التوقيت السبت، 18 مايو 2024
التوقيت 09:36 م , بتوقيت القاهرة

بوليفيا.. الذهب تحت أرض أفقر دول أمريكا اللاتينية

بوليفيا ربما تكون الدولة التي تطفو فوق بحر من الذهب، ولكن فوق الأرض فإن السكان هم الأفقر في أمريكا الجنوبية، بعدما كانت بلادهم تقدم من المعادن ما يكفي للصرف على الإمبراطورية الإسبانية كلها في القرن السادس عشر، ولكن في القرن الواحد والعشرين فإن المناجم البوليفية بحسب BBC ليست سوى جبال تأكل البشر الذي يقضون حياتهم في العمل فيها لصالح شركات وجمعيات خاصة تسيطر على المناجم بجانب أيضا المغامرين الباحثين عن الثروة السريعة.


جبال الذهب والفضة ببوليفيا


البحث عن الذهب بجوجل وواتساب


أعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس تأميم شركات التعدين والتنقيب عن الذهب المعادن في البلاد في 2016، ولكن قبلها كان من السهل لأي شخص إذا كان مغامرًا بما يكفي أن يحاول التنقيب عن الذهب غير القانوني.



ففي تحقيق لوكالة بلومبرج يروي المهرب التشيلي هارولد فيلشز إنه قام بتهريب ذهب يعادل 80 مليون دولار وحقق ثروة طائلة، وكانت البداية عندما كان في مرحلة المراهقة إذ شاهد بالصدفة مهربين الذهب في سيارات تتحرك من بيرو وبوليفيا وتتجه نحو ميامي في أمريكا، عندها قرر أن يصبح مهربًا، بدلًا من العمل لصالح المهربين، وكل ما فعله هو أن قام بالبحث على جوجل عن أسماء المهربين في أمريكا اللاتينية ومواقع التعدين والبحث عن الذهب.



قائلًا "لم أكن أملك الكثير من المال لتغطية الطلبات من عملائي في أمريكا فقمت بالبحث في جوجل عمن يملك ذهب رخيص، وكانت النتيجة هي المهربين من بيرو وبوليفيا الذين ينقبون عن الذهب بدون دفع ضرائب للحكومة أو جمارك، وهكذا تم الاتصال عبر واتساب وتم تحميل سيارته المازدا سيدان بشحنات من السبائك الذهبية تعادل 2 مليون دولار في كل رحلة لميامي.


وقال "إذا كانت سيارة واحدة وبعض الجرأة يمكنها تحقيق هذا فإن أي شخص يمكنه فعلها".


سبائك مهربة


شركات التعدين


إذا كان أي شخص يمكنه تهريب ثروات بوليفيا والهرب من الجمارك محققا الثراء فإن هذا ترك أزمة اقتصادية في البلاد التي تعاني الفساد.


وتفجر الوضع مع وصول الاشتراكي إيفو موراليس للحكم حيث كان اتخذ سياسيات معادية للشركات الخاصة التي تمتعت بصلاحيات كبيرة في التعديد ولا تهتم كثيرا بحماية العمال.


جبال الذهب


ولم يمر الأمر بسهولة فبحسب موقع nacla المختص بمتابعة أخبار الأمريكتين ذهب نائب وزير الداخلية البوليفي رودلفو إليانيس للتفاوض مع شركات التعدين الخاصة وعمالها في أغسطس 2016، خاصة وأن الرسالة التي وصلته هي أن العمال يريدون العمل لدى الشركات الخاصة رغم المخاطر لكون أجرها أعلى من الحكومية.


ولكن بعد وصوله لمنطقة المناجم تم احتجازه وتعرض للضرب والتعذيب ثم القتل وبعدها عثرت السلطات البوليفية على جثمانه ملقى على جانب الطريق المؤدي للمناجم جنوب البلاد.


رودلفو إليانيس


عندها جاء قرار موراليس بتأميم المناجم وعمليات التعدين كلها، الأمر الذي تسبب في ضربة لعمليات استخراج الذهب البوليفي وشن حملة قمع على الشركات وعمالها غير الراضين عن التأميم.


وبعدما كانت 300 شركة تعمل في التعدين القانوني في مساحة 21 ألف فدان (وكانت تطالب بـ53 ألف فدان إضافية) تم سحب امتيازات التعدين منها ومنحها فقط للشركات الحكومية.


إيفو موراليس رئيس بوليفيا


وأثار هذا غضبًا أوروبيًا وأمريكيًا من موراليس بسبب إضراره بحجم انتاج الذهب البوليفي، ولكنه بحسب وكالة "رويترز" رد على منتقديه الأوروبيين قائلًا "أنا أيضا بإمكاني أن أطالب برد الذهب الذي أخذته أوروبا منا.. أنا من نسل الشعب الذي عاش في هذه الأرض قبل 40 ألف سنة وأتيت لمقابلة من اكتشفوها قبل 500 سنة".


وأضاف بأنه إذا كانت أوروبا تطالب بديون بوليفيا وفوائد الديون فأنا أيضًا يمكنني المطالبة بالذهب الذي أخذته أوروبا وبالفوائد ففي أرشيف الإنديز توجد صفحات عام بعد عام من 1503 حتى 1660 أخذت إسبانيا 185 ألف كيلوجرام من الذهب و16 مليون كيلوجرام من الفضة.


وأشار إلى أن الحديث برفض أوروبا دفع ما عليها لبوليفيا يعني القول بأنه القارة الأوروبية عجزت في 500 عام عن انتاج ثروة ترد بها ما عليها من ديون وأن نظامها المالي فاشل.


اقرأ أيضًا


"ليه الفراعنة عندهم ذهب وإحنا لأ؟".. خبير آثري يكشف السر


افتتاح معرض "كنوز توت عنخ آمون غير المرئية".. الأربعاء