التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 08:35 م , بتوقيت القاهرة

هاريسون فورد و7 أدوار فاز بها بالصدفة

13 يوليو 2015.
النجم المعروف هاريسون فورد يحتفل بعيد ميلاده الـ 73، وما لا يعرفه الكثيرون عنه أنه بدأ حياته كنجار، وبفضل شكله الوسيم وتواجده أثناء بناء ديكورات الاستوديوهات، تم توظيفه فى بعض المشاهد البسيطة السريعة ككومبارس، ثم انتقل بالتدريج إلى أدوار أكبر.


أما النجومية فلم تتحقق إلا بفضل الصدف واعتذار مجموعة من النجوم عن أدوار مهمة فاز بها. القائمة طويلة لكن سنتوقف مع 7 أدوار هي الأهم، بنفس ترتيب عرضها زمنيا:


1 - American Graffiti - 1973


بعد نجاح فيلمه الأول كمخرج THX 1138 قرر المخرج جورج لوكاس تنفيذ فيلم بسيط عن حياة المراهقين، مع مجموعة من الوجوة الشابة غير المعروفة.


هاريسون فورد كان قد ظهر سابقا في بعض المشاهد البسيطة في عدة أفلام أغلبها تليفزيوني، لكن سبب اختياره للدور البسيط وغير متعلق بها، وجاء نتيجة عمله وقتها كنجار في بناء منزل جديد للمخرج جورج لوكاس. ولهذا العمل (النجارة وليس الفيلم)، الفضل في تعارفهما وصداقتهما المستمرة حتى اليوم. الدور نفسه غير كبير أو مميز، لكن يمكن اعتباره أول ظهور مهم فى فيلم ناجح.



2 - Star Wars - 1977
اختيارات سابقة: آل باتشينو - بيرت رينولدز - سلفستر ستالون -كريستوفر والكن - كيرت راسل


أراد جورج لوكاس منذ البداية، اختيار مجموعة من الوجوة الجديدة كلياً للفيلم، واستبعاد كل الممثلين الذين تعامل معهم من قبل في أفلامه السابقة، لكن نظراً لارتفاع الميزانية، أرادت شركة فوكس نجم فى الدور، وتم فعلاً التفاوض مع عدة نجوم منهم آل باتشينو، بيرت رينولدز، سلفستر ستالون، وكلهم رفضوا الدور لأسباب مختلفة.


اقترب جداً من الفوز بالدور ممثلان شابان وقتها: كريستوفر والكن، كيرت راسل. أما مهمة فورد الأصلية الحقيقية، فكانت تدريب وتلقين الممثلين الحوارات أثناء امتحانهم في تجارب الأداء للفيلم.


عندما شاهد لوكاس أداء هاريسون فورد للشخصية أثناء امتحانه للآخرين فى الأدوار الأخرى، وإخفاق الشركة في التعاقد مع نجم شباك، ورضاها أخيراً بممثل مغمور فى الدور، غير رأيه وقرر فى النهاية إعطاء الدور لصديقه. 



الفيلم بعد العرض والنجاح التجاري الساحق لم يعد مجرد فيلم، بل أصبح النقلة الأكبر لهوليوود في السبعينات. يمكن القول إن هوليوود قبل Star Wars تختلف عن هوليوود بعدها في كل شىء. غالباً كان يمكن للفيلم أن يحقق نجاحا مع ممثل آخر، لكن فورد منح شخصية هان سولو النكهة الخفيفة المطلوبة لفيلم المغامرات المسلى، وباستثناء كيرت راسل لا أعتقد أن أي من المرشحين الآخرين كان سيفعل نفس الشىء.


أعاد فورد تقديم الشخصية فى فيلمين آخرين أوائل الثمانينات، والطريف أنه سيعود للدور بعد غياب 32 عاماً، فى Star Wars: Episode VII - The Force Awakens المنتظر عرضه في ديسمبر 2015.



3 - Raiders of the Lost Ark - 1981
اختيارات سابقة: توم سيليك - جيف بريدجيز - بيل موارى


بكل تأكيد ستظل شخصية أنديانا جونز البصمة الأشهر فى تاريخه كنجم، لكن الطريف أن قصة فوزه بها مرت بنفس سيناريو هان سولو تقريباً. منتج الفيلم جورج لوكاس أراد فى البداية ممثل جديد لم يتعامل معه من قبل، واستبعد اختيار المخرج سبيلبرج لفورد فى الدور، نظراً لتعامله السابق معه مرتين.


بعد تفكير اختار كلاهما الممثل التليفزيوني النجم وقتها توم سيليك للدور، لكن تعاقده والتزامه بمسلسل ماجنوم كان يلزمه بجدول تصوير مزدحم خلال نفس الفترة، فانتقل الاختيار إلى النجم جيف بريدجز الذي اعتذر عن الدور. جرت مفاوضات مع بيل موراى الذي اعتذر أيضاً بسبب التزامه بجدول تصوير لعمل آخر، ليوافق لوكاس مضطراً على الاستعانة بـ فورد بعد أن وجد نفسه بدون بطل، وأمامه أقل من 3 أسابيع لبدء التصوير. 


النجاح الساحق للفيلم تجارياً ونقدياً، أثمر عن 3 أفلام أخرى، بالإضافة إلى سلسلة تليفزيونية لم يقم فورد ببطولتها. قد يكون فورد جزءا بسيطا من نجاح Star Wars، لكنه بكل تأكيد جزء كبير جداً من نجاح سلسلة أنديانا جونز، والحلقة الأهم في النجاح بعد سبيلبرج مباشرة. الشخصية بتركيبتها الساخرة ومعالمها المميزة الأخرى (الزي- السوط- اللياقة- سرعة البديهة) قد تكون المنافس الأشرس لـ 007 فى عالم السينما. بكل تأكيد سنظل مدانين بشكر أبدي لمسلسل ماجنوم!



4 - Blade Runner - 1982
اختيار سابق: داستن هوفمان


داستن هوفمان كان مُرشح المخرج ريدلى سكوت الأول للدور، وبفضل اعتذاره فاز فورد ببطولة أحد الأفلام الاستثنائية جداً في تاريخ السينما، التي تنال تقديرا أفضل بمرور الوقت، مقارنة بوقت عرضها.


الفيلم إجمالاً عمل خيال علمي شديد الطموح على كافة المستويات، شديد الصرامة والجدية، وغالباً هذا كان ضمن عوامل إخفاقه تجارياً فى فترة كانت فيها الكلمة العليا لأفلام المغامرات الخفيفة، خاصة أن عرضه بدأ بعد أسبوعين فقط، من فيلم صاروخي آخر بطابع عائلي لـ سبيلبرج وهو E.T. the Extra-Terrestrial


وجود فورد نفسه فى دور البطولة، كان صدمة للجمهور الذي وجد نجمه المرح في دور جاد لم يتعوده منه. يعتبر البعض أداء فورد متوسط المستوى مقارنة بباقي عناصر الفيلم، لكن في الحقيقة أداءه المُحير جزء من اللغز الأبدي بخصوص الفيلم والشخصية.. هل ديكارد مجرد مخبر يطارد روبوتات فعلاً؟.. سؤال عمره تجاوز الـ 30 عاماً، وأجمل ما فيه، أنه إلى الآن بدون إجابة قاطعة. من المخطط حاليا صناعة جزء جديد من الفيلم سيظهر فيه فورد من جديد.



5 - Witness - 1985
اختيار سابق: سلفستر ستالون


أراد المخرج الأسترالي الأصل بيتر وير في أول تجاربه الهوليوودية الضخمة، النجم سلفستر ستالون في الدور الرئيسي، وعندما اعتذر عن الدور، فاز به فورد، ونال عنه لاحقا ترشيح الأوسكار الوحيد فى تاريخه كأفضل ممثل. 


بدون الفيلم كان فورد سيظل حبيس أفلام الخيال العلمي والمغامرات للأبد، وبفضل نجاح الفيلم وتألقه في الدور، أصبح من الممكن لهوليوود أن تراه في نوعيات أخرى.


الطريف أن فورد يعتبر هذا الفيلم بالإضافة إلى فيلم The Mosquito Coast 1986 مع نفس المخرج من أمتع تجاربه فى التمثيل. والسبب أنه في كلا الفيلمين يمارس في بعض المشاهد، مهنته الأصلية التى لا يزال يعشقها كهاو.. النجارة!



6 - The Fugitive - 1993
اختيار سابق: اليك بالدوين


عندما قررت شركة وارنر تقديم فيلم سينمائي مقتبس من السلسلة التليفزيونية الشهيرة، اختارت فى البداية اليك بالدوين للدور الرئيسى، وبسبب اعتذاره فاز فورد بالدور. الفيلم بكل تأكيد أحد أهم أفلامه وواحد من علامات التسعينات. ومن المخطط حاليا إعادة إنتاجه في نسخة جديدة مع نجم جديد لم يتحدد بعد.


الطريف أن اليك بالدوين فاز سابقا بدور جاك ريان في فيلم The Hunt for Red October 1990 بعد اعتذار فورد عنه، قبل أن يعود فورد لانتزاع نفس الشخصية في فيلمين آخرين Patriot Games 1992 - Clear and Present Danger 1994؛ لذا يمكن القول إن لعبة التبادل بين فورد وبالدوين معقدة جدا! 



7 - Air Force One - 1997
اختيار سابق: كيفين كوستنر


التسعينات كانت فترة ذهبية لفكرة تقديم الرئيس الأمريكي كشخصية محورية في الأحداث، والفضل يعود بشكل كبير للرئيس الأمريكى الوسيم بيل كلينتون صاحب الشعبية الممتازة، والروح السينمائية. بالإضافة إلى فضيحته الجنسية الشهيرة لاحقا، التي وفرت مادة خام جيدة للدراما والكوميديا أيضاً!


فورد بوسامته وأناقته وتاريخه الممتاز فى أفلام الأكشن، اختيار مثالي لشخصية الرئيس البطل، الأمين على وطنه، والحريص على عائلته في نفس الوقت.


الفيلم مبني على تيمة البطل المحبوس فى مكان واحد يحتله إرهابيون، وهى تيمة استخدمتها هوليوود بكفاءة عدة مرات، كان أشهرها سلسلة Die Hard، لكن إضافة توابل جديدة مثل وجود الأزمة في طائرة، وكون البطل هو الرئيس الأمريكي، ضخت تجديدا لا بأس به، ومنحت الفيلم نجاحا ساحقا عام 1997 فى شباك التذاكر. والطريف كالعادة أن فورد فاز بالدور بعد اعتذار المرشح الأصلي كيفين كوستنر عنه.



فى النهاية لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياة هاريسون فورد كنجم ووفرت له فرصا عظيمة عدة مرات، لكن نجاحه فى اقتناصها باستمرار ليس صدفة بكل تأكيد، ورغم أنه لا يملك الإمكانيات التمثيلية لأمثال جاك نيكلسون أو توم هانكس، إلا أنه نجح باقتدار فى انتزاع مساحة ممتازة من حب وتقدير الجمهور، وترك شخصيات وأدوار ستظل بصمة فى تاريخ هوليوود الحديث.


اقرأ أيضا: 10 أدوار خالدة لـ"توم هانكس" 


ويبدو أنه سيظل يحصد الكثير من الجماهيرية بفضل اعتذارات الآخرين، على ضوء الأجزاء القادمة من Blade Runner - Star Wars. وعلى الأغلب لا يزال بعض هؤلاء يعيش في حسرة على الدور الذي ضاع منه!



يبقى السؤال: من القائمة السابقة، ما الدور الذي تعتقد أن ممثلا آخر من المرشحين له، كان سيقدمه أفضل من فورد فعلا؟.. في انتظار تعليقاتكم.


لمتابعة الكاتب على الفيس بوك