العلاقات الخليجية السويدية.. إلى أين؟
يبدو أن الخلاف السياسي والدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية، ومملكة السويد، تزداد رقعته بعدما قررت دولة الإمارات سحب سفيرها من استوكهولهم أمس الأربعاء، في وقت أصدرت فيه الكويت وعمان بيانات تدين تصريحات وزيرة الخارجية السويدية، مارجوت فالستروم، لسجل حقوق الإنسان والديمقراطية في السعودية أمام البرلمان السويدي.
لكن ثمة تساؤلات عن مدى تأثير أزمة التصريحات السويدية على العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي واستوكهولم، سواء على مستوى العلاقات السياسية أوالاقتصادية والعسكرية، خصوصا بعد أن أعلنت استوكهولم أنها لن تجدد اتفاقية وقعت عليها عام 2005 للتعاون العسكري مع السعودية، إضافة إلى ذلك الاتجاه الخليجي نحو مسار الأزمة، تصعيد أم تهدئة؟
خط أحمر
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، الدكتور عبدالخالق عبدالله، يقول لـ"دوت مصر"، "أتمنى أن لا يصعد الأمر أكبر من ذلك، لا على المستوى الخليجي ولا على المستوى السويدي، لكن من حق دول الخليج والسعودية أن تعرب عن استياءها وتستنكر تصريح السويد بأقوى العبارات وأدوات الاستنكار".
أضاف "دول الخليج تقف بجبهة واحدة مع السعودية، والتدخل في الشؤون الداخلية السعودية خط أحمر، لكن من بعد الاستنكار والشجب الخليجي الجماعي، وبعد ذلك سحب واستدعاء السفراء، أعتقد أنه لا يجب أن يحمل الأمر أكثر مما ينبغي، والرسالة وصلت".
وأكد عبدالله أن السويد معروفة بأنها لا تتدخل كثيرا في الشأن الداخلي للدول، ومعروفة باعتدال مواقفها، وتضامنها الشديد مع القضية الفلسطينية، وهي الدولة الأوروبية الوحيدة التي اعترفت بدولة فلسطين، لذلك اعتقادي أن هذا الحد من التصعيد يجب أن لا يصل لمستويات أكبر وهي ليست من صالحنا ولا السويد ولا أوروبا".
وأشار إلى أن الكويت وعُمان وقفا بقوة مع المملكة العربية والسعودية، وبالنسبة لباقي دول الخليج، سنسمع عنهم قريبا إجراءات تجاه السويد، لكن أتمنى عموما أن الرسالة السعودية والخليجية قد وصلت بقوة، ونتمنى أن يكون الآن الاتجاه نحو التهدئة وليس التصعيد".
مصادر بديلة
من جانبه يقول الأستاذ في جامعة الإمارات، محمد عبد الله المطوع، لـ"دوت مصر": "هذه الأزمة هي احتجاج على ما تم من تشويه لصورة المملكة العربية السعودية، والنتيجة الطبيعية هي موقف مجلس التعاون الخليجي ضد السويد، فدول مجلس التعاون متكاتفة مع بعضها البعض وبشكل من الأشكال سيكون هناك رد فعل".
وأوضح المطوع أن عملية سحب السفير الإماراتي، جاءت لتكون مؤشرا على عدم القناعة بتصريحات وزيرة الخارجية السويدية، التي لم تكن لأول مرة، فقد كررتها السويد في السابق، وللأسف لم يحترموا العلاقات مع الدول، على حد قوله.
أضاف أن هذه الأزمة سيكون لها انعكاسات وتأثير على مملكة السويد، رغم وجود علاقات عسكرية واقتصادية بينها وبين دول الخليج، إلا أن للخليج مصادر بديلة سواء للسلاح أو المنتجات الصناعية.
وعقب المتحدث باسم وزارة الخارجية السويدية، إيريك بومان، على سحب الإمارات لسفيرها، "نأسف لذلك بالطبع، فنحن نرتبط بعلاقات جيدة مع الإمارات العربية المتحدة ونريد أن نحافظ هذه العلاقات ونطورها".
أضاف في تصريح لصحيفة "افتونبلادت" السويدية، "لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن السعودية والإمارات مرتبطتان بعلاقات قوية، لذلك ربما يجب ألا نستخلص نتائج مبالغا فيها من هذا".
قنوات سياسية
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور فهد حمد المكراد، قال لـ"دوت مصر"، إن دول الخليج أعربت عن استيائها، والإمارات سحبت سفيرها من السويد، لكن بشكل عام، سيتم التباحث في الأمر خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي".
وأشار إلى أن "هذه الأزمة لها تأثير على الجانبين الخليجي والسويدي على حد سواء، لعدم وجود تفاهمات مشتركة بين الطرفين، إضافة إلى تباعد الأنظمة، وهو عامل آخر في القضية".
وقال المكراد "أعتقد لحد الآن أن الإجراءات الدبلوماسية ستكون مقتصرة على المملكة العربية السعودية والإمارات، والمواقف الأخرى تعتمد على اجتماع مجلس التعاون، فهناك إمكانية لدول خليجية وبشكل غير معلن أن تقنن العلاقات مع السويد".
وختم المكراد بالقول، "نتمنى تفهم الدولتين للعلاقات الاقتصادية، وأن تناقش هذه القضية من خلال القنوات السياسية وليس من خلال قطع العلاقات".
ويأتي استدعاء السفير الإماراتي بعد أسبوع من استدعاء السعودية لسفيرها في السويد، بسبب انتقادات وزيرة الخارجية السويدية.