التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 09:24 م , بتوقيت القاهرة

أول مرشدة دينية بالجمهورية .. منال الصعيدية : نقوم بنفس عمل الإمام

منال
منال

"مهمتنا نعرف الناس بالدين"، هكذا تحدثت منال عبد الهادى، أول مرشدة دينية فى أسيوط، حديثها لـ"دوت مصر"، والتى تعد المرشدة الدينية الوحيدة المعينة من قبل وزارة الأوقاف بالمحافظة.

منال عبد الهادى قضت ما يزيد عن 18 عاما فى إلقاء الدروس الدينية والندوات الإرشادية للسيدات فى المساجد بمدينة أسيوط، بعد تخرجها فى كلية الشريعة الإسلامية عام 2000، وورثت ذلك أبا عن جد وكان والدها يعمل إمام مسجد.

 

وتُعرف "عبد الهادى" مصطلح "المرشدة الدينية" بأنها وظيفة تقرها وزارة الأوقاف، تؤدى دورا مثلها مثل الإمام فى كل الشعائر الدينية فيما عدا خطبة الجمعة، فهى تعطى درسا دينيا بدلا منه وتكتفى بإلقاء الإمام الرجل الخطبة على المصلين.

 

وقالت منال عبد الهادى ابنة نزلة عبد اللاه: "بقالى أكتر من 18 سنة فى المهنة، وهناك فارق فى عملى قديما وحديثا، فبدأت فى أحد مساجد نزلة عبداللاه وكان الأمر غاية فى الصعوبة فى أن سيدة تؤدى دور الإمام سواء فى الوعظ أو الدعوة، ولكن السيدات تقبلن الأمر بصدر رحب وتوافدن بأعداد كبيرة جدا من القرى والمراكز البعيدة بالمحافظة".

 

وأضافت "منال"، "أنا لا أرى حرجا فى كونى سيدة تؤدى نفس عمل الإمام، إذ ينصب دور المرشدة على توصيل المعلومة الدينية للسيدات مثلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام"، مشيرة إلى أن السيدة تخرج من منزلها وفى ذهنها عدة أسئلة تريد الإجابة عليها سواء فى الشرع أو المعاملات أو مشاكل الشباب، والفتيات بالطبع هن أكثر فئة تريد الحديث فى الدين بسبب إحراجهن من الرجال فى بعض الأحيان.

وتابعت "منال" أنها تحمل مقولة "الدين المعاملة" على عاتقها فى التعامل مع السيدات أو الفتيات اللائى يحضرن لتلقى الدروس الدينية قائلة: "مبحسش إن اللى قدامى غريبة أو فى فرق بينى وبينها، بتعامل معاهم زى إخواتهم لا فى تكليف ولا حتى بيقولوا لى أى ألقاب بيقولوا لى يا منال عادى".

 

وأشارت المرشدة الدينية، إلى أن مديرية الأوقاف بأسيوط حددت لها مسجد الرجاء بوسط المدينة لإلقاء الدروس فيه يوم الجمعة، ومسجد على بن أبى طالب بنزلة عبد اللاه يوم الاثنين، ومسجد التواب يوم الأربعاء من كل أسبوع.

 

وحول موضوع الدرس الدينى تذكر "منال"، أنها من تقوم بتحديده حسب الحالة، حيث إن كانت هناك مناسبة المولد النبوى تتحدث فى هذا الإطار عن الرسول وفضائله وأخلاقه: "بنعرف الناس بالرسول واللى حصل له قبل الإسلام وبعده وإزاى نقتدى بيه، لأن المعلومات اللى بياخدوها هيفيدوا بيها أولادهم بعد كده"

ولا ترى "منال" تكلفا فى عدم القدرة على الرد عن سؤال ما إن كانت لا تعرف الإجابة، وتوصية السائلة بالتوجه لدار الإفتاء لأنهم متخصصون فى هذا الأمر، فهى تعطى المعلومة فقط إن كانت تعرفها، كما أنها لا ترى أى صعوبة فى التعامل مع السيدات، ففى البداية ذكر لى بعض السيدات منع أزواجهم أو أخواتهم من النزول لتلقى الدرس فى المسجد ورفضهم لهذا الأمر "اللى تقولى جوزى مانعنى واللى تقولى خطيبى مانعى واللى تقولى ولدى مانعنى"، ولكن الأمر الآن أفضل حالا من السابق.

 

 

وأشارت "منال" إلى قلة عملها فى القرى البعيدة عن نطاق مسجدها ولكنها مرة خرجت فى ندوة تابعة لمركز الإعلام لقرية ما، فوجدت أن السيدات بالقرى فى حالة تعطش شديد للمعلومات الدينية، فهناك كم من المشكلات والمظالم يحتاجون للتحدث فيها، متابعة: "ما صدقوا شافونى وقعدوا يسألونى هم محتاجين حد يروح يقعد معاهم ست مش إمام عشان هم بيسمعوا الخطبة فى ميكروفون الجامع بس"

 

وتنصح "منال" الفتيات بالاختيار السليم لأزواجهن، وهو ما تذكره فى الدروس الدينية، وتعلم السيدات كيفية اختيار شركاء الحياة والأسس اللازمة لذلك من الناحية الدينية: "لما الأب والأم يكونوا على خلق ودين وبيراعوا بعضيهم أولادهم بيكونوا صالحين دينيا والبيت هادى، والتعليم الدينى للأولاد بيفرق فى كل أسرة، الشباب بيسمعوا من النت والشيوخ والبرامج ومعرضون للمعلومات المغلوطة"، لكن فى حالة الرجوع للقرآن يختلف الأمر كثيرا.

وأوضحت "منال" أنها تواجه معاناة مع من تطلق عليهم أصحاب الفكر الراقى والمراكز المرموقة، كالطبيبات أو خريجى الهندسة ممن تلقوا دراستهم بالخارج، فلا يصدقون تفسير القرآن ويجادلون فى كل شىء "مين اللى قال كدة"، برغم من تعلمهم فى مدارس قمة إلا أنهم لا يفقهون شيئا فى الدين ويكذبون علماء الفقه، وأتحملهم جميعا وأحاول إقناعهم ولا أجعلهم ينفرون منى حتى لا يذهبون لأحد يضللهم ويغالطهم

 

أما على صعيد ربات البيوت فهن يتلقين المعلومة باقتناع وسكون وسلاسة أكثر، وأكثر ما يطلبونه حقوق الزوج والزوجة، كيفية السعادة والرحمة والمودة، حقوق الأبناء، العبادات والفرائض.

 

وأضافت "منال" أنها تتمنى ظهور جيل جديد من الواعظات والمرشدات، ومنحهم امتيازات مثل الأئمة وتحسين الشق المادى، خاصة أنهم يؤدون نفس الدور فى مواجهة الأفكار الهدامة والمجتمع بحاجة لعدد أكبر ودعم أكثر للمرشدات حتى يؤدوا دورهم على أكمل وجه.