التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 03:56 ص , بتوقيت القاهرة

كيف نجا ياسر عرفات من مخطط اغتياله بـ "السمك المملح"؟

عرفات وشارون
عرفات وشارون

سياسي فلسطيني، وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، عرفه الناس مبكرًا باسم محمد القدوة، واسمه الحركي "أبو عمار"، ذلك الرجل الذي كرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتحرير أرضه المُغتصبه، إنه ياسر عرفات، الذي نصب رئيسًا لدولة فلسطين في الأول من أبريل عام 1989، وفي ذكرى تنصيبه نستعرض خلال السطور التالية كيف نجى عرفات من مخطط اغتياله بـ السمك المملح" للمرة الثالثة على التوالي؟.

ياسر عرفات

الخوف رد الفعل الدولي

المخططات دائمًا ما تختفى لفترات طويلة حتى يحين وقت ظهورها، مبدأ يتفق عليه الجميع حتى معلق الشؤون الاستخبارية الأسبق رونين بريجمان، بعد أن قرر إسدال الستار عن كتاب إسرائيلي  لقب بإسم "القادم لقتلك بادر واقتله  التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية”، الذي كشف عن مخطط رئيس الوزراء ووزير الأمن الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، ورئيس هيئة أركان الجيش الأسبق رفائيل إيتان، لاغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قائلًا: في 1982 توفرت لدى إسرائيل معلومات استخبارية تفيد بأن عرفات يستقل طائرة مدنية تواجد على متنها أيضًا 30 طفلًا ممن أصيبوا في مجزرة "صبرا وشاتيلا"، فأمر شارون بإسقاط الطائرة، إلا أن عددًا من كبار الضباط الإسرائيليين اعترضوا على المخطط خشية أن يتسبب في إلحاق أذى بمكانة إسرائيل الدولية.

مجزرة صبرا وشاتيلا

فشل الخطة الثانية

مع مرور أشهر قليلة من العام نفسه،  صدرت تعليمات جديدة بأن عرفات استقل طائرة من أثينا إلى القاهرة، وتم اعطاء أوامر مباشرة لقادي طائرتان من طراز "إف 15" بإسقاط الطائرة تحت إلحاح شارون، إلا أن "عفري" تردد خشية ألا يكون عرفات هو الشخص الذي تواجد على متن الطائرة، وبعد أيام قليلة على الواقعة تأكدت إسرائيل أن الشخص الذي تواجد على ظهر الطائرة كان شقيق عرفات الدكتور فتحي عرفات، الذي كان يرأس الهلال الأحمد الفلسطيني، حيث كان برفقته 30 طفلًا فلسطينيًا من الذين أصيبوا في مجزرة “صبرا وشاتيلا”.

طائرة أبو عمار
 

سمك مملح

وعلى ما يبدو أن عام 1982، كان عام التخطيط السري للخلاص من "عرفات"، فبعد فشل المخابرات الإسرائيلية في اغتياله مرتين خلال العام نفسه، شرعت إسرائيل في حربها الأولى ضد لبنان، وفي نفس الوقت أمر أريل شارون، رئيس وزراء اسرائيل آن ذاك، بتشكيل فريق عمليات أطلق عليه اسم “سمك مملح”، وتم تعين عوزي ديان، الذي كان يقود وحدة “سييرت متكال”، أهم وحدات الصفوة في جيش الاحتلال ليكون على رأس الطاقم، وهو ابن شقيق وزير الحرب الأسبق موشيه ديان.

"سمك مملح" ناقش إمكانية تصفية عرفات في يوليوعام 1982 أثناء إجرائه لقاء صحافيًا مع ثلاثة صحافيين إسرائيليين كان في مقدّمتهم أوري أفنيري، الذي كان يرأس مجلة “هعولام هزيه” اليسارية، إلا أنها لم تنفذ في النهاية حيث إن الاستخبارات الإسرائيلية فقدت القدرة على تعقب آثار عرفات في جنوب لبنان، لينجو الرجل للمرة الثالثة على التوالي.