كتب- عمرو المغربي:

هل سمعت يوما الشيخ إمام وهو يرحب بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، من خلال أشعار أحمد فؤاد نجم التي تقول "شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع "الووترجيت"؟.. الأغنية ظريفة، وتحمل نوعا من السخرية تجاه نيكسون، وتجاه الحكام العرب، لكن من هو "نيكسون بابا"؟ وما هي الووترجيت؟ وماذا لو كان الأمر يحدث الآن، وليس منذ 40 عاما بالتمام؟

اليوم 9 أغسطس، هو ذكرى استقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون من منصبه عام 1970، إثر فضيحة "watergate"، إحدى أشهر الفضائح السياسية في القرن الماضي.

تتلخص فضيحة ووترجيت، في تنصت نيكسون على خصومه السياسيين من الحزب الديموقراطي (اللجنة الوطنية الديموقراطية)، في مكتبها بمجمع ووترجيت بواشنطن يونيو/حزيران 1972. وتسببت الفضيحة في إقالة الكثير من أعضاء الحكومة الأمريكية، إضافة إلى استقالة الرئيس نيكسون، ومحاكمة نحو 43 شخصا من إدارته.

*ترشح نيكسون للرئاسة لفترتي 1961 و1965، لكنه فاز بالرئاسة في الترشح الثالث عام 1969.

تغيرات جذرية

التأثير الذي أحدثته فضيحة ووترجيت في المجمتع الأمريكي لا يستهان به، إذ تقول صحيفة "واشنطن بوست" إنها جعلت الشعب الأمريكي يسخر من رؤسائه، كما جعلهم مستعدون لتصديق أي شيء سيئ يقال عنهم.

لكن الكوميديا السياسية ونظرية الشك ليسا الملمحين الوحيدين في الفضيحة، فالقضية الرئيسية هي كيف انتشرت منذ 40 عامًا، حينما لم يكن هناك أكثر من التليفون والتلغراف كوسائل اتصال؟

لم يلتفت الإعلام في البداية قضية "ووترجيت"، بل إن أغلب وسائل الإعلام وقتها ركزت على الانتخابات الرئاسية المرتقبة وأمور أخرى، ولولا الجهد الذي بذلته صحف "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"تايم" لإظهار القضية، لكان الأمر اختفى تماما.

فقد وصفت مجلة "تايم" الرئيس نيكسون وقتها بأنه لا يستحق الثقة وأنه "يهوي إلى الجحيم"، وتطورت القضية، لتأخذ شكل الصراع بين الرئيس والإعلام، واشتدت المواجهة بين الصحف وبين نيكسون لمدة عامين.

وفي ذكرى استقالة نيكسون، تقول واشنطن بوست إن "ووترجيت تعد نقطة تحول في تاريخ الصحافة، إذ اتجهت بعدها إلى الاستقصاء والبحث".

*نيكسون هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي استقال من منصبه حتى الآن.

تغير إعلامي

لكن ماذا لو كانت "ووترجيت" وقعت في الوقت الحالي؟ فمع وجود وسائل اتصال حديثة ومواقع تواصل اجتماعي يؤكد الخبراء أنها لم تكن لتستغرق أشهرا معدودة حتى يستقيل نيكسون بعد اكتشافها.