التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 09:11 ص , بتوقيت القاهرة

CNN.. السيارات الكهربائية.. صديقة للبيئة ولكن تستعبد الأطفال

السيارات الكهربائية.. ربما يعتبرها العالم وسيلة لمكافحة التلوث وتخفيض استهلاك الوقود، لكن هناك جانب مظلم منها وهو استغلال الأطفال في العمل على تصنيع هذه السيارات الصديقة للبيئة.
 
بحسب شبكة CNN فإن مناجم الكونغو الديمقراطية الغنية بمعدن الكوبالت تعتبر المورد الرئيسي للمعدن المستخدم في بطاريات الليثيوم وهو العنصر الذي تحتاجه بطارية الليثيوم لتوليد طاقة كهربائية عالية لتشغيل السيارات الكهربائية.
 
وقالت الشبكة إن هناك أدلة متزايدة على استخدام عمالة الأطفال في توريد الكوبالت، حيث سافرت مراسلة القناة "نعمة الباقر" للكونغو لإجراء تحقيقها الصحفي هناك، ووجدت أطفال يعملون في مناجم غير أمنة وفي حفر عمقها 20 مترا بلا تأمين ولا إضاءة وحتى الاكسجين هناك ضعيف.
 
الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية تقول إنها تجري تحقيقا لمعرفة مصدر الكوبالت الذي تحصل عليه والتأكد أنه قانوني، لكن المهمة صعبة.
 
أما المراسلة نعمة باقر فتقول إنها حتى بعد حصولها على إذن بالتصوير مع فريق القناة فإن المسؤولين قالوا لها بصراحة أن عليها توقع رؤية أطفال وهم يعملون، وعند وصولها للمناجم كان المسؤولين يخيفون الأطفال حتى يختبئوا وأحد الأطفال رمى كيس الكوبالت وهرب عند رؤيته للكاميرا، وهو ما يعني أنه تم تحذيرهم من الظهور الإعلامي.
 
عند مرحلة التوريد قالت المراسلة إننها شاهدت مجموعة من الوسطاء يحصلون على الكوبالت ويحددون السعر الذي يحصل عليه مسؤولو المناجم، ومن هنا تبدأ مرحلة التوريد التي تأخذ شكلا قانونيا، ولكن في مرحلة المناجم لا يوجد ما يؤكد إن كان العمل قانونيا أم لا.
 
حكومة الكونغو الديموقراطية تقول إنها تعمل على مكافحة عمالة الأطفال لكن الوضع في الحقيقة أن مزيدا من الأطفال يتم إجبارهم على العمل بسبب ارتفاع أسعار الكوبالت عالميا نتيجة تزايد الطلب على السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.
 
وذكرت المراسلة أنها رأت شاحنة تابعة لشركة "كونغو دونج فانج" الصينية للتعدين إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الكوبالت.
 
وعندما حاولت الصحيفة الدخول للمكان الذي توجهت له الشاحنة تم اعتراض الفريق الصحفي من قبل الحرس الذين أبلغوها إن المنشأة تحت حماية الحرس الرئاسي الكونغولي.
 
وعندما حاولت الصحيفة التأكد من هوية المنشأة اتضح أنها لا تتبع الشركة الصينة والأكثر من هذا هي على الورق مجرد مصنع مغلق، لكن سجلات التصدير والدخان المتصاعد تقول إن الكوبالت يتم تصنيعه في المنشأة.
 
الشركة الصينية الأم قالت إنها أنهت علاقتها بالمنشأة العام الماضي لكنها مع ذلك قالت إن العديد من الشركات تستخدم نفس الشاحنات.
 
وأشارت المراسلة إلى أن شركات السيارات الكبرى تعلن باستمرار إنها لا تقبل عمالة الأطفال لكنها تعترف بعدم قدرتها على تحديد أي من مورديها يستخدم الأطفال في العمل بالمناجم.