التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 08:30 ص , بتوقيت القاهرة

بعد احتلال عفرين.. هل تصطدم تركيا بالقوات الأمريكية في منبج؟

على الرغم من اللغة الناعمة التي استخدمها وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، حول التفاهم مع الولايات المتحدة لانسحاب الأكراد من مدينة منبج السورية، مازالت التهديدات التركية قائمة، في ظل رغبة النظام التركي في استهداف وحدات حماية الشعب الكردية، والتي يراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امتداد لحزب العمال الكردستاني، والذي ينظر إليه كمنظمة إرهابية.

كان مجلس الأمن التركي، أكد قبل يومينعلى ضرورة انسحاب الأكراد من منبج، مطالبا في الوقت نفسه الحكومة العراقية بمنع عمليات حزب العمال الكردستاني في العراق، وخاصة في بلدتي سنجار وقنديل، حيث هدد أنه إذا لم تفعل الحكومة العراقية ذلك، فإن تركيا سوف تتخذ خطوات بنفسها في هذا الإطار.

التهديدات التركية تعكس حالة من البلطجة التركية، في التعامل مع محيطها الإقليمي والدولي، في ضوء العمليات العسكرية التي أطلقتها تركيا في الأشهر الماضية في مدينة عفرين السورية، وهي العمليات التي أطلق عليها "غصن الزيتون"، خاصة وأن هذه العمليات أثارت جدلا كبيرا حيث أنها تقدم فرصة كبيرة لميليشيات تنظيم داعش الإرهابي للعودة من جديد في منطقة الشمال السوري.

إلا أن الأمر في منبج يبدو أكثر تعقيدا في المرحلة الراهنة، في ظل وجود قوات أمريكية هناك، وبالتالي فإن التدخل العسكري التركي في مدينة منبج السورية، يمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة، في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بصورة غير مسبوقة إثر الدعم الأمريكي للأكراد باعتبارهم أحد رؤوس الحربة في الحرب القائمة ضد داعش في المرحلة الراهنة.

التقارب التركي الإيراني

التغييرات الأخيرة التي شهدتها الإدارة الأمريكية، في المرحلة الأخيرة، والتي شهدت تعيين مايك بومبيو كوزير للخارجية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعيين جون بولتون كمستشار للأمن القومي الأمريكي، تعكس أن الأمور في الداخل الأمريكي لا تسير في صالح تركيا، خاصة مع التقارب التركي الإيراني، وهو الأمر الذي بدا واضحا في قرار تأجيل المحادثات التركية الأمريكية، والتي كانت مقررة في 19 مارس الجاري، في أعقاب قرارات ترامب الأخيرة.

وزير الخارجية الأمريكية الجديد مايك بومبيو يحمل توجهات عدائية واضحة تجاه إيران، إلا أن ما يزيد الأمور تعقيدا بالنسبة للأتراك، هو أنه يضع تركيا وإيران في سلة واحدة، حيث سبق وأن وصف نظام أردوغان، على حسابه بموقع "تويتر"، بأنه لا يختلف عن النظام الحاكم في الجمهورية الإسلامية، وهو ما يعني أنه يحمل نفس التوجهات العدائية تجاه تركيا.

تعاطف بومبيو مع الأكراد

بومبيو يبدو متعاطفا إلى حد كبير مع الأكراد في سوريا، ولعل هذا التعاطف كان السبب الرئيسي في فشل الزيارة التي قام بها في العام الماضي إلى أنقرة، والتي كانت أول زيارة خارجية يقوم بها بومبيو بعد توليه منصب رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكي.

ربما كان هناك حالة من التفاؤل جراء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون إلى أنقرة قبل خروجه مباشرة من منصبه، خاصة بعدما نشر حول نجاحه في الوصول إلى اتفاقات مع الجانب التركي من شأنها تحسين العلاقات بين البلدين، إلا أن تعيين بومبيو ربما ساهم في تقويض حالة التفاؤل التي طغت على المشهد السياسي الدولي حول عودة العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، في ضوء توقعات كبيرة تدور حول عدم التزام بومبيو بما أجراه سلفه من اتفاقات.