يبدو أن خطة تطوير بعض الشوارع بمحافظة الجيزة، تسير عكس الاتجاه، حيث اعتمدت فى ظاهرها على تطوير الشوارع "المطورة"، من خلال هدم الأرصفة السليمة، مع تكسير الجرانيت والرخام أمام العقارات ورفع النباتات وأشجار الزينة والمساحات الخضراء، واستبدال كل هذا ببلاط الانترلوك، دون النظر إلى الشوارع المهملة بالأحياء الشعبية، والمناطق العشوائية، التى تعانى منذ عشرات السنين من الإهمال وغياب الاهتمام.

إنفاق الملايين على تجديد أرصفة الشوارع بالأحياء الراقية

وعلى الرغم من أن كلمة التطوير تعنى التحول من القبح إلى الجمال، ولكن اكتشفنا من الواقع عكس ذلك، فكيف يكون التطوير والتجميل بإزالة الأشجار والنباتات، وتحويل المسطحات الخضراء إلى لوحة صماء رسمت بحجارة الانتر لوك، وهو ما شهدته بعض شوارع حى الدقى والعجوزة، مثل شارعى البطل أحمد عبد العزيز، ومحى الدين أبو العز، بالإضافة إلى إنفاق عشرات الملايين على ذلك تحت مسمى التطوير، على الرغم من أن هذه الملايين يمكن أن ترصف عشرات الشوارع بأحياء مثل بولاق الدكرور وأرض اللواء بالعجوزة ومناطق فى شمال الجيزة ومدن وقرى المحافظة التى تأتى دائما فى المؤخرة وتنسى من الحسبان خاصة أن أموال التطوير تكون المحافظة أنفقتها على شوارع الأحياء التى يتم تجديدها تقريبا بشكل سنوى.

إزالة المسطحات الخضراء فى شارع محى الدين

وفى السياق اشتكى عدد كبير من سكان شارع محى الدين أبو العز، من إزالة نباتات وأشجار الحديقة الوسطى بطول الشارع وترك الحديقة بدون تشجير، على الرغم من مرور أكثر من شهر ونصف على أعمال التطوير التى بدأتها المحافظة، ما أظهر المنطقة بشكل غير جمالى وحولها إلى أماكن جرداء، دون أخذ أراء المواطنين فى الشكل أو ما هو مطلوب، أو البحث عن الأماكن الأولى بأموال التطوير بدلا من انفاقها على الشوارع الراقية والتى ينتشر بها البنوك والشركات الكبرى التى من الأولى أن تتكفل بأعمال تجميل الأرصفة أمامها وعد تحمل الدولة تلك النفقات.

أحد المواطنين: المحافظة أزالت الجنينة وبتقول بنطور

وقال أحد الأهالى بشارع محى الدين أبو العز، بحى الدقى، إن الحى أزال الزرع والأشجار الموجودة فى الحديقة الوسطى بطول الشارع، كما تم تقليم أشجار كانت جميلة تزين الشارع بصورة جعلتها جذوع صماء، مؤكدا أن الحديقة الوسطى كانت تحتاج فقط لرعاية وتهذيب واهتمام من هيئة النظافة، لتظهر جمالها دون الحاجة إلى الإزالة، مؤكدا أن نظرية إزالتها وزراعة غيرها نظرية فاشلة وإهدار للمال العام قائلا:" عندى جنينة محتاجة شوية رعاية نقوم نشيلها خالص ونفكر إننا نزرع غيرها".

شوارع بولاق وقرى الجيزة أولى بأموال تجديد أرصفة الشوارع الراقية

وشهد شارع البطل أحمد عبد العزيز بمنطقة المهندسين تكسير للرخام والجرانيت الموجود بالشارع واستبداله ببلاط الانتر لوك، الأمر الذى طرح عدة تساؤلات عن كيفيه استبدال الأدنى بالذى هو خير، وإنفاق أموال تحتاجها شوارع مثل شارع الملكة ببولاق الدكرور، الذى يعانى من تراكم القمامة ومخلفات الهدم وطفح الصرف الصحى وانتشار عربات الكارو ونباشين القمامة، أو قرى مثل قرية منيل شيحة التى غرقت شوارعها فى المياه الجوفية، وتعرض نفق المشاة الوحيد بها للهدم على الرغم من أنه كان يخدم آلاف الطلاب يوميا.