التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 06:43 م , بتوقيت القاهرة

شائعة برائحة الموت.."محمود" كبش فداء لصفقة آثار وهمية..فيديو

شائعات
شائعات

"أم دينار" قرية صغيرة على أطراف شمال محافظة الجيزة، حيث المنازل البسيطة المتراصة بجوار بعضها، ومواطنين مشغولين طوال اليوم بالعمل في الزراعات، ينتهي اليوم كما بدء لا جديد.

 

كانت الحياة تسير بطريقة طبيعية داخل القرية، حتى تناثرت شائعة مفادها عثور مواطن بسيط على قطع أثرية، ورغم أن الشائعة لا أساس لها من الصحة، إلا أنها انتشرت في القرية الصغيرة انتشار النيران في الهشيم، وبالرغم من رثاثة حال المواطن وبساطة منزله، إلا أن جاره في المنزل الملاصق له، لم يصدق أن هذا الأمر مجرد شائعة.

الجار المتهور، قرر أن "ينوله من الحب جانب"، فاختمرت في ذهنه فكرة اختطاف طفل جاره ومساومته على اقتسام القطع الأثرية المزعومة، وفي سبيل تنفيذ ذلك استعان باثنين من أصدقائه ونجحوا في استدراج الطفل بزعم شراء حلوى له واختطافه، ثم الاتصال بوالده من أرقام غريبة ومساومته على قطع أثرية مقابل عودته.

"ساعات صعبة وقاسية مرت علينا بدون محمود"..هكذا تحدثت شقيقة الطفل لـ"دوت مصر"، مضيفة: نحن 3 بنات و"محمود" الولد الوحيد، وروح والدي ووالدتي فيه، فهو الأصغر في المنزل، وهو بمثابة مصدر السعادة والبهجة التي غادرت منزلنا البسيط فجأة.

جارنا شاركنا البحث عن أخي، فتارة يبكي وأخرى يسوق لنا اقتراحات للعثور عليه ـ شقيقة الضحية تكمل حديثها ـ ولم نشك لحظة أنه المتهم، حتى توصلت الشرطة إلى هوية المتهم وضبطوهم وكانت المفاجأة أنه المتهم الرئيسي في خطف شقيقي وقتله.

"دا منظر بيت واحد بيتاجر في الآثار..!!" كانت هذه الكلمات لجدة الطفل لوالده، مضيفة، "احنا ناس على باب الله والناس بتتصدق علينا..منه لله اللي روج للكلام دا"، فقد عشنا أيام صعبة ونحن نبحث عن حفيدي، فتارة نسمع صوته في التليفون وهو يستغيث، وأخرى نسمع صوت الجناة وهم يهددونا بقتله، فقد كنا في "فيلم رعب" ولم ندري أنهم تخلصوا منه منذ البداية ويتلاعبوا بمشاعرنا ويساومنا وهو في ذمة الله.

"الإعدام" هو الشىء الوحيد الذي يبرد نار قلبي، هكذا تحدثت والدة الطفل، مضيفة: سأعيش العمر كله حزينة على ابني، وأشعر الآن أن الحزن فالق كبدي، ولكن أملي في الله أن يقتص من الجناة، الذين روعوا ابني وقتلوه بدماء باردة، وحرموني منه، فقد كان يكبر أمام عيني يوماً بعد الآخر، وكنت أعده ليكون سنداً لوالده، لكنهم حرموني منه بسبب طمعهم.

وبدوره، انهار المتهم أمام رجال المباحث معترفاً بجريمته كاملة، مؤكداً تداول شائعة بإستخراج والد الطفل قطعتين أثريتين فاتفق مع شخصين على إختطاف إبنه وقتله- لخشيته من إعترافه عليه- وإيهام والده أنه على قيد الحياة ومساومته على إعادته مقابل تسليم القطع الأثرية.

وأضاف المتهم، أنه نجح في إستدراج الطفل بزعم شراء حلوى وإصطحبوه داخل سيارة ميكروباص ملك وقيادة أحدهما، وإحتجزوه بمحل مهجور بمنطقة أبو غالب، ثم صوروه فيديو يطلب فيه من والده الإستجابه لطلباتهم خشية قتله بسلاح نارى بحوزتهم، ثم خنقه أحدهم وإعتقدوا وفاته فألقوه بمياه الرياح البحيري، إلا أنهم فوجئوا أنه على قيد الحياة، فنزل أحدهم للمياه وأغرقه حتى تأكد من وفاته، ثم اتصلوا بوالده وساوموه على إعطائهم القطع الأثرية، وخلال المكالمة شغلوا الفيديو السابق تسجيله للمجنى عليه لإيهامه بأنه مازال برفقتهم ويستغيث به.

وأرشد المتهمون عن السيارة وطبنجة صوت "المستخدمتين فى الواقعة" ، وشريحة المحمول المستخدمة فى مساومة والد المجنى عليه.

وتلقى مركز شرطة منشأة القناطر بمديرية أمن الجيزة ، بلاغاً من أحد المواطنين مقيم قرية أم دينار بخروج ابنه، 10 سنوات، للهو أمام منزله، وعدم عودته ، وتلقيه إتصال هاتفي من مجهول طلب منه مبلغ مالى كفدية لإطلاق سراحه.

وتم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، واللواء دكتور مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، حيث توصلت جهود رجال المباحث بإشراف اللواء عاصم أبو الخير إلى أن مرتكبى الواقعة ثلاثة أشخاص من بينهم "جار المبلغ"، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم ، وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعة.