التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:27 ص , بتوقيت القاهرة

بعد ارتفاع أسهمه.. ترامب يناوش إيران برصاص جون بولتون

جون بولتون
جون بولتون

مؤشرات عدة تعكس نوايا غير طيبة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، ربما اتضحت منذ ما قبل وصوله إلى البيت الأبيض، من خلال خطابه الانتخابي الذي أطلق فيه سهام الانتقاد لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بسبب رعايته للاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع القوى الدولية الكبرى في يوليو 2015، كما امتدت التوجهات العدوانية بعد ذلك في الرفض الصريح من قبل ترامب للتصديق على الاتفاق، بالإضافة إلى التقارب الكبير بين واشنطن وحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.

إلا أن التوجهات الأمريكية المعدية لسياسات إيران ربما ازدادت وتيرتها في الأيام الماضية، بالتزامن مع قرارات عدة اتخذها الرئيس الأمريكي بالفعل، بينما تبقى قرارات أخرى ربما ما زالت في جعبة الإدارة، تصب في مجملها أن ثمة تصعيدا أمريكيا محتملا على طهران في المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي ينذر بتداعيات كبيرة.

تجييش الإدارة

ولعل الصعود المحتمل للسياسي الأمريكي جون بولتون، ليتولى منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي خلفا لهربرت ماكماستر، يبدو كإشارة واضحة بأن هناك حالة من التجييش داخل أروقة الإدارة الأمريكية ضد النظام الحاكم في إيران، في ظل مواقف بولتون العدائية تجاه إيران منذ عدة سنوات.

كانت تقارير صحفية أمريكية قد نشرت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى "بولتون" في أوائل الشهر الجاري، حيث قال له: "جون.. إننا بحاجة لك هنا.. سوف أتصل بك في أقرب وقت ممكن"، وهو الأمر الذي دفع البعض للاعتقاد بأن "بولتون" سيكون خلفا لريكس تيلرسون، في منصب وزير الخارجية، إلا أن الرئيس الأمريكي اختار مايك بومبيو لهذا المنصب، وهو الأمر الذي دفع قطاعا كبيرا من المحللين إلى القول بأن "بولتون" ربما يكون مستشار الأمن القومي الجديد في الولايات المتحدة.

إعلان حرب

اختيار "بولتون"، إن حدث، سوف يكون بمثابة إعلان صريح عن اقتراب الحرب على إيران، خاصة وأنه سيأتي بعد اختيار بومبيو، المعروف هو الآخر بمواقفه المناوئة لطهران، وهو ما يتزامن مع الدعم الأمريكي الكبير للمملكة العربية السعودية في حربها ضد الميليشيات الحوثية المتمردة في اليمن، والتي تتلقى دعما إيرانيا كبيرا.

يقول الباحث الأمريكي جاريث بورتر، في مقال منشور له اليوم بموقع "أمريكان كونسيرفاتيف"، إن اختيار "بولتون" لمنصب مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة بات قريبا للغاية، بينما تقترب معه احتمالات اندلاع حرب ضد طهران في المستقبل القريب، موضحا أن "بولتون" ليس مجرد أحد صقور تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، ولكنه داعية حرب على طهران، وهو ما ظهر في العديد من لقاءاته الإعلامية، وحتى إبان وجوده دائرة صنع القرار الأمريكي في الفترة بين عامي 2002 و2004، خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.

الاتفاق النووي

يبدو أن اختيارات ترامب لعناصر جديدة لإدارته يتزامن بصورة كبيرة مع تحركاته نحو الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ففي الوقت الذي يتفاوض فيه الرئيس الأمريكي مع الدول الغربية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني لتعديله من أجل الحصول على ضمانات أكبر من طهران، فإنه يسعى جديا نحو الانسحاب من الاتفاق وتقويضه إذا ما رفضت إيران الشروط الأمريكية للاستمرار في الاتفاق.

يقول "بورتر" إن "بولتون" هو الذي تمكن من إقناع ترامب باستخدام لغة واضحة تجاه الاتفاق النووي الإيراني، تقوم على فكرة إما تعديله أو الانسحاب منه، موضحا أنها الوسيلة الوحيدة التي يمكن استخدامها للضغط على الحلفاء الأوروبيين للرضوخ لمطالب الإدارة الأمريكية.