التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 07:29 ص , بتوقيت القاهرة

طفرة علمية في قطاع الدواجن.. التوصل لجيل جديد من اللقاحات للوقاية من فيروس "الماريك"

الأستاذ الدكتور حسين: اللقاح تطبيق عملي لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تحصين الدجاج ومقاومة الأمراض الفيروسية
 
الدكتور حرفوش: حماية حقيقية لصناعة الدواجن واستثمارات الثروة الحيوانية
 
الدكتور العزوني: انجاز مهم لشركة بوهرنجر إنجلهايم ونقلة جديدة في تصنيع اللقاحات والأبحاث الدوائية في العالم
 
 
 
في خطوة جادة للنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني وتنمية الثروة الداجنة في مصر، تم الإعلان عن إطلاق لقاح جديد يتم انتاجه لأول مرة للسيطرة على الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الاصابة بمرض الماريك، بموافقة/ بتصريح من الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة  لوزارة الزراعة المصرية وقد تم اختيار مصر من قبل شركة "بوهرنجر إنجلهايم" - الشركة المنتجة للقاح الجديد وإحدى كبريات شركات الصناعة والأبحاث الدوائية في العالم - كأول دولة يتم من خلالها تداوله تحت مسمى (Prevexxion RN)؛ جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمشاركة نخبة من الأطباء والمختصين في القطاعات البحثية، والدوائية، والبيطرية، وكذلك قطاع الإنتاج الداجني.
 
 
وخلال المؤتمر، أكد الأستاذ الدكتور حسين على حسين، أستاذ الفيروسات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة ووكيل الكلية للبحث العلمي، أن مرض الماريك  يؤثر على مناعة الدواجن ولا ينتقل إلى الإنسان ، تظهر أعراضه في الدواجن ابتداء من عمر 6 أسابيع على هيئة تثبيط مناعي وأعراض عصبية ولكنه ينتشر عاده فى الدواجن البالغة ما بين 12- 24 أسبوع، وتم اكتشاف المسبب المرضي عام 1907 بواسطة العالم جوزيف ماريك، والمعروف عن الفيروس انه شديد الإنتشار لذلك يستمر بشكل دائم ويصعب التخلص منه لذلك يجب تحصين ضده مع  المحافظة على إجراءات  التنظيف والتطهير لعنابر الدواجن، موضحًا أنه بعد العدوى يصيب الفيروس الخلايا اللمفاوية ويحولها الى خلايا سرطانية تتركز في الأعصاب والأعضاء والأحشاء الداخلية، مما يؤدى لظهور شلل أو أورام في الأحشاء الداخلية للدواجن.
 
WhatsApp Image 2019-11-26 at 3.04.20 PM
 
 
وأوضح الأستاذ الدكتور حسين أن ظهور اللقاح الجديد من شأنه إحداث طفرة في قطاع الثروة الداجنة في مصر، حيث يُعد إنجازًا طبيًا وعلميًا في مجال الأمصال واللقاحات الطبية البيطرية التي تحافظ على الثروة الداجنة وتضع حدًا ونهاية لأكثر الأمراض الوبائية التي تصيب الدواجن، ويأتي هذا اللقاح الجديد ليحقق حماية ممتازة ضد سلالات الماريك شديدة الضراوة، بما يحقق التوازن المثالي بين الأمان الكامل والفاعلية الكاملة نظرا لأن اللقاح الجديد يعتبر طريقة مبتكرة للوقاية من المرض.
 
WhatsApp Image 2019-11-26 at 3.04.20 PM (2)
 
 
 
وأضاف الأستاذ  الدكتور حسين أن اللقاح الجديد هو تطبيق عملي حقيقي لاستخدام التكنولوجيا الحيوية الحديثة في تحصين الدواجن ومقاومة الأمراض الفيروسية التي تهدد الثروة الداجنة في مصر وتمثل تهديدًا واضحًا للأمن الغذائي المصري، مشيرًا إلى أن الاكتشاف الجديد يعزز من جهود الحفاظ على الثروة الحيوانية لتوفير الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني المتمثل في الدجاج، باعتباره وسيلة فعالة للقضاء على مرض يهدد انتاج مصر من الدواجن.
 
ومن جانبه، وصف الدكتور إياد حرفوش، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات الدولية للتبادل التجاري الحر وعضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، اللقاح الجديد بالإنجاز العظيم في مجال انتاج الأمصال واللقاحات البيطرية، وأنه يمثل حماية حقيقية وتحصين لأحد أكبر مجالات الصناعة والاستثمار في مجال الثروة الحيوانية؛ مؤكدًا أن استثمارات قطاع الدواجن في مصر تبلغ ما يقرب من 65 مليار جنيه لإنتاج 95% من احتياجات السوق المحلى بما يعادل مليار و300 مليون دجاجة سنويا.
 
 
 
وأوضح الدكتور حرفوش أن انتشار الأمراض والأوبئة من أكبر التحديات التي تواجه هذه الثروة الوطنية وما شهدناه من تفشي عدوى أنفلونزا الطيور منذ سنوات  كان لها تأثيرٌ  كبيرٌ  على هذه الصناعة؛ وتأتي أهمية اللقاح الجديد في تنمية الثروة القائمة والحفاظ عليها، حيث يمكن لنمو صناعة الدواجن موازنة الناتج المحلي الإجمالي من خلال مصدر مستدام بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب، وتشجيع المهتمين بالاستثمار في مجال الثروة الداجنة للدخول في مشروعات جديدة والتوسع في المشروعات القائمة، من خلال وضع معالم جديدة لخريطة الأمراض والأوبئة التي تصيب الدجاج، وكيفية التغلب عليها.
 
وصرح الدكتور مجدى حسن، رئيس مجلس إدارة المجموعة الدولية للتبادل التجاري الحر، أن شركة بوهرنجر إنجلهايم لطالما قدمت ابتكارات في مجال الصحة الحيوانية هي الأولى من نوعها في السوق المصرية، ويأتي اللقاح الجديد كأحد أهم الابتكارات التي ستؤمن مستقبل صناعة الدواجن. وقد تم التعاون بين الشركتين في العديد من الابتكارات في سوق الصحة الحيوانية بمصر وذلك لمكافحة الأمراض الوبائية الأساسية ليس فقط من خلال المنتجات المبتكرة ولكن بتقديم خدمات شاملة تتجاوز نطاق اللقاح فقط؛ كحملات توعية للمزارعين حول الأمراض، والتدريب المهني حول أفضل الطرق الفعالة والآمنة لاستخدام اللقاحات، والتدريب على الطرق العالمية لتخزين ونقل اللقاحات، وإجراء مسح دوري لمعرفة وضع خريطة لانتشار الأمراض وتقديم الحلول اللازمة لتغطية الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها والتحكم في الأمراض قبل انتشارها بهدف إنقاذ الصناعة والاقتصاد.
 
WhatsApp Image 2019-11-26 at 3.04.20 PM (1)
 
ومن جانبه قال الدكتور رامي العزوني، مدير أعمال شركة بوهرنجر إنجلهايم للصحة الحيوانية بمنطقة شمال شرق أفريقيا، أن اللقاح هو أحدث وأهم إنجازات الشركة الرائدة في مجال تصنيع اللقاحات والأمصال، والأبحاث الدوائية في العالم، وتفخر الشركة بريادتها في مجال التطوير والبحث العلمي للصحة الحيوانية حيث تعتبر الشركة هي الثانية عالميًا في مجال الصحة الحيوانية بالإضافة إلى ريادتها في مجال المستحضرات الحيوية.
 
وأشار العزوني الى أن الشركة حرصت على أن يتم الإعلان عن إطلاق اللقاح من مصر وأن تكون أول دولة في العالم يتم تداول واستخدام اللقاح بها بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤكد على أهمية السوق المصري للشركة باعتباره سوق حيوي واستراتيجي ومن أهم الأسواق ذات الاستثمارات الكبرى في مجال الثروة الحيوانية والإنتاج الداجنى، مشيرًا إلى أنه سيتم تداول اللقاح في مصر وتوزيعه من خلال مجموعة شركات الدولية للتبادل التجاري الحر من خلال شراكتها القائمة مع شركة بوهرنجر إنجلهايم منذ عام 2003، والتي تأتي تأكيدًا على أهمية هذا النوع من العلاقات بين الشركات العالمية والشركات المصرية الرائدة.
 
WhatsApp Image 2019-11-26 at 3.04.19 PM
 
وأوضح الدكتور علي خليفة، المدير الفني للدواجن في منطقة شمال شرق أفريقيا لشركة بوهرنجر إنجلهايم للصحة الحيوانية، أن الشركة نجحت في تطوير اللقاح بعد أكثر من خمسة وعشرين عاماً من البحث والتطوير، ليمثل بذلك الجيل الجديد من لقاحات "الماريك" فهو لقاح هجين من 3 فيروسات وقد تم إستخدام طريقة الهندسة الوراثية لضمان التوازن بين السلامة والفاعلية حيث أنه قادر على الحماية من السلالات شديدة الشراسة بدءًا من أربع أيام بعد التحصين وذلك من جرعة واحدة فقط من اللقاح مع إثبات الأمان الكامل سواءً على الطيور المحصنة أو الطيور المجاورة، ليس فقط على السلالات الموجودة حالياً من مرض الماريك ولكن أيضًا من أي سلالات أكثر شراسة فد تظهر في المستقبل مما سينعكس على خفض نسبة النفوق والإعدامات نتيجة الإصابة بمرض الماريك، وزيادة إنتاجية الطيور المحصنة وبالتالي ربحية أكثر للمربي وهو ما ينعكس على صناعة الدواجن بالكامل في مصر.