التوقيت الأربعاء، 08 مايو 2024
التوقيت 03:31 ص , بتوقيت القاهرة

كيف تستفيد روسيا من خلافات ترامب وأوروبا؟

بوتين
بوتين
أعلنت روسيا أنه يمكن مناقشة مستقبل الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة، الأمر الذي يؤكد أنه حتى رغم معارضة موسكو المعلنة للانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي فإن الأمر يمثل فرصة ذهبية لبوتين لزحزحة واشنطن عن المسرح الدولي.
 
كيف تستفيد روسيا من الموقف الدولي حاليا لأمريكا؟
 
سوريا
 
في الوقت الحالي فإن روسيا أكدت على دورها كقائد العمليات العسكرية والحلول الدبلوماسية على السواء، وكانت الضربة العسكرية الثلاثية التي شنتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا هي السبب في تأكيد التفوق الروسي، فرغم التصريحات النارية الأمريكية حول عقاب بشار الأسد جاءت الضربات على سوريا بقصف صاروخي لمرة واحدة وانتهى الأمر على ذلك وحتى إعلان الجيش السوري نفسه أكد وقوع 3 مصابين فقط في العملية العسكرية.
 
الاتفاق النووي
 
انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي جعل أوروبا تبدو مذلولة خاصة بعدما ذهب 3 من أهم السياسيين الأوروبيين لإقناع ترامب بعدم الانسحاب، بداية من ماكرون الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونهاية بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وكلهم كانوا يحملون نفس الرسالة التي رفضها ترامب في النهاية.
 
وتسبب ذلك في خروج تصريح ميركل الشهير "أوروبا لم تعد تستطيع الاعتماد على أمريكا"، فيما قال وزير المالية الفرنسي "ترامب لا يحق له أن يلعب دور شرطي العالم".
 
وهذا بالضبط ما كان يروج له بوتين منذ سنوات عندما هاجم نظام القطب الأوحد، داعيا لوجود قوى عظمى أخرى أمام أمريكا لإحداث بعض التوازن في المجتمع الدولي.. والآن تبدو روسيا كشريك عقلاني للحوار مع أوروبا.
 
أوكرانيا والعقوبات
 
لدى روسيا هدفان أساسيان من زحزحة أمريكا عن قيادة المجتمع الدولي وهو ما يسعى له بوتين تدريجيا طوال سنوات لرفع مكانة روسيا في المجتمع الدولي.
والوسيلة لذلك حاليا تتضمن التعاون مع أوروبا وتوسيع الخلافات التي تشعلها مواقف ترامب من أجل أن يكسب بوتين الدول الأوروبية لصالحه فيكون هناك طريقا لتخفيف العقوبات عن روسيا ثم إنهاء هذه العقوبات، والثاني أن تقبل أوروبا بالحدود الأمنة لروسيا في أوكرانيا لعدم ضم كييف للاتحاد الأوروبي.
 
السفارة الأمريكية
 
رفضت الدول الأوروبية نقل سفاراتها للقدس مع أمريكا ورفضت أيضا مشاركة سفرائها في حفل افتتاح السفارة الأمريكية أمس، بل كان هناك تنديد أوروبي بالعنف في غزة، الأمر الذي يثقل كفة روسيا التي دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لأن تكون بديلا للوساطة الأمريكية المرفوضة من الجانب الفلسطيني حاليا، ولذا فإن أوروبا التي تريد أن يكون لها دورا في عملية السلام ستضطر للتعاون مع روسيا من جديد وليس التحالف مع أمريكا التي لم يعد بالإمكان الاعتماد عليها.