التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 02:51 م , بتوقيت القاهرة

والدة الطفل راعى الغنم تروى تفاصيل مقتله بسبب 3 خراف

والدة الطفل
والدة الطفل

على أطراف الجيزة الجنوبية، تقع منطقة منيل شيحة بمنطقة أبو النمرس، حيث المنازل البسيطة المتراصة، وهدوء الريف، ليستيقظ الجميع على جريمة قتل بشعة هزت أرجاء المنطقة بأكملها، بعد العثور على طفل مقتولاً عقب تعذيبه عدة ساعات على يد صاحب مزرعة مواشي.

"أمير.م" طفل صغير لم يتخطى عمره 11 سنة، جاء إلى الدنيا في ظروف صعبة وقاسية، فقد انفصل والديه، وذهب للعيش برفقة والدته وشقيقه "باسم" الذي يكبره بـ 4 سنوات، حيث كانت والدتهما تذهب لعملها بحثاً عن "لقمة" العيش لطفليها وتتركهما لدى والدتها.

الطفل الذي كان يهو اللعب مع الحيوانات، خاصة بعدما تعرف على جاره "رجب.م" صاحب الأربعة وعشرون عاماً، والذي يملك مزرعة كبيرة للمواشي، حيث استغل شغف الطفل بالحيوانات وطلب منه مساعدته في رعي الأغنام مقابل المرح لعدة ساعات على ظهر حمار يملكه صاحب الأغنام.

الصغير كان لا يبالي بنصائح والدته بالابتعاد عن هذا الشخص ويذهب يومياً معه لمزرعته لرعي الأغنام وحراستها مقابل اللهو مع الحمار، ويعود مع جاره كل يوم، عندما تعود الشمس مرة أخرى لمخدعها، حيث كان صاحب المزرعة يستغل الصغير في أعمال الرعي وحراسة الأغنام دون مقابل.

سعادة وهمية منحها صاحب مزرعة المواشي للراعي، ولم يتخيل الطفل يوماً أن نهاية حياته ستكون على يد هذا الشخص، الذي استبدل قلبه بحجر، وقرر الانتقام من الطفل، بعدما عاد فجأة للمرزعة واكتفى عدم وجود 3 أغنام، وبدلاً من البحث عنهم ربما يكونوا ضلوا الطريق أثناء الرعي، انهال على الطفل بالتعذيب في مشهد يشبه إلى حداً ما مشاهد التعذيب في فيلم "شىء من الخوف".

شجرة ضخمة أوثق المتهم بها الطفل بالحبال، وأحضر عصا خشبية، وتعدى بها بالضرب على الطفل، حيث كانت صرخاته تهتك الصمت الذي خيم على المنطقة، وعندما سمع بعض المارة أصوات استغاثة الطفل وحاولوا إنقاذه، أوهمهم المتهم بأنه ابنه ويريد تأديبه، على حد رواية الأم عن الحادث.

"أمير..كان حتة من قلبي..أمير وهو أمير..منه لله اللي حرمني منه"، هكذا وصفت الأم ابنها في حديثها لـ"دوت مصر"، مضيفة: اكتشفنا أن المتهم كان دائم التعدي على ابني دون أن نعرف، فقد سبق وعذبه بالكي بالنار في لسانه قبل ذلك، لدرجة أن ابني كان مؤخراً يرفض الذهاب معه للمرزعة خوفاً منه، وكان يتهرب منه كل صباح.

وعن يوم الحادث، تقول الأم"صباح.هـ"، كنت في عملي، وتلقيت اتصال من رجال الشرطة، أفادوا فيه أنهم عثروا على ابني وعندما ذهبت لهم وعرضوا علي صورته تعرفت عليه وأكدوا لي أنهم وجدوه مقتولاً وضبطوا الجاني في وقتها.

"الإعدام" للقاتل، هو الشىء الوحيد الذي يطفىء النيران المتوجهة في قلبي، ويريح تفكيري بعض الشىء ـ الأم تواصل حديثها ـ وتؤكد: قتل فلذة كبدي وحرمني منه، فقد حاربت الدنيا كلها من أجل "أمير" وشقيقه بعدما انفصلت عن زوجي، تحديت الظروف الصعبة والقاسية، وكنت أعمل ليل نهار من أجلهم، كنت أنسى التعب والهم، كلما كبر "أمير" وشقيقه تدريجياً أمام عيني، وعندما بدأت الدنيا تضحك لنا من جديد، وكبر "أمير" بعض الشىء، حيث كنت أنتظر اليوم الذي يتحمل فيه المسئولية عني، حرمني منه المتهم وقتله بدماء باردة.

وبصوت ممزوج بالآسى، ودموع لا تتوقف، تضيف الأم: هذا الشخص لا يمكن أن يكون إنسان، يعذب طفل برىء حتى الموت، يصرخ ويستغيث بأي شخص لانقاذه ويصارع الموت، وكل ذلك لا يحرك للمتهم ساكناً، حتى يرى الطفل يسقط قتيلاً، وقد صعدت روحه الطاهرة لبارئها، عندها شعر بالمسئولية فحمله وأسرع به نحو مستوصف طبي أملاً في إنقاذه خوفاً من المسئولية الجنائية، وعندما تأكد من وفاته، حاول الهرب لكن الأهالي أمسكوا به وسلموه للشرطة.

بدوره، اعترف المتهم بارتكابه للجريمة، مؤكداً أن الطفل دأب على الذهاب معه لرعي الأغنام في منطقة قريبة من سكنهما، زاعماً أن الطفل سرق منه 3 أغنام فتعدى عليه بالضرب لارشاده عن مكان وجودهم فمات بين يديه، إلا أنه تبين كذب روايته، وأن الطفل لم يسرق شىء، وأن المتهم اختلق هذه الرواية لتخفيف العقوبة عنه، وتبين أن الطفل قال له قبل وفاته "سلم لي على ماما".