التوقيت الخميس، 18 أبريل 2024
التوقيت 01:32 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى ميلادها.. كيف استطاعت "جولدا مائير" امتصاص غضب الشارع الإسرائيلي بعد الهزيمة؟

جولدا مائير
جولدا مائير

"يمكننا أن نسامح العرب على قتلهم لأطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لإجبارهم إيانا على قتل أطفالهم"، كلمات شهيرة خرجت على لسان جولدا مائير، رئيسة وزارء اسرائيل، عقب توليها المنصب في الفترة ما بين 17 مارس 1969 وحتى 1974م، حيث لقبت بالمرأة الحديدية، بعد أن كانت قراراتها العظمي مفصلية في تاريخ الدولة الصهيونية، خاصة بعد حرب أكتوبر واحتمالية فناء اسرائيل من على وجهة الأرض.

جولدا مائير، تلك السيدة التى ولدت في مدينة كييف بأوكرانيا، ثم هاجرت مع عائلتها إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1906م، وعقب تخرجها من كلّية المعلمين قامت بالعمل في سلك التدريس، وانضمت إلى منظمة العمل الصهيونية عام 1915م، ومن ثم، قامت بالهجرة مرة أُخري ولكن هذه المرة إلى فلسطين بصحبة زوجها موريس مايرسون  عام 1921م.

مع حلول عام 1924، هاجرت جولدا مائير، إلى مدينة تل أبيب، وعملت في مختلف المهن بين اتحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية، قبل أن يتم انتخابها في الكنيست الإسرائيلي عام 1949م، ثم عملت جولدا، كوزيرة للعمل في الفترة 1949 إلى1956م، ثم وزيرة للخارجية في الفترة 1956 إلى 1966م في أكثر من تشكيل حكومي، إلى أن وصلت لمنصب رئيس الوزراء، عقب  وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي اشكول في فبراير عام 1969، إلا أن حكومتها تعرضت لإنتقادات كبيرة خاصة بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في 6 اكتوبر عام 1973، لكن جولدا مائير سعت إلى تدارك الأمر عن طريق بعد الحلول السريعة، وفي ذكرى ميلادها نستعرض خلال السطور التالية، كيف حاولت جولدا مائير تهدئة الشارع الإسرائيلي بعد الهزيمة.

جولدا مائير. رئيسة وزراء اسرائيل
جولدا مائير
 

الإطاحة بـ "دافيد إليعازر"

بعد عبور المصريين قناة السويس، ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية للقناة، ثار الشارع الإسرائيلي ضد جولدا مائير وحكومتها، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى الخروج بقرارات سريعة لتهدأت الثائرين، أولها الإطاحة بالجنرال دافيد إليعازر، رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي، حيث زعمت، رئيسة الوزراء حينها، أنه السبب الأكبر فيما وصلت إليه الحرب، مبررة هذا التصرف بأن "إليعازر"، لم يقم بمهامه على أكمل وجه، لكن الشارع الإسرائيلي لم يكتف بهذا القرار وظل معترضًا حتى قدمت جولدا مائير استقالتها.

وأمام هذه القرارت أفصح الجنرال المعزول، عن سبب الإطاحة به  خلال أحد تصريحاته للصحف العبرية، قائلًا: إن سبب الإطاحة به هو تصريح خرج على لسانه عقب الحرب قال فيه "لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء... استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية".

ديفيد إليعازر، وجولدا مائير
ديفيد إليعازر، وجولدا مائير

عزل رئيس الموساد

وجاء في المرتبة الثانية في قرارات الإطاحة تسفي زامير، رئيس الموساد الإسرائيلي، بعد أن وجدت جولدا مائير أن جهاز استخباراتها الذي كانت تتباهى به طوال مدة ما قبل حرب 1973 فشل في تحديد الموعد الدقيق للحرب، ما أربك حسابات القادة العسكريين هناك، ولم ينجح أشرف مروان الجاسوس المصري الذى جنده "زامير" سوى في تحديد يوم الحرب وتم إبلاغ إسرائيل به قبل ساعات من الحرب، لكن دون فائدة.

تسفي زامير،
تسفي زامير