الشيخ سعد.. أسطورة صنعها مليار ونصف قرص مخدر (فيديو)


كتب- محمد جمال:
"سعد سعد.. يحيا سعد".. ليست هتافات المصريين لزعيمهم الراحل سعد زغلول قائد ثورة 19 فقط، ولكنها أيضا تحية يجلجل بها صوت "النابطشى" في مكبرات صوت "كباريهات" شارع الهرم، لاستقبال "الشيخ سعد أبو الغيط"، مصحوبا بعزف الآلات ونقر الطبول، مع اصطفاف عمال "الكباريه" في صف واحد لاستقبال الزبون، المتهم بتهريب مليار و500 مليون قرص مخدر إلى مصر بعد ثورة يناير، بعضها صنع في مصنعه الخاص.
سعد زينهم سعد حسن الشهير بـ"الشيخ سعد أبوالغيط" سبق اتهامه في 15 قضية متنوعة، آخرها التي حملت رقم "10018/ جنايات قسم طنطا لعام 2012- مخدرات" ولا يزال حبيسا ينتظر الحكم عليه فيها- بحسب ما أفادت مصادر بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والنيابة العامة، والتي يروي "دوت مصر" قصة "أبوالغيط" نقلا عنها.
شهرته فضحته
الرجل الذي كانت شهرته الواسعة في أوساط الملاهى الليلية والأفراح الشعبية سببا في حبسه على ذمة قضية سلاح، كشفته أجهزة الأمن بعد تصويره عدة فيديوهات لنفسه ينفق أموالا لا حصر لها بشكل يومي فى بارات شارع الهرم والأفراح، لمنافسة صديقه صبري نخنوخ-المحبوس حاليا على ذمة قضايا بلطجة ومخدرات- لدرجة إنفاقه نصف مليون جنيه كـ"نقطة" في فرح شعبي بحي المطرية في القاهرة.
سعد أبو الغيط شاب فى بداية العقد الرابع من العمر، ولم يتزوج إلا قريبا رغم أنه ثري، ثمين البدن، يزيد وزنه عن مائتي كيلو، ولد بقرية نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية، في بيت مجاور لمنزل الإعلامي توفيق عكاشة، بدأ حياته في تجارة المخدرات، ثم تطورت إلى استيراد كميات مهولة من أقراص "الترامادول" من الصين، وكان سببا فى انتشار المخدر بالبلاد.
تمكن أبو الغيط وعمره 30 عاما من تكوين أكبر عصابة لتجارة الأقراص المخدرة في مصر، وذاع صيته في الوجه البحري بالكامل، وامتد إلى أحياء القاهرة والجيزة، وكانت ثورة يناير سببا فى إزدهار تجارته، نظرا لحالة الانفلات الأمني التي سادت وقتها، ليستورد مليار و500 مليون قرص مخدر.
نقوط ولحية ومخدرات
بدأ أبو الغيط في الظهور والشهرة بأفراح نبروه والمنصورة بمحافظة الدقهلية، وامتد صيته إلى المدن والقرى الأخرى بالمحافظة ثم القليوبية خاصة مركز "شبين القناطر" حيث قرى المثلث الذهبي التي تنال أكبر حصة من تجارة "أبو الغيط".
لقب "أبو الغيط" بالشيخ بسبب لحيته الصغيرة وارتدائه الجلباب الخليجي، ومع هذا اللباس كان يتزين بالسلاسل والخواتم الذهبية الأنيقة والنادرة.
أخذت شهرة "أبوالغيط" في التوسع بشارع الهرم، حيث الملاهي الليلية والنزاع على الصيت والعزوة، وسط من يملكون المال، حتى أصبح ثاني أشهر رجل هناك بعد صبري نخنوخ، الذي اقترب منه وصارا صديقين، وعقدا صفقات مع بعضهما في السلاح وغيره.
في شارع الهرم كان الشيخ سعد ينفق بين 50 و150 ألف جنيه في الليلة التي يسهر فيها بشارع الهرم، حيث كان يجامل الجميع، وفور دخوله الملهى يقف الجميع يعطونه التحية على أغنية يجلجل بها الـ"نابطشي"، "سعد.. سعد.. يحيا سعد.. كله يوسع للشيخ سعد أبو الغيط.. وصل.. وصل.. ملك المنصورة"، وكان له كرسي مخصص له في كافة بارات وكباريهات الهرم؛ بسبب حجمه الكبير.
سقوط أبو الغيط
سقط الشيخ سعد في قبضة أجهزة الأمن بعد ورود معلومات لمفتش القاهرة الكبرى بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، المقدم أحمد سكر، بإنشائه مصنعا في مدينة بدر، به 50 من أحدث الأجهزة المتطورة في صناعة العقاقير المخدرة، سعر الجهاز الواحد عدة ملايين من الدولارات، وتبين أن المصنع ظل يعمل لفترة كبيرة وينتج ملايين الأقراص، وفي نفس الوقت، حاول "أبوالغيط" تهريب 809 بندقية خرطوش من تركيا إلى مصر، واعترف خلال التحقيق معه بأن هذه الشحنة كانت ذاهبة لاعتصام جماعة الإخوان في "رابعة العدوية"، العام الماضي.
اسم "الشيخ سعد" الإمبراطوري كان يحتاج إلى قوة تحميه، ولذلك لجأ إلى كبار "البلطجية" ووطد علاقته بهم، بل ولجأ إلى عدد من رجال الدولة وأقاربهم وبخاصة من المسؤولين في الجمارك والموانئ، وأشركهم معه في تجارته حتى يكونوا حماية له.
من المفارقات أن "أبوالغيط" كان دائم الإنفاق في أوجه الخير، وذكر أحد أهالي مدينة نبروه المقربين منه، أنه كان يتبرع خلال شهر رمضان لإفطار الصائمين فقط، بمبلغ قدره 2 مليون جنيه، ولم يتأخر يوما عن التبرع لأحد من المحتاجين، بل ويجهز اليتامى بما يحتاجون في أعراسهم وغيرها من أوجه الخير.
فرح أبوالغيط
قبل ختام الكلام عن "أبوالغيط" لابد أن نذكر أنه أقام حفل زفافه بمدينة نبروه بالدقهلية، وكلفه نصف مليون جنيه، واستمر منعقدا لمدة 7 أيام، جمع خلالها أكثر من 30 مليون جنيه "نقوط"!