التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 07:48 ص , بتوقيت القاهرة

عيد الانقلابات في قطر .. ذكري إنقلاب الأمير السابق على أبيه وتميم على حمد

تحلّ اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ22 لإنقلاب أمير قطر السابق حمد بن خليفة، على والده، والإستيلاء على الحكم خلال وجود أبيه بالخارج في 27 يونيو 1995.


ولعل من قبيل المصادفة أن تتوافق ذكري إنقلاب حمد بن خليفة على أبيه خلال عيد الفطر؛ فجاءت ذكري تولي أمير قطر الحالي، الشيخ تميم بن حمد للحكم خلفًا لوالده حمد بن خليفة، بعد أن ساندته والدته الشيخة موزا المسند، في الحصول على كرسي الحكم من والده، في 25 يونيو من عام 2013، وبعد عزل حمد لابنه الأكبر جاسم، الذي كان وليًا للعهد في بداية حكمه، مع الإحتفالات بعيد الفطر المبارك، الأمر الذي يمكن أن نطلق عليه "عيد الانقلابات في قطر".


ويرصد تقرير "دوت خليج" أوجه التشابه بين كلا الموقفين في قطر، الحافل تاريخها بالإنقلابات منذ  نشأة الإمارة.


انقلاب حمد


أقام أمير قطر السابق حمد بن خليفة، في 27 يونيو 1995، حفل وداع فاخر لوالده بالمطار، مقبلًا يده أمام الكاميرات، ثم أدار وجهه ليخلعه عن الحكم، وعقب إقلاع طائرة الشيخ خليفة من مطار قطر قطع التليفزيون الرسمى إرساله لإعلان بيان الانقلاب الأول، واستدعى الابن رموز القبائل والعائلات للسلام عليه، لكنهم فوجئوا بطلبه مبايعته أميرًا للبلاد، والتلفزيون الرسمي لقطر بث مشاهد السلام، صورة فقط دون صوت".


ويشير تقرير لـ "الإخبارية السعودية أنه عقب انقلاب حمد بن خليفة على والده، انتشرت الكتابات على الحوائط، واصفة الأمير الجديد ومن معه بـ"خيانة الوطن والأمير"، والكتابات في الشوارع كانت تحمل في غالبيتها عبارة "خليفة أميرنا إلى الأبد"، وأصدرت والدة الابن المنقلب بيانًا من إقامتها الجديدة في أبو ظبى تبرأت فيه من حمد وولديها عبدالله ومحمد".


وباءت محاولات الأمير خليفة الأب لاسترجاع حكمه بعد الانقلاب عليه بعام بالفشل، وتعرض مؤيدو محاولة الأب استرجاع حكمه من الابن المنقلب عام 1996 لأبشع أنواع الظلم والتعسف، ونزع الابن المنقلب جنسية فخيذة آل غفران أحد فروع قبيلة آل مرة، وآباءهم وأجدادهم المتوفين لتأييدهم الأب، وعقب نزع جنسيتهم تم انتزاع مساكنهم وحرمانهم من الخدمات الأساسية كالعلاج والتعليم، واعتبارهم غير قطريين".


اقرأ أيضًا: بعد منعهم من دخول قطر.. "آل غفران" شاهد على تاريخ من القمع السياسي


انقلاب تميم "الناعم"


في 25 يونيو 2013، سلم أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني الحكم بشكل مفاجئ إلى ابنه الثلاثيني تميم، تلك الخطوة التي بررها الوالد بإفساح الطريق للجيل الشاب لتدشين عهد جديد، لكن العهد الجديد لم يأت، وأثبتت الأحداث اللاحقة أن قطر تميم هي امتداد لقطر حمد.


وعن تنازله عن السلطة يقول مصدر دبلوماسي غربي لـ "الحرة" إن "حمد لم يكن أبدًا مرتاحًا لقيامه بالانقلاب على والده ومن ثم ربما أراد أن يذكره التاريخ بأنه الحاكم الذي سلم الحكم طوعًا وليس الذي انقلب على والده"، بينما يري متابعون للشأن القطري أن كل ذلك يدل على أن التغيير الذي قام به حمد بن خليفة، ليس إلا لعبة لتغيير الوجوه من أجل التملص من الضغوط الأميركية والإقليمية التي تعرض لها بسبب سياسات بلاده الخارجية.


تميم على خطي حمد


وبدا إلى حد كبير، من خلال الممارسات التالية لتغيير الأمير، أن الدولة تتصرف مثل تنظيم، فبعد 4 سنوات على حكم تميم توسعت رقعة سياسات قطر المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وامتدت من جيرانها في الخليج إلى سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا، إلى أن فاض الكيل وأقدمت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطع علاقاتها مع الدوحة في 5 يونيو الحالي.


ويذكر أن السياسة التي بدأت مع الوالد استمرت وتفاقمت مع ولده، مما لم يدع مكانًا للشك أن العقل المدبر لها واحد هو حمد بن خليفة، وما يعزز ذلك أن الفريق الذي اعتمد عليه الأب هو ذاته الذي يعمل مع الابن مع تغيير بسيط في الواجهات، وبعد وصول تميم استماتت الدوحة في دعمها المالي لجماعات الإسلام السياسي التي عاثت فسادًا، محاولة الحصول على نفوذ سياسي أكبر من حجمها.