التوقيت الإثنين، 20 مايو 2024
التوقيت 01:11 ص , بتوقيت القاهرة

عام على ترامب.. جنوب السودان في النسيان

عام على انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي كرر مرارا أن سياسته تنحصر في عبارة واحد هي "أمريكا أولا" وأنه سيبتعد عن مناطق الصراع، وعندها بدا واضحا أن هناك دولة واحدة ستقع في ذيل اهتمامات الرئيس الأمريكي هذا إن تذكرها أصلا وهي دولة "جنوب السودان".


أحدث دولة في العالم تواجه الإبادة


توقع العالم أن يندلع الصراع بين السودان وجنوب السودان في السنوات التي تلت الاستقلال عام 2011، ولكن الخطر على أحدث دولة في العالم كان من داخلها، حيث اشتعلت الحرب الأهلية التي شردت الملايين.


وبحسب موقع Vox فإن النزاع لا يقل عنفا عن الحرب السورية، بل إن المبعوث الأمم الخاص لمنع جرائم الإبادة العرقية، أداما دينج، يقول إن المسرح في جنوب السودان معد تماما لتكرار ما حدث في رواندا بالتسعينات، وعلى العالم واجب منع هذا.


الحرب في جنوب السودان


ترامب بين التجاهل والغضب


قبل شهور من الانتخابات الأمريكية 2016 دعت إدارة أوباما للتدخل الدولي وفرض حظر بيع السلاح لجنوب السودان ولكن ذكر الموقع إن الدعوات الأمريكية كان يستحيل تطبيقها في ظل المصالح الروسية والصينية التي تحتفظ كلا منهما بعلاقات سياسية وتجارية قوية مع إثيوبيا وجيبوتي والسودان وإريتريا المجاورة لجنوب السودان، وكل دولة منها لديها مصالحها الخاصة وتحالفاتها المنفردة مع أطراف الصراع "الجنوبي - الجنوبي".


لكن مع وصول ترامب للرئاسة بدا أن الرئيس الأمريكي غير مهتم بالدولة الأفريقية الجديدة، بل إن أكبر التصريحات التي أصدرها كانت رسالة أبلغتها واشنطن لرئيس جنوب السودان والتي تقول بحسب وكالة رويترز "إن واشنطن فقدت الثقة فيكم" 


وهي الرسالة التي حملتها نيكي هيلي نفسها لسيلفاكير، وقالت هيلي في أكتوبر الماضي "أوضحت له إن واشنطن على مفترق الطرق وأن أي قرار تتخذه واشنطن سيكون بناء على أفعاله".


نيكي هيلي مع سلفاكير


50% من الشعب يواجه الإبادة


بغض النظر عن أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد لم تتخذ قرارا في جنوب السودان سوى بإبقاء العقوبات عليها حتى ينتهي الصراع، فإن هذا لم يساهم في حل المشكلة أو يقلل منها.


بل إن صحيفة "الجارديان" نشرت تقريرا قالت فيه إن 50% من شعب الدولة الجديدة يواجه الإبادة الجماعية إذا لم يفعل ترامب شيئا.


وذلم بعدما ذكرت دراسة بجامعة هارفارد إن 41% من أبناء الشعب الجنوب سوداني أظهر علامات الإصابة بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة، وبمعدلات تشبه تلك التي ظهر على رواندا وكمبوديا في سنوات ما بعد الإبادة الجماعية.


وأن 50% من السكان سيختفون من البلاد سواء بالموت جوعا أو بالهرب والنزوح خارج البلاد.


أصل الحرب الأهلية


قبل الاستقلال عن السودان كان أبناء الجنوب المنقسمين بين قبيلتي الدينكا والنوير متحدون على هدف الاستقلال وتأسيس الدولة، وبعدما تحقق الحلم خرجت الصراعات على السطح.. بين الدينكا التي ينتمي لها رئيس البلاد سلفاكير وقبيلة النوير التي ينتمي لها نائب الرئيس رياك مشار.


سلفاكير ورياك مشار


وكان يفترض أن يكون هناك اقتسام للسلطة والمناصب بين القبيلتين ولكن ما حدث بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" أن معظم المناصب ذهبت للدينكا وزاد لأمر سوء بدأ رياك مشار في انتقاد سلفاكير وقال في حوار صحفي إنه قد يترشح للرئاسة ضده في الانتخابات المقبلة.


وفي ديسمبر 2013 عمل كلا من رياك مشار وسلفاكير على تجنيد مقاتلين من القبائل الأصغر والمتحالفة مع كل منهما للحصول على أكبر عدد من المقاتلين، الأمر الذي نشر القتال لكافة أنحاء البلاد بدلا من مناطق الدينكا والنوير فقط.


ومن هنا تحول الخلاف السياسي لحرب قبلية ثم لتطهير عرقي قالت عنه الأمم المتحدة إن القتل والاغتصاب وتجنيد الأطفال أصبحت ممارسات يومية، وفي الأسبوع الأول لقي ألف شخص مصرعهم ونزح 100 ألف أخرون.


اقرأ أيضًا..


عام على ترامب | رغم اتهامه بمعاداة المرأة.. 7 سيدات يسيطرن على البيت الأبيض


ترامب يطالب بتحرك عالمي ضد تهديدات كوريا الشمالية