التوقيت السبت، 07 يونيو 2025
التوقيت 01:11 م , بتوقيت القاهرة

هل ساعدت إيران مصر في حرب 1973؟

في مثل هذا اليوم منذ 34 عاما، تحررت أرض سيناء المصرية من الاحتلال الإسرائيلي، وهي الأرض التي كانت سببا رئيسيا في حرب أكتوبر 1973، والتي خاضتها مصر ضد إسرائيل.


علاقات قديمة


في فترة حكم الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، كانت العلاقة بين مصر وإيران وثيقة، كما أن علاقة الرئيس نفسه بشاه إيران آنذاك، محمد رضا بهلوي، كانت لافتة للنظر ومثيرة للتساؤلات، إذ كان الشاه يعادي الرئيس عبد الناصر معاداة فعليا، كما كان يمول إسرائيل بالبترول، وطوال فترة حرب الاستنزاف من 1967 – 1970 كان الشاه يواصل تمويل إسرائيل بالبترول الإيراني.



وبحسب موقع "حركة واحدة"، قال المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، عن وفاة الرئيس عبد الناصر: "كنت معتقلا في سجون الشاه الذي كان يكن لعبد الناصر كراهية شديدة، ولاحظت في يوم وفاته حالة ابتهاج في السجن بين الضباط والحراس وعندما سألت عن السبب علمت بوفاة الرئيس عبد الناصر، وأقسم بالله أنني بكيت عليه كما لم أبك على أبي وأمي، لقد كان الزعيم الوحيد الذي ساعد الإمام الخميني، وأمد الثورة بالمال والسلاح وقواعد التدريب".


محبة بعد عداوة


يقول الرئيس السادات في واحدة من خطبه الشهيرة، إنه قبل حرب أكتوبر لم يكن في مصر فائض من البترول يكفيه 15 يوما فقط، وحين طلب من الزعماء العرب لم يرفضوا، ولكن لم يبالوا بخطورة الموقف إذ طلبوا منه أن يرسل وزير النفط المصري آنذاك، ثم يرسلون البترول بعد ذلك في أي وقت، إلا أن شاه إيران لم ينتظر حينما طلب السادات منه مساعدته، فأرسل سفن البترول التي كانت تتجه إلى الولايات المتحدة لترسو في ميناء الإسكندرية وتزود مصر بالنفط الإيراني.



توطدت علاقة الرئيس السادات بالشاه سياسيا وشخصيا، عقب اختيار الرئيس السادات للطريق الأمريكي لحل الصراع العربي الإسرائيلي وربما قبل ذلك، ومنذ عام 1974 توثقت علاقات الطرفين وبدأ نوع من التحالف بينهما، واشترك السادات مع شاه إيران في نادى السافاري وهو حلف ضم 5 دول (فرنسا – السعودية – إيران – مصر – المغرب).



رد الدين


حين نجحت الثورة الإسلامية في إيران، كان الرئيس السادات من أشد المهتمين بدعم عرش الشاه والحفاظ على حكمه لدرجه أنه قطع محادثاته في كامب ديفيد ذات يوم ليتصل به ويعلن مساندته له، وعقب نجاح الثورة وهروب الشاه من إيران مع أسرته، كان الرئيس السادات هو الوحيد الذى قبل استضافته في مصر وخصص له قصر القبة لكي يقيم فيه، وتغاضى الرئيس السادات عن المظاهرات الشعبية الغاضبة التي قامت في مصر ضد قراره بإيواء الشاه، كما لم يهتم بأثر قراره هذا على العلاقات بين مصر والنظام الجديد في إيران.



وحتى بعد وفاة الشاه في 27 يوليو 1980، أصر الرئيس السادات على إقامة جنازة عسكرية ضخمة للشاه الراحل وتقدم بنفسه الصفوف لتشييعه إلى مثواه الأخير، رغم أن وصية الشاه كانت أن تقام له جنازة بسيطة ثم يدفن بجوار والده في مسجد الرفاعي بالقاهرة.


تكذيب المساعدات


من ناحية أخرى، أكد الكاتب والمفكر الصحفي المصري، محمد حسنين هيكل، أن إيران لم تمد مصر خلال حرب أكتوبر 1973 بقطرة بترول واحدة، في حين كانت تمد إسرائيل بكل ما تحتاجه من بترول، مشيرًا إلى أن مصالح مصر الإستراتيجية تستوجب ضرورة إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران، وفقًا للمصلحة الإستراتيجية لمصر.



وأوضح هيكل خلال حواره مع برنامج "هنا العاصمة"، المذاع على فضائية "سي بي سي"، أن مصر على عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت تمد المرشد الإيراني الأسبق روح الله الخميني، بالمال، مشيرا إلى أن مصر كانت تعمل على مساعدة جميع الحركات التحررية في العالم العربي والإفريقي والإسلامي في فترة حكم عبد الناصر.


ولفت هيكل إلى أن تدهور العلاقات بين القاهرة طهران يرجع لاستضافة الرئيس السادات شاه إيران بعد الثورة الإيرانية عام 1979، موضحا أن رغبة السادات في استضافة شاه إيران تغلبت على مصلحة مصر الإستراتيجية، والتي تعتبر في إيران سقفا للعالم العربي ولا يمكن تجاهلها.


اقرأ أيضا:


إيران عن أنباء إغلاق سفارتها باليمن: كلام فارغ