التوقيت الأربعاء، 25 يونيو 2025
التوقيت 02:34 م , بتوقيت القاهرة

ذرات الثلج أمام طلقات الرصاص.. فصل الشتاء معاناة أم نجاة؟

منذ نهايات شهر نوفمبر ومع حلول ديسبمر، يأتي فصل الشتاء مصحوبا بهطول الأمطار والثلوج، ما يساهم في الشعور بأجواء البهجة لدى البعض، إذ تعم الاحتفالات بأعياد الكريسماس، أما عن مناطق النزاعات والحروب فيبدو أن تقلبات الطقس تتحكم فيها أيضا.

"الأكراد والأتراك".. سلام بارد 

حرب طائلة استمرت بين الحكومة التركية، وحزب العمال الكردستاني "بي كاكا" والأكراد، في نزاع لا ينتهي، تضمن تصنيف تركيا للحزب بـ"الإرهابي"؛ بسبب مساعي الأكراد لتكوين حكم "فيدرالي"، يستقل من خلاله الأكراد عن الدولة التركية.

ولكن جاء فصل الشتاء ليكون سببا في توقف الحرب مؤقتا، حيث ذكرت وسائل إعلام تركية، أن الجيش التركي أوقف عملياته في كردستان تركيا بسبب تساقط الثلوج والبرد القارس مع حلول فصل الشتاء.

كما توقفت العمليات الحربية بين الأكراد وتركيا، بعد أن كانت مستمرة منذ 23 نوفمبر الماضي، مع بدء تساقط الثلوج في منطقة "أليبوكازي".

وبحسب ما أفاد مراسل موقع "رووداو" الكردستاني، توقفت العمليات الحربية بين الجانب الكردي والتركي، مع تساقط الثلوج، رغم أن العمليات في منطقة ديرسم تلقى دعما جويا، وعندما تتساقط الثلوج ويحل الضباب، يكون مدى الرؤية ضعيفا، الأمر الذي يصبح سببا لتوقف العمليات القتالية.

فصل الشتاء.. معاناة في اليمن 

وإلى جانب معاناة الحرب في اليمن، تأتي موجة البرد الصقيع، لتزيد من آلامهم، وسط تدهور الأوضاع المعيشية والظروف الأمنية وغياب الدولة، والاقتتال في عدة محافظات.

ووفقا لمركز الأرصاد اليمنية، فأن موجة الصقيع، سببتها كتلة هوائية باردة قادمة من شمال وشمال غرب الجزيرة العربية، وتلك الكتلة، أدت إلى "انخفاض درجات الحرارة وخاصة الصغرى في محافظات صنعاء وذمار وريمه والبيضاء وأجزاء من محافظات إب وتعز ولحج والضالع"، بحسب "الموقع بوست" اليمني.

وتعيش مئات الأسر الفقيرة، ظروفا مأساوية، مع حلول موجة البرد القارسة، نظرا لعجزها عن شراء ملابس وبطانيات تقيها من البرد، بسبب تردي أوضاعها المعيشية.

وتساقطت الثلوج لأول مرة منذ عدة أعوام في بعض مناطق مديرية بني مطر غرب العاصمة اليمنية صنعاء، في موجة برد قارسة حلت هذا العام.

الموصل.. الشتاء سلاح داعش

"لم يصل وقود أو طعام منذ أسبوع تقريبا والشتاء بدأ يهاجم السكان وا?مطار تهطل لتزيد معاناة أكثر من مليون شخص لا يزالون تحت سيطرة تنظيم داعش"، هكذا وصفت وسائل إعلام عراقية حيثيات معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش، التي انطلقت منتصف أكتوبر الماضي.

وزاد فصل الشتاء وبرودته من معاناة الأهالي في الموصل، فهم لا يجدون بسهولة مناطق إمدادات السلع الغذائية والوقود، فضلا عن نقص المياه، التي يمنعها عناصر داعش عن المدنيين.

نازحون عراقيون من الموصل

وتعرضت شبكة نقل المياه الصالح للشرب الى أضرار، الأسبوع الماضي، ما أدى لمعاناة قرابة نصف مليون من أهالي الموصل شمال العراق من نقص في مياه الشرب يخشى ان يخلف "عواقب كارثية"، حسبما ذكرت ليز غراند منسقة العمليات الانسانية لمنظمة الامم المتحدة في العراق لوكالة "فرانس برس".

وفر أكثر من 70 ألف شخص من منازلهم منذ انطلاق عملية استعادة الموصل، لكن مازال هناك أكثر من مليون شخص يعيشون داخل الموصل، 600 ألف منهم في الجانب الشرقي من المدينة.

وكانت القوات العراقية، بدأت تحرير الموصل منذ ستة أسابيع، محققة ناجحا وتقدما من الناحية الشرقية للموصل، في حين أن هناك قوات أخرى تغلق المداخل الجنوبية والشمالية من الموصل.

واستهدفت القوات العراقية، خط ا?نابيب الذي ينقل المياه إلى حوالي 650 ألف شخص في الموصل، وظروف الشتاء فاقمت من معاناة السكان.

خيام النازحين غارقة في الأمطار

وتتعرض خيام النازحين في الشتاء إلى خطر الغرق إثر هطول مياه الأمطار، ومنها مخيم "حسن شام"، الذي غرق رغم أنه يتواجد داخله النازحين من مدينة الموصل، بحسب شبكة "أورينت" الإخبارية.

وغالبا في كل فصل شتاء، تكون أحوال النازحين في المخيمات مأساوية، حيث لا تتوفر لهم مستلزمات الشتاء، ونشرت شبكة الثورة السورية، عبر حسابها "فيسبوك" صورا لمخيم عرسال، الذي تعرض للغرق تأثرا بالأمطار.

الشتاء vs هتلر.. من انتصر؟

نجت روسيا في الحرب العالمية الثانية، وفرّت من سيطرة ألمانيا عليها بفضل فصل الشتاء القارس، رغم أن الجيش الألماني، حقق معظم الأهداف التي خطط لها في ما يسمى مخطط "برباروسا" ، وانتصر بصورة شبه كاملة، في فصل الصيف.

ولكن ومع قدوم الشتاء، تغيرت نتائج الحرب، حيث استغل الجيش الأحمر الروسي الركود الذي خيم على جبهة قتال الألمان لخلافات بين هتلر والجيش، و أعاد تجميع قواته، بالإضافة إلى أن هتلر لم يوفر لجيشه ملابس شتاء تلائم الشتاء الروسي البارد ما تسبب في وفاة عدد كبير من الجنود بردا.

ونجح الروس في إحراق كل أبار البترول في أوكرانيا و جيورجيا قبل أن يحتلها الجيش الألماني ما سبب نقصا فادحا في الوقود وصل إلى 60%.