التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 08:31 م , بتوقيت القاهرة

الإرادة والأمل عبد الرحمن.. بدون يدين وبقلب على اليمين تحدى الجميع وحصد الميداليات

جانب من الفيديو
جانب من الفيديو

ذكاء وإصرار وتميز، صفات اجتمعت به جعلته واحدا من أبطال الرياضة، لم يقف طويلا أمام إعاقته، فيداه المبتورتان وقلبه النادر المخلوق فى يمين صدره وأصابع قدميه غير المكتملة، لم تكن يوما عائقا أمام تحقيق طوحاته وأحلامه،  فحقق البطولة تلو البطولة، وحصل على الميداليات الذهبية، وذاق طعم النجاح بشكل متكرر، حتى أصبح صفة مقترنة به دائما، فحين يذكر النجاح والتفوق يذكر بطل قصتنا عبد الرحمن.

عبد الرحمن يحيى واحد من أبطال ذوى القدرات الخاصة الذين أثبتوا للجميع أن الإعاقة لم تكن فى الجسد، ولكنها فى اليأس وعدم الإرادة، فمنذ ولادته وهو مصاب بعيوب خلقية عديدة، ليس لديه يدين وقلبه مخلوق فى الجهة اليمين من الصدر، كما أنه يعانى من مشاكل فى الجمجمة، كذلك فإن أصابع القدمين غير مكتملة ومتلاصقة، مشكلة واحدة من هذه كانت كافية في بث اليأس فى نفسه، إلا أن عبد الرحمن حقق حلمه وتغلب على كل ذلك.

"أنا شايف نفسى مميز وبطل ومفيش حاجة اتكسف منها "،  هذا ما قاله عبد الرحمن عن نفسه، فعلى الرغم من المشاكل الصحية العديدة التى يعانى منها إلا أن إيمانه القوى وثقته بنفسه كانتا سببين كافيين لتقبل شكله والشعور بالرضا والسعادة.

يتحدث عبد الرحمن عن نفسه وشخصيته فيقول أنا شايف نفسى مختلف ومش زعلان أنا الحمد لله حققت حلم حياتى ودخلت كلية الحقوق ونفسى أكون محامى شاطر، وفى الرياضة أيضا حصلت على ميداليات ذهبية وبطولة الجمهورية فى الجرى، ومن أحلامى أنى أتعلم التنس وأكون بطل زى حمدتو بطل التنس المصرى".

 

وأضاف:"نظرات الشفقة كانت أكثر شىء يضايقنى ولكن ردى عليهم دائما كان بالنجاح وأنى أثبت لهم أن مفيش فرق بينى وبينهم والحمد لله راضى بشكلى ومتقبله".

لم تقف أحلام عبد الرحمن هنا، ولكن حلم حياته أن يكون بطل عالمى ويحصل على ميداليات عالمية وأن يكون مدربا أيضا ليثبت للجميع أن اختلافه كان وسيلة ليحقق حلمه ويصبح عالميا ومتفوقا.

"كانت صدمة بالنسبة لى أول ما اتولد بس دلوقتى انا فخورة بيه وبنجاحه"، هكذا حدثتنا والدة عبد الرحمن لـ اليوم السابع مضيفة:،"عبد الرحمن هو أول طفل لى فلم أتوقع أن يحدث له كل هذه المشاكل وخصوصا اننى أجريت الفحوصات والأشعات أثناء الحمل ولم توضح أى مشكلة، بعد الولادة اكتشفت إعاقته، كانت في الأول صدمة لي وخصوصا انه أول فرحتي، بدأت معه خطوة خطوة لأعلمه الحياة والتعايش بشكل طبيعي وازاي يأكل لوحده ويمسك القلم ويذاكر ويرسم،  والحمد لله هو متفوق دراسيا جدا".

توضح الأم:"أكتر حاجة كنت قلقانة منها ان عبد الرحمن لما يكبر يكون كاره حياته ومش متقبل جسمه وخصوصا ان الناس كانت دايما تسألني هو ماله وعنده ايه ، لكن الحمد لله لما كبر متقبل شكله ومبسوط وحاسس انه مميز".

واختتمت حديثها:" للأهل دور كبير في مساندة أبنائهم من ذوي القدرات الخاصة، ولازم يشجعوهم على تقبل شكلهم وجسدهم وتحويل إعاقتهم لبطولة ونجاح".