تحول الانتحار في حال الوقوع في الأسر، أو تعرض المسلم والمسلمة إلى أذى كبير كالإقدام عليه في حال الخوف من إفشاء معلومات للعدو أو الإقدام عليه خوفا من الاغتصاب جدلا كبيرا بين العلماء لم يحسم حتى الآن، وهو ما دفع بالكثير منهم إلى رفض الإدلاء بحسم حكم من يقدم على الانتحار في تلك الحالات.

وعلى الرغم من ذلك، بررت عدد كبير من التنظيمات الإرهابية التحريض على الانتحارخوفا من الوقوع فى الأسر، وهو ما كشفت عنه الوثائق الخاصة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، والتى أفرجت عنها السلطات الأمريكية مؤخرا، والتي طالب ابنه "حمزة" بالإقدام على الانتحار فى حال الوقوع فى الأسر، وهو يستدل على ذلك بكتاب المفتى السعودى الراحل محمد بن إبراهيم، والتى جاءت فتواه فى تعليقه على حرب تحرير الجزائر، حيث أكد " بلن لادن" أنه لا غضاضة في أن أقول بوجوب قتل النفس على من وقع في مثل ذلك، صيانة لدماء المسلمين وأعراضهم.

تبرير الانتحار فى الأسر

وعلى الرغم من الفتاوى التى استند إليها الإرهابيون لتبرير قتل وانتحار المسلم فى الأسر، إلا أن علماء المسلمين أجمعوا على تحريم قتل المسلم لنفسه من منطلق قول الله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، ويستند كثيرا من العلماء إلى الواقعة الشهيرة التى كان بطلها أحد الصحابة، والذى اقدم على غمز سيفه فى عنقه، بعد عجزه عن تحمل الألم جراء أصابته البالغة فى الحروب مع الأعداء فى أحد المعارك التى كان يخوضها المسلمون ضد الأعداء، وحين سئل الرسول عنه، قال الصحابة إنه من أهل الجنة لسموه الكبير فى حرب الأعداء، فقال الرسول: "هو من أهل النار" وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه من قتل نفسه بحديدة فإنه يعذب يوم القيامة في النار بهذه الحديدة التي قتل بها نفسه.

اشهر واقعة انتحار أقدم عليها أسير مسلم

ويقول الدكتور يحيى إسماعيل، أمين جبهة علماء الأزهر، وأستاذ الحديث بالجامعة، إن الحالة الوحيدة التى يبيح فيها الإسلام قتل النفس، هو في حال الوقوع في الأسر، والخوف من إفشاء أسرار المسلمين، أو خوفه من استسلامه أثناء التعذيب ومنح معلومات لأعداء المسلمين، وفى تلك الحالة يجوز الإقدام على الانتحار، مؤكدا أن وقائع التاريخ تشهد على إقدام صحابى على الانتحار فى أحد المعارك بعد وقوعه في الأسر.

وأضاف "إسماعيل" فى تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" أن الانتحار في حد ذاته مكروه، ويعاقب الله عليه، ولكنه لا يخرج المسلم من الملة، أو يعتبر رده على الإسلام

اتركوا المنتحر للطف الله

فى السياق ذاته رفضت النائبة وأستاذة العقيدة الإسلامية آمنة نصير فكرة الإقدام على الانتحار سواء فى الأسر، أو خوفا من الاغتصاب فى حال وقوع المرأة المسلمة فى يد الأعداء، مؤكدة أن علينا أن نترك حكمهما لله، لأن رب العزة هو الأعلم بما عانوه، مضيفة بقولها، لا تحاسبوا أصحاب القضايا التى لا نعلمها نفسيا، واتركوا الحكم ليد الخالق، لأنه هو الموكل له الحكم على الخطأ من عدمه، مضيفه بقوله: دعوا لطف الله يحدد مصير المنتحر"

اقرأ أيضا..

فيديو| الطالبة التي حاولت الإنتحار: أصبت بإغماء فقط ولم احاول الانتحار

بالفيديو| صيني ينقذ فتاة من الإنتحار