التوقيت الجمعة، 01 نوفمبر 2024
التوقيت 01:05 ص , بتوقيت القاهرة

"يوم الأرض" الفلسطيني.. الصمود له رائحة المنازل

يصادف اليوم 30 مارس/آذار الذكرى الـ39 ليوم الأرض الفلسطيني، والذي يقوم الفلسطينيون في الداخل والخارج باحيائه تأكيدا منهم على عروبة الأرض الفلسطينية، رغم ما طالها ويطولها يوميا من ممارسات تهويدية.

كواليس يوم الأرض

في 29 آذار مارس 1976، قررت السلطات الإسرائيلية، في قرار غاشم، مصادرة نحو 21 ألف دونم (5250 فدان) من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها من القرى العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في منطقة الجليل في فلسطين، التي احتلت عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض)، لتخصيصها للمزيد من التجمّعات اليهوديّه.

وقررت لجنة الدفاع عن الأراضي إعلان الإضراب العام الشامل في 30 مارس احتجاجا على سياسية المصادرة، وكان الرد الصهيوني عسكريا ودمويا، إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائيا فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر في اليوم التالي انطلقت الجماهير في تظاهرات يوم عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين هم: ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ورأفت الزهيري من عين شمس، وحسن طه من كفر كنا، وحوالي 49 جريحا ونحو 300 معتقل.

مصادرة أملاك الغائب

في عام 1950 وفي محاولة لإضفاء الصفة القانونية على سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية تم سن قانون أملاك الغائب، والذي يمنح الوصي الإسرائيلي على أملاك الغائب "الحق" في الاستيلاء، والإدارة، والسيطرة على الأرض التي يملكها أشخاص يتم تعريفهم "كغائبين". و"الغائب" هو أي فلسطيني رحل في الفترة من 29 نوفمبر 1947 إلى 18 مايو 1948 عن المناطق المحتلة في فلسطين.

وصادرت السلطات الإسرائيلية خلال الأعوام ما بين 48 – 72 أكثر من مليون (دونم) من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48. وقامت إسرائيل بتوسيع الحدود البلدية للقدس الشرقية من 6 كيلومترات إلى 70 كيلومتر بعد احتلالها في عام 1967.

ولا توجد إحصائية شاملة عن الأراضي المتأثرة بتطبيق قانون أملاك الغائب لأن الحكومة الإسرائيلية استولت على سجلاّت كل الأراضي الفلسطينية المستأجرة في القدس عندما أغلقت بيت الشرق في آب 2001.

لكن حاولنا جمع بعض التقارير التقريبية لهذا الشأن، فبحسب منظمة التحرير الفلسطينية التقريبية، صودرت 43.5 % من الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية واستخدمت لبناء المستعمرات الإسرائيلية فقط. وأعلنت 41 % من الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية "منطقة خضراء"، وهي بذلك تخضع لقيود بناء مشددة وضعتها الحكومة الإسرائيلية. واستخدمت 3.4% من مساحة القدس الشرقية للمرافق العسكرية الإسرائيلية، والطرق وغير ذلك من البُنى التحتية الإسرائيلية. وسمحت اسرائيل للفلسطينيين باستخدام 12.1% فقط من مساحة القدس الشرقية.

ولم تقف مصادرة السلطات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية عند هذا الحد فقد قامت، فمن فترة وجيزة تم مصاردة 400 دونم من بيت لحم.

ورغم ذلك ينتظر الفلسطينيون اللاجؤون خارج أراضيهم أن يعودا إلى وطنهم في يوم ما، ويحيون ذكرى يوم الأرض في 30 مارس من كل عام ليثبوتوا أنهم لن ينسوا منازلهم التي يحملون مفاتيحها حتى الآن.

وفي هذا الإطار يقول اللاجئ الفلسطيني بمخيم عين الحلوة في لبنان، حسن الخطيب لـ"دوت مصر": إن الفلسطينيون لا يقزمون القضية الوطنية العادلة في يوم واحد من السنة، فكل يوم هو يوم صمود وانتماء ويوم نضالي.