التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 06:11 ص , بتوقيت القاهرة

تحية عبد الناصر.. زوجة صامته دفعتها محبة زوجها للثرثرة في ذكرياته "صور"

تحية عبد الناصر
تحية عبد الناصر
زوجة حنونة سخرت كل طاقتها لأطفالها وأسرتها، وهى تبتعد عن السياسة، لتكون سندا قويا لزوجها أثناء توليه الحكم، فهيمن على حياتها الخاصة الهدوء الشديد الذى اقترب من الصمت التام، والغموض الذى أحاط بحياتها مع الزعيم جمال عبد الناصر.
 
كان هو مشغولا بالعمل السياسى، وإدارة البلاد، وكانت هى الداعم القوى فى الخفاء، تظهر فى لقطات نادرة للغاية، يعكس تحفظا كبيرا على حياة جمال عبد الناصرالشخصية، لتهمين عليها الفكر المحافظ، لكن بعد رحيله، تكتب رثاء للحبيب فى الذكرى الثالثة لوفاته عنونتها بـ" ذكريات معه" تكشف خلاله عددا من التفاصيل المدهشة مع الزعيم جمال عبد الناصر 
 
639162013619446
تحيه عبد الناصر
 
بين سطورالكتاب، التى تحل ذكرى وافاة صاحبته اليوم، تتألق محبة "تحيا" العميقة للزعيم، بعد أن ظلت مختبأة سنوات طويلة تحت سقف ضجيج السياسة، أثناء حكم زوجها لمصر، لكن "تحية" تكسرالصمت عن علاقتها بزوجها وتكتب مذكراتها على الورق دون أن تقوم بنشره لمدة 3 سنوات، لأول مرة أيام الوحدة مع سوريا عام 1959، وتشرع فى كتابة مذكراتها، بعدها تتوقف عنها
 
لكن رجاء ابنها عبدالحكيم عبد الناصر فى الإلحاح عليها لكتابة مذكراتها مع أبيه، شجعها فى النهاية على مواصلة الكتابة، ليدب الحماس فى قلب"تحية"، فتعاود الكتابة فى الذكرى الثالثة له عام 1973 
953915685136223398
تحية عبد الناصر
 
"تحية" التى ظلت زوجة مطيعة فى حياة زوجها، تعكس مذكراتها عدم تدخلها فى قراراته السياسية، او مجال عمله، حيث تؤكد فى أحد المواقف التى رافقت خروجه بالتزامن مع ليلة ثورة 23 يوليو من عام 1952، فتسأله لأول مرة منذ زواجها به :" أنت رايح فين"، لكن "عبد الناصر" لم يخبرها بشىء كعادته،قال  لها أن عليه أن ينتهى من تصحيح أوراق كلية أركان الحرب، وعليها ألا تنتظر رجوعه إلا بعد ظهر الغد.
 
وتلقي المذكرات أضواء على جانب من عبد الناصر الإنسان، ففي عام 1960 كانا في زيارة رسمية لليونان، وأبلغ "عبد الناص"ر بدعوة الملك إلى عشاء يجب أن يكون بملابس السهرة للرجال والنساء، فقال عبد الناصر إنه لن يرتدي ملابس السهرة حتى ولو ألغي اللقاء، فرد الملك قائلا إنه يرحب بحضور"عبد الناصر" وينتظر زيارته "المهم أن يزور اليونان".
 
25qpt898
عائلة عبد الناصر
 
وفي اليونان "وقفت الملكة بجوار عبد الناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي، فسألته الملكة، وماذا لو تأبطت ذراعك، قال لها إني أخجل، فرجعت الملكة ووقفت بجواري، وقالت لي بالإنجليزية أعطني يدك أو سآخذ يد زوجك".
 
وتقول "تحية" إن "عبد الناصر" لم يكن يحب البذخ والترف، ولا يرى ضرورة لأن تصاحبه زوجته في سفره، باعتبار ذلك "رفاهية لا يرضى بها"، وكان الرئيس كما تقول زوجته لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية، وأنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها وسلمها للدولة، ولم يترك بعد رحيله إلا سيارة أوستن السوداء التي اشتراها عام 1949.
 
وتضيف، أنه عند زواج ابنتهما هدى قدمت زميلة لها -وهي ابنة سفير- ساعة مرصعة فلم يقبلها "عبد الناصر"، وحث هدى على أن تكتب لزميلتها خطابا رقيقا تعتذر عن قبولها
 
ومن بين عشرات الصور في الكتاب لـ"عبد الناصر" في مصر وخارجها، لا توجد صور رسمية لزوجته، باستثناء صورة واحدة بصحبة زوجة رئيس زائر، وكتب تحتها "تحية في أحد الاستقبالات الرسمية بالمطار".
 
287
لقطة نادرة لتحيه مع زوجها فى أحد الصور الرسمية
 
وتقول "تحية" عن غيابها عن صورتنقلات زوجها فى مذكراتها: «فهمت أنه لا يريد الترف والبذخ، وأن مرافقتي له في المؤتمرات رفاهية لا يرضى بها، فلم أطلب منه أبدا أن أرافقه، وعند سفره يودعني بإعزاز وحب، وأتتبع أخباره حتى يوم عودته وتكون الفرحة، كان الرئيس لا يقبل هدية إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية، وأهدي ع ربات من الرؤساء والملوك وطائرة ومركب وفرس من رؤساء الدول الصديقة، وكلها سلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء، وعند زواج ابنتنا هدى قدم أحد الوزراء هدية من الحلي فرفض الرئيس قبولها وردها، وكانت إحدى زميلات هدى في الكلية ابنة أحد السفراء فقدمت لها ساعة مرصعة فلم يقبلها، وطلب من هدى أن تردها وتكتب لها خطابا رقيقا تشكرها».
 
تحكي "تحية"ايضا فى مذكراتها عن قيم النزاهة والشرف التى تميز بها زوجها، وهى تقول أنه عاش بالقليل، ومات ولم يمتلك سوى سيارة قديمة صغيرة اشتراها في عام 1949 ودفتر توفير به مبلغ بسيط من المال.
 
 
gmal3
تحية والزعيم
 
كما تؤكد أن زوجها الراحل كان يكره الأبهة والقصور، ففي فترة اضطرت العائلة إلى السكن في أحد القصورالرئاسية، نظرا لتجديد منزل منشية البكري، مقر الأسرة الأصلي، وكان عبدالناصر يستعجل العودة إلى منزل منشية البكري قائلا «لا أحب القصور».

وتشير صاحبة الذكريات إلى أن عبدالناصر كان أبعد الناس عن الترف، حتى في تعاملاته مع أبنائه الذين أراد أن يورّثهم العلم، وحينما طلب الابن عبدالحكيم من والده السفر إلى لندن بعد نجاحه في الثانوية قال له ناصر: تريد السفر إلى لندن، وجنودنا في الحرب على الجبهة.