"الكنافة" هي إحدى أشهر الحلويات في بلاد الشام، خاصة في فلسطين، التي تشتهر الكنافة بـ"النابلسية"، هي من الحلويّات الدارجة في جميع الفصول والمواسم، ويكثر تحضيرها على وجه الخصوص في شهر رمضان فهي تُنشّط الصائم بعد الإفطار.

"الكنافة" من أشهر حلويات شهر رمضان الذي يتميز برونقه الخاص وجماله، وارتبطت الشعوب العربية في هذا الشهر ببعض الحلويات، خصوصا مصر وبلاد الشام ولها تاريخ طويل، كما تقدّم الكنافة في جميع الحفلات والمناسبات، كالأعراس والولائم ومناسبات النجاح والاجتماعات العائلية، طبق صنع خصيصًا ليتناوله الأمراء والملوك، ويرجع تاريخه إلى العهد الأموى وربما أبعد.

وهناك أنواع عديدة للكنافة مثل: " الكنافة الناعمة التي تكون عجينتها ناعمة جدًا، والكنافة الخشنة والّتي تكون الشعيريّة المستخدمة في تحضيرها طويلة، والكنافة المحيّرة والتي تُحضّر من الناعمة والخشنة معاً، والكنافة المبرومة، وتكون الشعيريّة المستعملة في تحضيرها أيضًا طويلة وهي مبرومة الشكل"، وترصد "دوت مصر" نشأة ظهور هذه الحلوى الرمضانية.

تعددت الروايات حول بداية ظهور الكنافة، وقيل إن صانعي الحلويات في الشام هم من اخترعوها وابتكروها وقدموها خصيصًا إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أول خلفاء الدولة الأموية، وقت ولايته للشام كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يحس به في نهار رمضان، فقد كان معاوية يحب الطعام، فشكا إلى طبيبه من الجوع الذي يلقاه في الصيام، فوصف له الطبيب الكنافة لتمنع عنه الجوع، وقيل بعدها أن معاوية بن أبي سفيان أول من صنع الكنافة من العرب، حتى أن اسمها ارتبط به وأصبحت تعرف بـ"كنافة معاوية".

وفي رواية أخرى قيل أن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي، كما قيل أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م ، وأيضا إلى العصر الفاطمي.

وأساتذة التاريخ الإسلامي يذهبون إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي الذي امتد من عام (969- 1172 م) و(358-567 هـ) وقد شمل حكمهم مصر والمغرب وبلاد الشام، وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار ويتسارعون في تقديم الهدايا له ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم إنها انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجَّار.

وابتدعت كل بلد في طريقة صنع الكنافة وحشوها غير الطرق التي تفنن بها المصريون، فأهل الشام يحشونها بالقشطة، وأهل مكة المكرمة يحشونها جبنا بدون ملح، وكنافة الجبن المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن حتى اشتهرت وعرفت بالكنافة النابلسية، وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة للكنافة، فهناك المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة، وأخيرًا اشتهرت أنواع الكنافة بالمانجو في مصر، لتبدأ أسعارها من 280، وحتى 550 جنيهًا.