التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 06:08 م , بتوقيت القاهرة

محمد عبدالوهاب يحكي: حين صفعني يوسف وهبي و"لعن أبي"

 لم يكن يتوقع عميد المسرح العربي يوسف وهبي، أن المطرب محمد عبد الوهاب، الذي استأجر منه مسرح رمسيس، هو نفسه الشاب الصغير الذي أهانه في شارع عماد الدين منذ عدة سنوات، لكن التفاصيل التي ذكرها موسيقار الأجيال في مذكراته، جعلت بطل "سفير جهنم" يكاد ينطق كلمته الشهيرة: "يا للهول".

في بدايات محمد عبد الوهاب، كان يضع نصب عينيه أسباب نجاح المشاهير؛ ليأخذ بها في مشواره الفني، وكان يحترم موهبة الفنان يوسف وهبي، ابن الباشا الذي استطاع أن يحول صورة الفنان من "مشخصاتي" عرضة للسخرية، إلى ممثل له احترامه عند الجمهور.

تعود جمهور يوسف وهبي، على الالتزام الذي فرضه في مسرح رمسيس، من يأتي بعد بداية الفصل الأول يضطر أن ينتظر خارجًا حتى الفصل الثاني، كما حظر على المتفرجين التصفيق أثناء اندماج أبطال فرقته المسرحية في شخصياتهم، وغيرها من البرتوكولات التي جعلت شاب في مقتبل العشرينات اسمه محمد عبد الوهاب، ينتظر الفنان الكبير على قهوة الفن، أمام باب مسرح رمسيس، ليبدي إعجابه وتقديره.

في مذاكرته التي نشرت في مجلة الكواكب عام 1954، قال الفنان محمد عبد الوهاب، إنه كان منبهرًا بالأستاذ يوسف وهبي، ما جعله يهجم على سيارته عندما نزل منها، و "شد على إيده عشان يبوسها"، لكنه فوجئ بصفعة على الوجه، وضربه بالشلوت، وقال له: "أمشي يا ولد.. يلا يا كلب يا بتاع الكلب امشي من هنا". 

تجمهر الناس حول عبد الوهاب، فقال لهم: "جريت أسلم عليه راح لعن أبويا وضاربني قلم". ومرت السنوات وصار مطرب الملوك والأمراء، واستأجر مسرح رمسيس الذي صُفع أمامه من يوسف وهبي، لإحياء حفلاته.

وذات يوم ذكره عبد الوهاب بتلك الحادثة، وأعتذر له يوسف وهبي قائلًا: "والله يومها لم أكن اتصور أن واحدًا من الشارع سيكون نجمًا عظيمًا". لكن موسيقار الأجيال التمس له العذر عندما عرف شعور النجوم عندما يضيق عليهم الجماهير ويلفتون حولهم.