التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 06:03 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو..أقارب فاروق الفيشاوى يروون أسرار الدقائق الأخيرة قبل وفاته

الفنان فاروق الفيشاوى
الفنان فاروق الفيشاوى

ذهبنا إلى هناك، فى مدافن الفنان فاروق الفيشاوى، فى اليوم التالى لدفنه، فى مدينة سرس الليان، كان السكون يملأ المكان، بعد أن كان آلاف الناس يودعونه فى كل مكان، عسى أن يتخطفوا نظرة ليودعونه الوداع الأخير، أغلق الشارع الذى توجد فيها المدافن، نتيجة الإزدحام، عشاقه ذهبوا إليه لوداعه الوداع الأخير، حيث توفى فجأة، وبدون مقدمات، كان يقدم مسرحية" الملك لير" ، ولكنه توفى قبل أن تستمرعروضها.

مرضه لم يكن فجأة فقد أعلن قبل شهور أنه مصاب بالسرطان فى حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى، لم يخف مرضه عن الناس وجماهيره الذين يحبونه.

 

 آخر كلمات كان ينطق بها الفنان فاروق الفيشاوى قبل دخوله فى الغيبوبة الكبدية " لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله الا الله، وأن محمدا رسول الله"، ووصفه طبيبه الخاص بأنه أشجع مريض قابله حتى الآن، لم يكن ضعيفا أمام مرضه، بل كان قويا، وقابل المرض بالرضا والإيمان، وكان على يقين بالله، لذلك لم يوقفه مرضه خلال وجوده بالمستشفى عن ذكر الله طوال فترة بقائه فى المستشفى، والتى كانت أيام قصيرة 48 ساعة بعدها توفى.

 

وأوصى الفنان فاروق الفيشاوى، أن يتم دفنه فى مقابر العائلة بمدينة "سرس الليان"، ليكون بجوار والده ،وأخوه جلال الفيشاوى، ذهبنا إلى هناك، والتقينا بجيرانه، وأهله الذين يحبونه، وتجمهروا أثناء دفنه ليودعونه الوداع الأخير، لم يبخل على أهله فقد كان يزورهم، ويقف بجانبهم فى الفرح، وأيضا مشاركتهم فى أحزانهم، هكذا قال عنه أهله وجيرانه.

وكان الفنان فاروق الفيشاوى توفى حوالى الساعة 2.30 من فجر يوم الخميس الماضى بأحد المستشفيات الخاصة بالدقى، وكان أهله يقفون بجانبه، لم يدركوا أنها لحظة الوداع الأخيرة، فقد ودعوه فى الساعة الواحدة منتصف الليل، وبعدها بساعة ونصف تقريبا توفى.

فما هى آخر كلمات نطق بها فاروق الفيشاوى قبل أن يرحل إلى العالم الآخر؟ ولماذا أوصى أن يدفن فى مدينة "سرس الليان" رغم أن لديه مدافن أخرى فى القاهرة.

 

ذهبنا إلى منزله الذى كان يسكن فيه هو ووالده وإخوته حيث كانوا 6 إخوة، 3 أولاد وفاروق، و2 بنات.

 

هالة بنت أخيه تروى اللحظات الأخيرة لوفاته

"كان لا يردد سوى كلمات الله قبل وفاته بساعة ونصف"

وقالت هالة جلال الفيشاوى، بنت أخيه جلال الفيشاوى، فى تصريح خاص لــ"دوت مصر": تعب فجأة، فعندما وصلنا المستشفى كانت "طنط" سمية الألفى بجانبه، وتقول أنه كويس، وكان بيأكل، وعندما ذهبنا إليه وقبل دخوله فى غيبوبة، كان لا يذكر إلا الله، ولا يقول سوى" لا إله إلا الله"، أشهد أن لا إله إلا الله"، وفجأة دخل فى غيبوبة، كنا بجواره، وتركناه قبل الوفاة بساعتين، حيث توفى الساعة 2.30، فكنت معه حتى الساعة الواحدة منتصف الليل، وآخر كلمات سمعتها منه" لا إله إلا الله"، مضيفة " كان عمى فاروق الفيشاوى حاجة متتوصفش"، كان ابن بلد مكنش ناسى عائلته نهائيا، كان فاكرنا واحد واحد، ومكنش بيتعالى على أحد كان "حد جميل مش حيتكرر تانى".

 

عمر أمام مقابر فاروق الفيشاوى

وأضافت هالة جلال الفيشاوى: قابلنا خبر وفاته فى ذهول، وكان صدمة بالنسبة لنا، ولكل من يحبونه، كان بيقعد معانا، وحافظ أسماءنا، وأسماء أولادنا، كان دلوع، وبيدلعنا معاه، وخلال فترة مرضه كان بيخرج معانا، ولحد ما مات كان شكله جميل، وأول ما عرف أنه أصيب بالسرطان، أعلن للدنيا كلها، ولم يخبىء مرضه، وتقبله بصبر وايمان، وقال على مرضه أنه "شوية برد وانفلونزا"، لذلك الوفاة بالنسبة له كانت فجأة.

 

أوصى بدفنه فى سرس الليان

 

وذكرت هالة جلال الفيشاوى أنه أوصى أن يدفن فى سرس الليان، لأنه لديه انتماء لبلده، وأهله، وأخذ مقابر فى القاهرة، ولكنه أوصى أن يتم دفنه فى مقابر أهله فى سرس الليان، ليكون مع أخيه ووالده، وأوصى أن يتم عمل عزاء فى البلد، وعملناه فعلا يوم الخميس، فى البيت الذى تربى فيه، موضحة أن العائلة لدينا لا تعترض ولا تمنع أحدا من شىء يحبه أو يرغب فى عمله، حيث إنه أحب التمثيل، ولم يرفض أحد من أهله هذا العمل، بل على العكس كانوا يشجعونه.

 

وأشارت الى أنه فى فترة وجوده فى المشتشفى لم ينقطع عن ذكر الله، وكنت أشعر أنه مع ربنا، حيث إنه كان طبيعيا، وكان بياكل معنا ثم دخل فى غيوبة فجاة، والدنيا اتلخبطت، وظلننا معاه فترة الغيبوبة، حيث كان فى غرفة عادية، ولم يدخل الرعاية المركزة حتى الساعة الواحدة منتصف الليل، ولم نتركه الا عندما انتهت فترة الزيارة وطلبوا منا ترك المستشفى. وبعد أن غادرنا المستشفى وفى الساعة 2.30 سمعنا خبر وفاته.

 

شجاع فى مواجهة مرضه

 

وقال عمر حفيد الفنان فاروق الفيشاوى: هو عم والدتى، وكان غالى علينا جدا، وكان بسيط ولم يكن يتعالى على أحد، وكان يقدم الخير للناس وخبر وفاته كان صعب جدا علينا، وعندما كنا معاه فى المستشفى كان مقرب من ربنا، ويردد لا إله الا الله وقال، إن بعض الناس أثناء دفن الجثمان تعاملوا مع الموقف باسلوب مش حضارى، وكان مفروض يعرفروا أن اكرام الميت فى دفنه، حيث تجمهر الناس على باب المدافن، وكان بعض الفنانين لا تستطيع الخروج من المدافن، بسبب هذا التجمهر، حيث كان موجود دلال عبد العزيز، وعماد رشاد، وكمال أبو راية، وأشرف ذكى، وسمية الألفى.

 

كان مؤمنا وصابرا على مرضه وتقبله برضا

 

من جانبها قالت سميرة عبد الحميد الفيشاوى زوجة أخيه، وابن عم والدها: فاروق الفيشاوى يعتبر عمى، وأنا كنت عنده يوم الوفاة، ولم نسمع منه قبل دخوله فى غيوبة سوى" لا إله إلا الله"، وقبل وفاته وعندما علم أنه مصاب بالسرطان كان بيقول دائما "ربنا سيشفينى"، موضحة أن والده كان مهندس زراعى، وكان شغال فى الصعيد فى "بنى مزار"، وأنجب أبناءه هناك، وظل فترة طويلة هناك ثم عاد الى القاهرة وعاشوا فى شبرا، وهذا البيت الموجود فى سرس الليان هو بيت والده، حيث يأتى أنجب محمد فاروق، ومحمد جلال، محمد وفدى ، ومحمد رشاد، مشيرة إلى أن جميع الأسماء مركبة، كما أن فاروق الفيشاوى له أختين هما فوزية والتى توفيت ايضا، وفاطمة.

 

 وقالت إن والده توفى وهو فى المرحلة الإعدادية، وعاش مع اخوته فى بيت شبرا، حيث احب التمثيل ودخل معهد التمثيل، ولازلنا نحتفظ بصور كثيرة لأفلامه، مضيفة "كنا نقوم بزيارته، وله شاليهات فى الإسكندرية، والساحل الشمالى، وكان بياخذنا معاه كاسرة واحدة، وآخر لحظة شفته فيها الساعة 12 منتصف الليل يوم وفاته، كان دخل فى غيبوبة.

 

وذكرت أنه أوصى بدفنه فى سرس الليان، لكى يكون بجوار ابوه واخوه وأخته فى مقبرة واحدة، موضحة أن فاروق لم ينجب من الأولاد سوى عمر وأحمد.

 

كان يصلى معنا الجمعة

 

وأشار وليد عبد الرحمن، من جيران الفنان فاروق الفيشاوى بمدينة سرس الليان، إلى أنه كان متواضعا، وآخر مرة شفته فيها كان فى عزاء أخوه جلال الفيشاوى، وكان بياخذ العزاء بنفسه، وكان متواضع جدا، ويوم الجمعة كان يصلى معنا فى الجامع، وكلنا بنحبه، مضيفا: "نعتذر عما حدث من بعض الناس فى سرس الليان خلال الدفن، لأنه حدث تجمهر كبير من بعض الشباب الغير واع، ونتيجة الجهل بالموقف، ومعظهم كانوا من الأطفال فى سن 15 إلى 18 سنة.

 

وأشار إلى أن الفنان فاروق الفيشاوى، كان يشارك فى المناسبات فى "سرس الليان "،سواء أفراح أو أحزان، وكان متواضعا جدا.