار موقع "بوليتيكو" الأمريكي إلى أنه مع استعداد ترامب لشغل أرفع منصب في الولايات المتحدة، هناك مخاوف متزايدة من أن تغريداته قد تؤدي إلى إشعال أزمة وطنية حقيقية، حيث يمكن العديد من الوكالات الأجنبية من تحليل شخصيته وتتبع عاداته وتكوين فكرة عنه تمكنهم من توقع خطواته المقبلة كقائد للحكومة.

وإلى جانب تأثير تغريداته على سوق الأسهم، يستخدم الرئيس المنتخب حسابه على تويتر كسلاح يوجهه ضد خصومه، كما فعل من قبل، حتى بعد إعلان فوزه برئاسة الولايات المتحدة.

الهجوم على طالبة جامعة

ويدرك ترامب جيدا حجم تأثير تغريداته، خاصة بعدما استمر مؤيدوه في الهجوم على طالبة جامعة لمدة عام، شملت تهديدات باغتصابها، لمجرد أنه أعلن عن تحديها له في تغريدة، حتى دون أن يعلن عن اسمها، بسبب اتهامها له بأنه متحيز ضد المرأة.

وخلال تغريداته، لم يشجع ترامب مشجعيه على الهجوم على أي من المغردين، بل كانيكتفي فقط، حسبما أشار موقع Vox الأمريكي، ببث شكواه على الملأ ويقوم مؤيدوه بالباقي.

أزمة دبلوماسية

أزمة دبلوماسية أخرى أججها ترامب، بسلسلة تغريدات ضد الصين نشرها يوم الأحد الماضي، متهما إياها بالتلاعب في عملتها ونشر قواتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي.

وعلى الرغم من عدم وجود دافع ظاهر لهذه التغريدات، إلا أنها جاءت في أعقاب إثارة حالة من الجدل حول محادثته مع زعيم تايوان، ذات الحكم الذاتي، التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها.

احتجاجات العمال

وفي أعقاب اختياره لمرشحه لوزارة العمل، أندرو بوزدر، هاجم ترامب مسؤول نقابي اعترض على المرشح الذي اختار ترامب الذي تتعارض سياساته مع قوانين حماية العمال الجديدة، ما أدي إلى انطلاق مخاوف عمال النقابات من مواجهة أخطر أزمة لهم منذ عقود، وتجدد اندلاع الاحتجاجات على انخفاض الحد الأدنى للأجور، بعد أربع سنوات تقريبا من انطلاقها لأول مرة.