التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 05:50 م , بتوقيت القاهرة

إمامة النساء وغياب الحجاب في الصلاة.. هنا "المساجد الليبرالية"

عزيزي المسلم، لا تستغرب إذا دخلت مسجدا، ووجدت النساء "دون حجاب"، تصلي بجانب الرجال، أو أن الإمام في هذا المسجد امرأة، أو أن الذي يصلي العصر بجانبك هندوسي، أو سيخي، أو بوذي، فأنت موجود في "المساجد الليبرالية"


في بادرة جديدة على الإسلام، وفي تقليد غريب عن المسلمين، أسست مجموعة من نشطاء شباب مسلمين في العاصمة الألمانية برلين، مسجدا داخل مبنى تابع لكنيسة بروتستانتية، أطلقوا عليه لقب "المسجد الليبرالي"، حيث يصلي الرجال والنساء سويا في هذا المسجد سواء كانت النساء محجبات أو غير محجبات، كما يمكن لأن تكون الإمام امرأة.


ويرجع مطلقو المبادرة اسباب تأسيسهم لتلك النوعية من المساجد إلى أنهم يشعرون بالتمييز والعنصرية ضد المرأة، في باقي المساجد، كما يعتبر مؤسسو المبادرة، على أنها ترويج للإسلام المعتدل الذي يحارب التشدد والعنف، ويجمع كافة الطوائف تحت سقف واحد.


وأطلق مؤسسو المساجد الليبرالية على تلك التجربة اسم "ابن رشد غوته"، نسبة للفيلسوف والطبيب العربي الأندلسي أبو الوليد محمد بن رشد، والأديب الألماني يوهان فولفغانغ غوته.


وكانت فكرة "المساجد الليبرالية" من بنات أفكار سيدة "تركية" تعيش في ألمانيا، حيث شعرت فجأة، وبعد 1438 عام على فرض الصلاة، بالعنصرية والتمييز في المساجد الإسلامية ضد المرأة، فقامت باستئجار قاعة داخل كنيسة "يوهانيس كيرشه" البروتستانتية بحي موابيت في برلين لإقامة المسجد.


 كما وضعت السيدة التركية صاحبة المسجد، قاعدة يسير عليها المسجد، معلنة فيها عن استقبال المسجد للمصلين من مختلف الطوائف، سواء الإسلامية المختلفة السنة والشيعة والعلويين والصوفيين، أو من يرغب في التعرف على الإسلام من غير المسلمين،  معلنة أن النساء لن تضطر لارتداء حجاب خلال أداء الصلوات داخل هذا المسجد.


باطل بالثلاث


وردا على المبادرة، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا قالت فيه، إن إنشاء مسجد تحت اسم "المسجد الليبرالي" تكون الصلاة فيه مختلطة بين الرجال والنساء في صف واحد، ويكون الإمامة فيه للرجال أو النساء، ولا يشترط في المصليات ارتداء الحجاب هو عمل باطل بالثلاث وعلى وجوه.


فالوجه الأول هو بطلان المقصد الذي من أجله أقيم هذا المسجد، وهو إدعاء أن الفصل بين الرجال والنساء في الصلاة وإلزام المرأة بارتداء الحجاب في الصلاة فيه شيىء من التمييز ضد المرأة، وهو إدعاء باطل؛ فقد قررت الشريعة الإسلامية أن النساء شقائق الرجال، وأن المرأة مخاطبة بالشريعة كالرجل سواء بسواء.


فيما يأتي الوجه الثاني لبطلان المبادرة، أن من شروط صحة الصلاة ستر ما أمرنا بستره من أجزاء الجسد رجالا كنا أو نساء، وبذلك فقد وجب على المرأة الحجاب أثناء الصلاة، وفوات الوفاء بهذا الشرط يبطل الصلاة، وليس ذلك تمييزًا ضد المرأة بل إن ستر أجزاء من الجسد أمر تعبدي في حق الرجال والنساء، وإن اختلف قدر ما فرضته الشريعة بين الرجال والنساء, وهذا ليس خاصا بالشريعة الإسلامية وحدها بل له نظائر في طقوس أديان أخرى تلزم المصلى بذلك.


أما الوجه الثالث فإن التلاحم بين الرجال والنساء، داخل المسجد المذكورهو تلاحم جسدي بين المصلين والمصليات، وهو منهي عنه شرعا، ويجب أن لا يحدث منه شيء في الصلاة، بل هو تعد صريح على قواعد الشرع.


وتابعت دار الإفتاء، في ردها على المبادرة، أن محاربة العنف والتطرف لا تكون بهذا المسلك الذي يشتمل على التطرف من جانب آخر وهو التعدي على المقررات الدينية والعلمية من غير مواجهة حقيقة للعنف ولا نشر صحيح للسلام.


فيما دعت دار الإفتاء المصرية عقلاء الناس إلى التفكير فيما فيه صالح الإنسانية، والعيش المشترك بين المختلفين في الآراء والعقائد، والتركيز على القضايا التي تعود بالصالح على الإنسانية كلها.


بدعة وضلال


ويعلق الدكتور عبد الله النجار استاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية، بكلية الشريعة والقانون، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، على تلك المبادرة قائلا: هذا عبث وبدعة لم نعهدها أو نسمع عنها في الإسلام قبل اليوم، مشيرا إلى أن هذه الفكرة شيطانية، تريد إلحاق الإساءة بالإسلام أكثر مما اسائته داعش وأخواتها.


وأوضح النجار، أن الصلاة شرعها الله تعالى لعبادته، والإذعان لربوبيته، ويجب أن يؤديها المسلم وهو في كامل خشوعه لأنه يقف بين يدي الله تعالى، فيجب عليه أن يستر عورته، وأن يأخذ زينته كما أمرنا الله تعالى، لقوله تعالى "خذوا زينتكم عند كل مسجد"، وعلى المرأة كذلك، أن تستر عورتها، وتصلي في خشوعها، فكيف في هذا الأمر من عنصرية كما يدعي مؤسسو تلك المساجد، مشيرا إلى ضرورة التوقف عنها حتى لاتحدث فتنة ويكون فساد في الأرض.