التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 02:18 م , بتوقيت القاهرة

ترامب وروسيا.. "شغل العيال" سيد الموقف

علاقة ترامب بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لا يمكن وصفها سوى بأنها خليط معقد من الإعجاب والمنافسة والعدوانية أيضا.. ولا دليل أشد على هذا سوى بتأكيد البيت الأبيض أمس أن ترامب دعا بالفعل نظيره الروسي لزيارة البيت الأبيض رغم اشتعال الأزمات بين البلدين.
 
في 20 مارس الماضي اتصل الرئيس الأمريكي بفلاديمير بوتين مهنئا على الفوز في الانتخابات الروسية، على الرغم من مذكرة رسمية من الكونجرس تطلب من الرئيس الأمريكي عدم الاتصال ببوتين، علما بأن الاتصال جاء بعد 16 يوما فقط من تسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال ببريطانيا بغاز أعصاب وروسيا متهمة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
 
ولكن المكالمة لم تكن مجرد تهنئة فقط، بل كانت أيضا محادثة ودية تم فيها دعوة بوتين لزيارة البيت الأبيض.. على الرغم من أن بريطانيا كانت طردت بالفعل 23 دبلوماسيا روسيا.
 
ثم بعد 6 أيام من المكالمة وبالتحديد في 26 مارس، أعلن ترامب طرد 60 دبلوماسيا روسيا تضامنا مع بريطانيا.
 
يقول أندرو ويز، خبير الشؤون الروسية في معهد كارنيجي، عن سياسة ترامب مع روسيا إنها "مفككة بلا معالم مليئة بالإشارات المتناقضة".
 
ولكن ما السبب في هذا؟
 
بحسب أندرو ويز فإن السبب هو وجود حالة انفصال بين الرئيس الأمريكي ومسؤولي الإدارة الأمريكية الذي يرون روسيا كمنافس دولي لأمريكا وخطر على الأمن القومي الأمريكي، بينما ترامب نفسه لديه حالة إعجاب بروسيا ويصر على معاملة بوتين كشريك محتمل، ولكنه مع ذلك لا يستخدم أي آلية دبلوماسية معروفة، فهو لا يعقد مؤتمرا أو محادثات أو اتفاقيات معه، بل كل ما في الأمر "كلام ودي".
 
التناقضات سيدة الموقف
 
بحسب موقع "فوكس"، كانت هناك تناقضات شديدة في المواقف الأمريكية تجاه روسيا، ليس فقط ما حدث الشهر الماضي بل منذ تولي ترامب الحكم.
 
ترامب قدم صواريخ مضادة للدبابات لأوكرانيا للقتال ضد المسلحين في شرق أوكرانيا، وهو أمر كان يرفضه أوباما نفسه تماما.
 
ترامب فرض عقوبات جديدة على روسيا سواء كأفراء أو منظمات، برغم حديثه عن رغبته في إصلاح العلاقات.
 
ترامب أرسل 900 جندي أمريكي لبولندا على بعد 100 ميل من الحدود الروسية، كتهديد علني ضد أي مغامرات عسكرية روسية في شرق أوروبا، وتأكيدا لالتزام أمريكا بحماية دول الناتو.
 
والأسبوع الماضي طرد الرئيس الأمريكي 60 دبلوماسيا روسيا، لكنه عرض استبدالهم بـ60 دبلوماسيا آخرين.
 
النتيجة النهائية لهذه الفوضى هي أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يريدون مواصلة الضغط على روسيا، ولكن في نفس الوقت يتفاجأون بقرارات ترامب المعاكسة لهم.
 
الكرملين نفسه علق على هذه السياسة الأمريكية حيث ذكر موقع "سبوتنيك" أن ديمتري بيسكوف قال إن الأمريكان ليس لديهم موقف محدد حيال أي شئ، بينما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الشهر الماضي: "الأمريكان مثل الأطفال يمارسون سياسة يأكلون أنفسهم بها".