التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 02:06 م , بتوقيت القاهرة

تاريخ طائرات "الدرونز".. من الاستطلاع إلى "سلاح الإرهاب"

تحولت الطائرات بلا طيار- "الدرونز" - إلى سلاح خطير تقدم عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي وجدت فيها ملاذا قويا لتحقيق أهدافها، بعيدا عن ملاحقة الآمن والقوات النظامية، واستغلت الجماعات الإرهابية انخفاض تكلفتها وصغر حجمها لتكون سلاحًا قويًا لمواجهة العدو لقدرتها على التخفي، وبالتزامن مع مناقشة البرلمان المصري مؤخرًا، لقضية الطائرات بدون طيار بشأن تنظيمها آليًا ولاسلكيًا"، نعرض في هذا التقرير رحلة طائرات "الدرونز" من التكوين إلى تحولها لسلاح خطير في يد الإرهابيين.


داعش، أرشيفية


مراقبة العدو وكسر الحصار


وتمثل "الدرونز" للإرهابيين سلاحًا قويًا للغاية، منذ اكتشافها في عام 2002 يستطع أن يقاوم الحصار الذي يفرض على عناصره، ليقوم باستطلاع ومراقبة وتصوير أهداف العدو، وكان أول التجارب التي أنتجت سلاح "الدرونز" في نشأته الأولى، عام 1917، والتي تم تطويرها عام 1924، لتكون أهداف متحركة للمدفعية، وكان أول استخدام لتلك الطائرات في فيتنام، وكذلك فلسطين، حيث أطلق عليها الفلسطينيون اسم" الزنزانة"، كما استخدمت في حرب أكتوبر، ولكنها لم تأتِ بالنتيجة المرجوة لقلة الإمكانيات.


طائرات الدرونز فى يد الإرهاب


وتضم "الدرونز" نوعان، الأول يتحكم فيه عن بعد، والثاني يتحكم فيه ذاتيًا، ورغم استخدام الطائرات بدون طيار في عدد من مجالات التنمية، إلا أنه تمثل سلاحًا خطيرًا يتم زرع به القنابل والعبوات الناسفة، لتنفيذ عمليات اغتيال، من جانب التنظيمات الإرهابية كـ"القاعدة" و"داعش"، بسبب قدرتها على قطع مئات الكيلومترات.


حزب الله


يمتلك "حزب الله" إسطولا من طائرات "الدرونز"، وأول استخدام لها كان فى عام 2004 للتحليق في المجال الجوي الإسرائيلي، وبدءاً من عام 2006 اتجه الحزب لإطلاق طائرات محملة بمواد متفجرة، استهدفت أهدافا إسرائيلية، وتم استخدامها أيضًا في عام 2012 باستخدام هذه الطائرات في مهام استطلاعية تتعلق بالمفاعل النووي الإسرائيلي، كما وظفها "حزب الله" فى الحرب الأهلية السورية، وفي عام 2014 تمكن من اغتيال 23 فردا من المعارضين للنظام السوري بواسطة "الدرونز". 


داعش وطائرات الدرونز


الاغتيال سلاح "داعش"


وظف "داعش" سلاح الدرونز، للقيام بعمليات إستطلاعية وتصويرية، وطبقا لمركز المستقبل لدراسات التطرف أظهره شريط فيديو، قام التنظيم بنشره في إحدى عملياته الاستطلاعية أثناء معركة مصفاة بيجي. ونفذ بها عددا كبيرا من الإغتيالات لمجموعة من القوات التركية فى شمال سوريا، والبشمركة الأتراك، واستغل "داعش" أسعارها المنخفضة التى تصل إلى 299 دولارا أمريكياً فقط، إلى التحكم فيها عن طريق جهاز يعمل بنظام الأندرويد، وهو ما يفــرض تحديــاً على الدول مع قدرة الجماعـات الإرهابية على شـراء طائـرات درونـز بتكلفـة تقـل عـن تكلفـة سلاح "الآر بي جيـه"،


"الدرونز" بين القاعدة وأمريكا


استخدمت "الدرونز" كسلاح مزدوج بين "القادة" و"أمريكا" فى حربهما، حيث قامت أمريكا باللجوء إلى تلك الطائرات فى بداية حربها لإغتيال عددا من عناصر القاعدة عام 2002، والتى ظل الإعلان عن خسائرها البشرية سرية، حتى تم الكشف عن حصيلة ما حققته فى عام 2004، وإعترف تقرير نشره موقع Oxford research group البريطاني عن مشروع Remote Control Project الذي يتناول قضية الطائرات دون طيار وخطورتها على أرض الواقع، أن هنالك نقصاً فاضحاً في المعلومات عن مواقع تلك الغارات الجوية وهوية الأفراد الذين تغتالهم، عبر دراسة عرضها عن خسائر تلك الطائرات، أكدت أن 4% فقط من ضحايا الغارات الجوية التي تستخدم طائرات دون طيار في باكستان تأتي تحت عنوان مواجهة تنظيم القاعدة. 


وتعود أهمية تلك الطائرات لقدرتها الفائقة على الطيران لمدة تصل إلى 30ساعة دون راحة، مقارنة بالطائرات الجوية التى لا تستطيع أن تحلق فى الجو لأكثر من 8 ساعات، وهو ما تؤكده عددا كبيرا من التقارير الدولية، أكد صحة تلك المعلومات المستشار العسكري الأمريكي أن الغارات الجوية العسكرية التي تشن من طائرات بدون طيار هي 10 مرات أكثر قتلاً للمدنيين من الطائرات التي يقودها الإنسان، وهى نفس السلاح الذى استخدمته القاعدة للهجوم على العدو وتحقيق خسائر فى صفوف الجنود الأمريكان.


اقرأ أيضًا ..


فيديو| طائرة بدون طيار بحجم "العصفور" لها إمكانيات مذهلة


"طائرات بدون طيار" تهدد نهائي دوري الأبطال