التوقيت الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025
التوقيت 11:04 م , بتوقيت القاهرة

أصداء أبرز الأحداث العالمية فى 2025: الحرب بالسودان فى صدارة الأزمات الإنسانية العالمية

الحرب فى السودان ـ صورة أرشيفية
الحرب فى السودان ـ صورة أرشيفية
من بين أبرز الأحداث التى تصدرت الساحة الدولية عام 2025 المنعطف الخطير الذي اتخذته الأوضاع في السودان، الذي يشهد حربا منذ نحو ثلاث سنوات، أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في تشريد الملايين ، ولاتزال الحرب فى السودان، في صدارة الأزمات الإنسانية العالمية، حيث أدى القتال المستمر، إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فضلا عن نقص حاد في الموارد لمساعدة النازحين الذين تعرض كثير منهم لانتهاكات جسيمة .
 
الفاشر وتصعيد خطير
 
وباتت سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر الكائنة غرب السودان منذ أكتوبر الماضي تهدد بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل، الأمر الذي أثار تحذيرات من جانب دول وكيانات دولية عديدة من أن استهداف المدنيين على أساس عرقي يجسد مدى الوحشية التي تمارسها  الدعم السريع.
 
مواقف أوروبية ودولية
 
من جانبه ، دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى التهدئة الفورية وفقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736. وذكر -في بيان له- أن سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر يشكل منعطفا خطيرا في الحرب الدائرة في السودان ويهدد بتفاقم الوضع الإنساني، مؤكدا ضرورة احترام جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني والالتزام بتعهداتهم الواردة في إعلان جدة، مشيرا إلى أن  الدعم السريع تتحمل المسئولية الكاملة عن حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني والصحفيون.
 
دعوات أمريكية لوقف إطلاق النار
 
ودعت الولايات المتحدة، الجيش السوداني والدعم السريع إلى قبول هدنة إنسانية فورية دون شروط، وأدانت في الوقت ذاته الفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين. وحث ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة لشؤون الإدارة والإصلاح جيفري بارتوس خلال جلسة في مجلس الأمن بشأن السودان، أمس الاثنين، الطرفين على القبول بوقف فوري لإطلاق النار.
 
تحذيرات الأمم المتحدة
 
أما عن الأمم المتحدة فقد أكدت أن كل يوم يمر في السودان يجلب مستويات صادمة من العنف والدمار، وسط معاناة هائلة للمدنيين دون أي مؤشر على نهاية قريبة.
 
وأوضح مساعد الأمين العام خالد خياري أن القتال تركز مؤخرا في ولايات كردفان، محذرا من اتساع أبعاد النزاع الإقليمية. وأشارت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب اوتشا، إديم وسورنو، إلى أن وحشية الصراع "لا تعرف حدودا"، وأن "كردفان أصبحت بؤرة جديدة للعنف"، مع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى،
 
وتعذر وصول فرق أممية إلى بعض المناطق بسبب الوضع الأمني، إلى جانب استهداف قوافل المساعدات الإنسانية.
 
أرقام صادمة للأزمة الإنسانية
 
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب المدمرة في السودان أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، فيما تقول منظمات الإغاثة إن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير، وخلقت الحرب أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع نزوح أكثر من 14 مليون شخص، وانتشار الأوبئة والمجاعة في أجزاء من البلاد.
 
الدور المصرى فى دعم السودان
 
وكعادتها لا تتأخر مصر عن تقديم المساعدة للدول الشقيقة، إذ أوفدت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية -بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي- بالتنسيق بين وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج ووزارة الصحة والسكان، قافلة طبية نوعية إلى مدينة بورتسودان في جمهورية السودان الشقيقة، أمس الاثنين تضم 13 طبيبا وطبيبة من كبار الاستشاريين والمتخصصين في عدد من التخصصات الجراحية الدقيقة.
 
يأتي ذلك في إطار دعم القطاع الصحي بولاية البحر الأحمر، وتعزيز مسارات التعاون الصحي المستدام بين البلدين الشقيقين، وتباشر القافلة أعمالها خلال الفترة (20 حتى 27) ديسمبر، حيث تقدم خدماتها العلاجية والجراحية بالمجان الكامل في كل من مستشفى الأمير عثمان دقنة المرجعي ومستشفى هيئة المواني البحرية؛ بما يسهم في تخفيف العبء عن كاهل المواطنين والمساعدة في سد الفجوات في التخصصات الطبية النوعية، فضلا عن دعم جهود توطين العلاج داخل الولاية.
 
ويأتي ذلك بالتوازي مع إرسال 200 أسطوانة أكسجين معبأة إلى الولاية الشمالية، وذلك في إطار الاستجابة المتكاملة للاحتياجات الصحية العاجلة.
 
وضمت القافلة نخبة من الأطباء المصريين في تخصصات جراحة المخ والأعصاب، والجراحة العامة، وجراحة العمود الفقري، وجراحة الترميم والتجميل، وجراحة الغدة الدرقية، وجراحة الأوعية الدموية، حيث يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتدخلات الجراحية المطلوبة دون مقابل.
 
رؤية الحكومة السودانية للسلام
 
وفي مجلس الأمن قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس في تقريره للمجلس إن السودان يواجه أزمة وجودية بسبب الحرب، مشيرا إلى أن الأمل نفسه بات محاصرا، وتحدث عن مبادرة حكومة السودان للسلام التي قال إنها لا تنبع من وهم بل من ضرورة، ولا تنبع من نصر بل من مسؤولية .
 
وأضاف أن المبادرة ترتكز على المبادئ الدولية وتقدم إطارا غنيا وواقعيا وقابلا للتطبيق وشاملا لحماية المدنيين من الفظائع واستعادة سلطة الدولة ومسؤوليتها، وفتح الباب أمام المصالحة الوطنية.
 
وأكد رئيس الوزراء السوداني أن المبادرة نابعة من الداخل وليست مفروضة علينا، وأن الأمر لا يتعلق بكسب حرب، بل بإنهاء حلقة العنف التي عانى منها السودان لعقود.
 
وتحدث إدريس تفصيلا عن بنود تلك المبادرة بما فيها وقف إطلاق النار وتجميع مقاتلي الميليشيات في معسكرات محددة ونزع السلاح، فضلا عما يتعلق بالنازحين واللاجئين والمساعدات الإنسانية، وتطرق أيضا إلى تدابير بناء الثقة لضمان الاستجابة لمبادرة حكومة السودان للسلام، والتي تشمل جوانب سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية.
 
وبينما يطوي العام 2025 صفحاته الأخيرة، لا يزال الأمل يحدو العالم الدولي في إنهاء الحرب الناشبة فى السودان وتتواصل المحاولات لوقف آلة الحرب فى البلاد ووقف إطلاق النار لأهداف إنسانية ولإدخال المساعدات للأكثر احتياجا.