التوقيت الجمعة، 27 يونيو 2025
التوقيت 01:57 م , بتوقيت القاهرة

أمين الشرطة.. إيه حكايته

تقع العديد من المخالفات القانونية بواسطة بعض أمناء الشرطة ، ولكن بالرغم من كثرة مشكلاتهم التي تضع وزارة الداخلية، في وضع حرج، إلا أن الوظيفة ما زالت قائمة في مصر الدولة الوحيدة في العالم، التي استحدثت  مسمى وظيفى يدعى "أمين شرطة"، ويبلغ عددهم حاليا قرابة 50 ألف.


عيد ميلاد أمين الشرطة


عام ميلاد أمين الشرطة كان 1967، بعدما قرر وزير الداخلية الأسبق شعراوي جمعة، إنشاء معهد أمناء الشرطة بمنطقة طره البلد، بهدف تخريج رجل شرطة على مستوى تعليمي أعلى من فرد الامن، بعد إلغاء وظيفة "عسكري الدرك"، و يقع في مرتبة وسط ما بين الأفراد والضباط.


وعن مؤهلات الشخص المطلوبة للالتحاق بوظيفة "أمين شرطة"، كانت يسيرة، حيث اشترط المعهد،  أن يكون الطالب والديه مصريين الجنسية، حاصلا على ثانوية عامة، أو ما يعادلها، ومتمتع بسمعه طيبة، و الا يكون هو أو أحد أفراد اسرته، سبق اتهامهم في قضايا جنائية أو جنح. 


ويدرس الطالب على مدى عامين، علوم الشرطة ومواد القانون اللازمة لعمله، ويتخرج بعدها برتبة أمين شرطة ثالث ويترقى خلال 15 سنة إلى أن يصل إلى رتبة أمين أول، ينقل بعدها إلى كادر الضباط برتبة ملازم، وفى حالة حصوله على ليسانس الحقوق فى أثناء الخدمة وقبل إكماله الفترة المطلوبة للترقية يرقى فورًا إلى رتبة ملازم.  


مزايا للأمناء


ومن المزايا الممنوحة لأمين الشرطة، الالتحاق بالعمل بوزارة الداخلية فور تخرجه، والعلاج على نفقة وزارة الداخلية، و الاشتراك بنادى أمناء الشرطة.


غنت لهم "السندريلا"


شهدت مصر تخريج أول دفعة لأمناء الشرطة عام 1970، وكان لوظيفة أمين الشرطة هيبة، حيث كان ينظر للشاغل لتلك الوظيفة، نظرة جيدة للغاية، حتى أن السندريلا الراحلة سعاد حسني غنت قائلة "أنا من حبه بقاسي.. وده كده هادي وراسي.. ميكونش أمين شرطة اسم الله ولا دبلوماسي".


حظى تأسيس المعهد وتخريج دفعته الأولى بترحاب كبير من المواطنين، الذين نظروا إلى خريجى المعهد بتقدير، ورأوا تعاملهم فى أقسام الشرطة مع شباب متعلم نقلة نوعية فى خدمات الشرطة،وكان يتمتع أمين الشرطة، بجميع المزايا التى تُمنح للضباط، من علاج مجاني ونواد وغيرهما. 


نقطة التحول


هناك نقطة تحول فارقة حالت دون ارتقاء وظيفة أمين الشرطة، حيث جاءت حركة التصحيح التي نفذها الرئيس الراحل أنور السادات، فى مطلع السبعينيات، لتطيح بالوزير شعراوي جمعة، وتتبدل نظرة مسؤولى  وزارةالداخلية تجاه المعهد وخريجيه، باعتبار أن تأسيسه فكرة شعراوي.


تم تجاهل كل الوعود التى قطعت لخريجى المعهد بالترقية لرتب الضباط في مدة أسرع، كما حدثت تفرقة كبيرة بينهم والضباط فى المعاملة المالية، مما أوجد حالة من السخط والتذمر بين الأمناء، وهو الأمر الذي انعكس على تعاملهم مع المواطنين.


بعد الثورة


حصل أمناء الشرطة، على مزايا عقب ثورة 25 يناير، حيث صدر قانون بإلغاء محاكماتهم العكسرية، وهو الأمر الذي عارضه البعض، بزعم أنه من الممكن تشجعيهم على ارتكاب المخالفات، و أيضا إنشاء نادي خاص بأمناء الشرطة بمجلس إدارة منتخب من قبل أمناء الشرطة، وتطبيق قانون اللالتحاق بكلية الشرطة بعد الحصول على ليسانس الحقوق.


إنصاف "عبدالغفار" لهم


في يونيه الماضي، أصدر وزير الداخلية، مجدى عبدالغفار، قرارًا إداريًا جاء لصالح أفراد الشرطة على رأسهم أمناء الشرطة، حيث تضمن القرار  رقم 46 بشأن أفراد الشرطة، ألا ينقل فرد شرطة تحت أى ظروف أومسمى طول مدة خدمته للعمل خارج محافظته، إلا مرة واحدة فقط، ولا يجوز استبعاده نهائيا، وله الحق فى النقل بناءً على رغبته، وأن لا تكون مدة العمل لفرد شرطة خارج محافظته أكثر من أربع سنوات.


كما تضمن القرار، ألا ينقل فرد الشرطة للعمل خارج المحافظة نهائيا، إذا كان وحيد أبيه من الذكور، وتعدي والده الـ50 عاما، أو متوفي، بعد تقديم الأوراق التي تثبت ذلك، وأن تكون الترقية للأفراد كل 3 سنوات من تاريخ كل ترقية، فى كل شريحة من الشرائح الآتيه "الأمناء- المساعدين- المندوبين- عساكر الدرك".