الوطن أو الموت.. 50 عاما على خطاب جيفارا بالأمم المتحدة


كتبت- باكينام الجنايني:
"الوطن أو الموت".. 50 عاما مرت على هاتين الكلمتين اللتان اختتم بهما الزعيم اللاتيني، تشي جيفارا خطابه الذى ألقاه أمام الأمم المتحدة بنيويورك في 11 ديسمبر من عام 1964، ليؤكد على حق الشعوب فى تقرير مصيرها، حتى وإن كلفها ذلك حياتها.
خطاب "ارنستو تشي جيفارا في الأمم المتحدة"
من هو "تشي-جيفارا"؟
ولد تشي جيفارا في 14 يونيو 1928 في مدينة روزاريو الأرجنتينية لعائلة متوسطة، درس الطب في جامعة "بوينس آيرس"، وخلال هذا الوقت سافر على نطاق واسع في أمريكا الجنوبية والوسطى.
مما شعر به "تشي" وشاهده من الفقر والقمع فى بلاد أمريكا الاتينية، والظلم الذي يقع على الفلاحين الهنود، واستغلال العمال فى مناجم النحاس بـ"تشيلي"، بدأت رحلته، وظهر اهتمامه بالماركسية، وأقنعته الظروف أن الحل الوحيد لمشاكل الجنوبية وأمريكا الوسطى هي الثورة مسلحة.
بدء رحلة الكفاح
في عام 1954 ذهب إلى المكسيك والتقى في السنة التالية بالزعيم الثوري الكوبي فيدل كاسترو، وانضم جيفارا لحركة "26 يوليو"، الحركة الثورية التى يقودها كاسترو، ولعب دورا رئيسيا في نجاح حرب عصابات ضد حكومة الديكتاتور الكوبي "باتيستا".
عرف تشى-جيفارا بأنه معارضا قويا للولايات المتحدة الأمريكية، وقال إنه يسترشد نظام كاسترو نحو المواءمة مع الاتحاد السوفيتي، وحينذاك تعثر الاقتصاد الكوبي نتيجة العقوبات التجارية الأمريكية، كما تعطلت الإصلاحات التى سعت الثورة الكوبية على تنفيذها.
خلال هذا الوقت بدأ جيفارا الإعلان عن سعيه لنشر الثورة في أجزاء أخرى من العالم النامي، وقال: "أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية، لهذا استودعك واستودع الرفاق، أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب ومن منصبي كوزير ومن رتبة القائد ومن جنسيتي الكوبية"، هكذا كانت كلمات الرسالة التى بعثها جيفارا لـ"كاسترو" قبل مغادرته إلى الكونغو فى عام 1965.
إلى بوليفيا ..
تعرض جيفارا إلي عملية مطاردة وأخذ الجيش البوليفي يبحث عنه، إلى أن وجده فى إحد القرى البوليفية "أهجيرا"، مع 16 شخصا أخرين من مقاتليه، وألقى القبض عليه، وتم نلقه إلى مبنى متهالك لمدرسة لاستجوابه، بينما رفض الرجل الثوري الاستجواب على يد ضباط بوليفيين.
توجهت طلقات النيران إلي قلب ورأس جيفارا، سعيا من الرئيس البوليفي "رينيه باريينتوس"، بإطالة فترة احتضاره، كما رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لعائلته، أو الإعلان عن مكان دفنه، ودفن في مكان سري.
إلا انه فى أواخر عام 1997، عثر على جثمان جيفارا وتم دفنه بجانب رفاقه المقاتلين مع مرتبة الشرف العسكرية، فى ضريح مدينة "سانتا كلارك" البوليفية الذى تم بنائه خصيصا له.
من خطاب تشى جيفارا:
"مادامت الامبريالية العالمية تمتص خيرات الشعوب فإن الثوار الذين يقفون في صفي لن يسكتوا بل سنحمل السلاح ونعلن الثورة ضد الامبريالية ووكلائها الاستعماريين وحكوماتهم العميلة"
مشاهد فيلم "تشي" للمخرج ستيفن سودربيج الذي وثّق حياة جيفارا ونضاله