تعرف على القناص البريطاني صاحب أبعد هدف في التاريخ


اهتم العالم في العام الماضي بقصة القناص الأمريكي، كريس كايل، بسبب شهرة فيلم "American Sniper" إلا أنه بحسب صحيفة "صن" لم يكن كايل القناص الأبرع في العالم، لكنه الإنجليزي، كريج هاريسون، الذي أصاب أبعد هدف مسجل في التاريخ.
كيف أصبح قناصا
وبحسب الصحيفة، فإن القناص البريطاني هاريسون، كان يحلم بأن يكون قناصا منذ كان في الرابعة عشرة، بعدما عثر على كتاب يتحدث عن القناصين في الجيوش.
وبالفعل، التحق هاريسون بالجيش البريطاني في كوسوفو ثم العراق في 2003، عندما قابل أول قناص حقيقي، ويسأله هاريسون عما يجب أن يفعل حتى يكون قناصا، وكانت الإجابة هي قدرة القناص على البقاء مستلقيا، دون أن يكتشف أمره هي عامل حاسم في إصابة الهدف، إضافة إلى أن على القناص أن يتوقف عن اعتبار نفسه إنسانا، بل هو مجرد سلاح مستعد للانطلاق في أي وقت.
أول هدف
وفي العراق في مايو 2007، تمكن هاريسون من إصابة أول هدف له كقناص، فقد كانت وحدته تتعرض لإطلاق نار، وفي أثناء الهجوم تمكن من رؤية أحد الأشخاص الذي كان مختبئا، ويعود للظهور عدة مرات بشكل يوحي بأنه يمرر معلومات للمهاجمين.
حينها أطلق هاريسون النار وأصاب الهدف في العنق، وبحسب الصحيفة، قال هاريسون إنه لم يتوقع رد فعله على أول إصابة له، فقد ذهب لمكان الهدف وشاهده وهو يموت في لحظات، وقال إنه لم يكن يستمتع بالقتل، لكنه يرى أنه أدى واجبه، ومع ذلك لم يكن مستعدا نفسيا للموقف.
أبعد هدف في التاريخ
أما عن الإصابة الأهم في حياته، فكانت في هلمند بأفغانستان عام 2009، عندما كانت وحدته في منطقة بها العديد من مقاتلي طالبان، وكان عدد من عناصر الوحدة، في المقدمة، تعرضوا لكمين وتم إطلاق النار عليهم، وكان بإمكانه رؤية الهجوم لكن باستخدام المنظار في بندقيته، وعلم أن المسافة أبعد من المدى الفعال لسلاحه، حيث قال "كل الأدلة كانت تقول إن الطلقة مستحيلة".
حساباته أشارت إلى أن الطلقة ستستغرق 6 ثوان للوصول إلى الهدف الذي يمكن أن يتحرك ويبتعد عنها في هذه الثواني، كما يجب حساب المسافة مع سرعة الرياح والحرارة، وكلها عوامل تؤثر على فاعلية الرصاصة.
وفي النهاية قرر إطلاق النار، فلم يكن هناك خيار آخر لحماية زملائه، ولم يصدق نفسه عندما أصيب الهدف الأول، فقد ظل يحاول أن يهدأ أعصابه قبل أن يستعد للتصويب على المقاتل الثاني من طالبان، وفي المرة الثانية نجح أيضا في إصابة الهدف، فقال هاريسون "كان بإمكاني الآن فقط الاسترخاء بعد زوال الخطر".
ولكن لم يعلم هاريسون مدى نجاحه إلا عندما أكدت الطائرة الهليكوبتر المرافقة المسافة التي أصاب منها الهدف، وكانت 2475 مترا، أي ما يعادل ميل ونصف، وهو ما يكفي مساحة 24 ملعب كرة قدم، ليحطم كريج هاريسون الرقم القياسي المسجل لأبعد إصابة هدف في التاريخ مرتين في نفس اليوم.
محاولة انتحار
ولكن في نفس الجولة بأفغانستان، كاد هاريسون أن يفقد حياته مرتين، فقد عبرت رصاصة الفراغ الموجود في خوذته، وبعدها بعشرة أيام انفجرت المدرعة التي يستقلها وكسر ذراعه، ومع ذلك أصر على العودة للميدان بعد 6 أسابيع فقط.
لكن كل مشاهد القتل تلك، كان لها تأثير سلبي على حياته، فقد حاول الانتحار، لكنه فشل ليترك بعدها الجيش، ومازال يعيش حاليا مع زوجته وابنته، 16 عاما، في حالة خوف من حدوث عملية اختطاف أو قتل، خصوصا أن تنظيم القاعدة وضعه على قائمة المطلوب قتلهم.
من الأفضل
أما عن انطباعه عن القناص الأمريكي، كريس كايل، الذي يعد الأكثر قتلا في التاريخ الأمريكي، فقد أصاب 160 هدفا، فيقول هاريسون إن أحد زملائه من مشاة البحرية البريطانية يعد الأهداف التي أصابها هاريسون، ويقول إنها 173، لكن هاريسون نفسه لا يعد ضحاياه.
ويرى هاريسون أن القناصة البريطانيين نفذوا بالفعل إصابات صعبة، وتكاد تكون مستحيلة، فقد نجح أحدهم في قتل 6 من عناصر طالبان بطلقة واحدة، عندما أصاب الحزام الناسف الذي كان يرتديه أحد الانتحارين من طالبان ليموت هو و5 من أفراد التنظيم.