التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 05:57 ص , بتوقيت القاهرة

مقاطعة معارض الكتب سياسيا.. أداة الدول للانتقام خلال الأزمات

إيمانويل ماكرون يفتتح معرض باريس للكتاب
إيمانويل ماكرون يفتتح معرض باريس للكتاب

مقاطعة معارض الكتب..

ليس كأس العالم وحده، أداة للمقاطعة بين الدول، حالا اشتعال الأزمات، الدبلوماسية بينها، على غرار إعلان رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" مقاطعة فعاليات كأس العالم في روسيا هذا العام.

كأس العالم
كأس العالم

 

وتأكيدها الأربعاء الماضي، أن العائلة المالكة، ووزراء بريطانيا، لن يحضروا مباريات فريقهم، في كأس العالم لكرة القدم فى روسيا هذا الصيف بعدما حملت روسيا مسئولية الهجوم بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسى سيرجي سكريبال.

الجاسوس الروسي المزدوج سكريبال
الجاسوس الروسي المزدوج سكريبال

 

 بل امتدت المقاطعات، والمناوشات إلى معارض الكتب، فصارت مقاطعة أجنحة الدول، في معارض الكتب الكبيرة، وسيلة من وسائل الحروب الدبلوماسية الناعمة، بل تخطت مقاطعة الأجنحة، إلى مقاطعة معارض الكتب نفسها، للتعبير عن موقف سياسي، وكأن الكتب والثقافة، فقدت دورها الفني في الجمع بين الشعوب وقت الأزمات.

ماكرون يفتتح معرض باريس للكتاب
ماكرون يفتتح معرض باريس للكتاب

 

 حيث قاطع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جناح دولة روسيا، في معرض باريس للكتاب، خلال افتتاحه فعاليات المعرض، الخميس الماضي، تضامنا مع بريطانيا، منتقدا ما وصفه بالهجوم الروسي على التراب البريطاني، معلنا أنه قرر عدم زيارة الجناح للإعراب عن إدانته الشديدة لروسيا.

يأتي ذلك بعدما اندلعت أزمة دبلوماسية كبيرة بين بريطانيا وروسيا، على خلفية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج "سيرجي سكريبال"، واتهام بريطانيا لروسيا بالتورط في تسميمه، وهو ما جعل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تطرد دبلوماسيين روس بعد الواقعة، مما جعل موسكو ترد على بريطانيا هى الأخرى بطرد دبلوماسيين إنجليز من العاصمة الروسية اليوم السبت.

معرض للكتاب
معرض للكتاب

 

تبادل طرد الدبلوماسيين، هو المعتاد في خلاف سياسي بين دولتين، لكن غير المعتاد، أن تتبادل الدول مقاطعة الأنشطة الثقافية، وأجنحة الكتب بمعارض الكتاب، بل ومقاطعة معارض الكتب أحيانا.

مقاطعة معارض الكتب عربيا

منذ سنوات، دعت منظمة "الإيسيسكو" وجامعة الدول العربية، إلى مقاطعة معرض باريس للكتاب، الذي أعلن عن احتفائه بإسرائيل، بمناسبة الذكرى الستين لقيامها.

وحثت الإيسيسكو عام 2008 الدول الأعضاء بها، ويبلغ عددهم 50 دولة بعدم المشاركة في المعرض، ووقتها أعلنت باريس أسفها من قرار المقاطعة العربية، وهو ما لم يوقف الدول العربية عن الالتزام بقرار المقاطعة، خاصة أن المعرض كان قد قرر استضافة إسرائيل كضيف شرف المعرض، ولم تكن دعوات المقاطعة صادرة عن جامعة الدول العربية والإيسيسكو وحدهما، بل توحدت أيضا اتحادات الكتاب في العديد من الدول الإسلامية، في قرار مقاطعتها للمعرض الذي دعا 39 كاتبا إسرائيليا للمشاركة في فعاليات ضيوف الشرف.

أشهر ضحايا مقاطعة معارض الكتب والأجنحة سياسيا..صلاح عبد الصبور

وتاريخيا قوبل الحضور الإسرائيلي في الدورة رقم 14 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عام 1982، بعد عقد معاهدة السلام كامب ديفيد، باستهجان شديد، واندلع ضد المشاركة الإسرائيلية مظاهرات بالغة الحدة، كما أسفرت عن إدانات بالغة القوة للشاعر الكبير الراحل صلاح عبد الصبور، الذي كان مسؤولا أنذاك عن هيئة الكتاب، وكان يرأس المعرض، وتطورت الإدانات التي تلقاها عبد الصبور إلى الطعن في وطنيته واتهامه بالخيانة، وذلك خلال سهرة ليلة 13 أغسطس عام 1981، جمعته بعدد من المثقفين والشعراء، في منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وخلال الجِلسة واجه «عبد الصبور» نقدًا لاذعًا من بعض الحاضربن حول قبوله بالمنصب، واستضافة إسرائيل بمعرض الكتاب، وهو ما بدا اتهامًا بالتطبيع للشاعر الكبير، وفي اليوم التالي توفي عبد الصبور بأزمة قلبية عن عمر ناهز الخمسين.

صلاح عبد الصبور
صلاح عبد الصبور

كان أقرب المقاطعات لفعاليات معارض الكتب، تلك التي صدرت عن دول المقاطعة "الرباعي العربي" تجاه معرض الدوحة الدولي للكتاب، وفي مصر دعا مجلس النواب، الناشرين المصريين لعدم المشاركة في المعرض.

كما عاد الناشرون العرب إلى معرض دمشق للكتاب، بعد 4 سنوات من المقاطعة، في شهر أغسطس الماضي 2017.

معرض الكتاب يقاطع الناشرين..صالون الجزائر نموذجا

وفي سبتمبر 2010 في أعقاب أزمة مباراة الكرة بين مصر والجزائر، التي جرت أحداثها في السودان، تجاهل صالون الجزائر الدولي للكتاب، دعوة الناشرين المصريين، مما جعل اتحاد الناشرين العرب مقاطعة جميع فعاليات أي معرض عربي للكتاب يحرم أي دولة عربية من المشاركة فيه.

صالون الجزائر الدولي للكتاب
صالون الجزائر الدولي للكتاب