"الوجه الباسم للمواطن الإماراتي".. كلمة السر في فضح وثائقي الجزيرة


يكشف وثائقي قناة الجزيرة القطرية، إمارات الخوف، عن مدى حالة التأزم التي تعيش فيها قطر الحمدين، في الوقت الحالي، ويبدو أنها كعادتها لما تجد مخرجًا من ورطتها؛ إلا أن تلجأ لذراعها الإعلامي المفضل، لممارسة نفس النهج الإعلامي الذي أصبح "مفلسًا"؛ فلا جديد لديه ليقدمه، سوى الإستمرار في بث الأخبار والشائعات، وإعداد الأفلام الوثائقية، التي لا تعتمد إلا على عناصر "الإخوان" الإرهابية، وأسرى أموال تنظيم الحمدين - حكومة قطر -، سواء من أشخاص أو منظمات وكيانات.
ترسم الحزن
سريعًا مع الثواني الأولى من وثائقي الجزيرة، ما ينكشف الهدف الخفي من وراءه؛ حيث بدأ بالتشكيك في "الوجه الباسم للمواطن الإماراتي"، ما يعكس استمرار غضب الحمدين، من فضح كلمات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لممارسات النظام القطري، في اجتماع القاهرة الرباعي، في يوليو الماضي، عندما قال كلماته، التي لاقت صدى واسع عبر وسائل التواصل الإجتماعي، قائلًا: "لماذا تريد قطر الفوضى والتدمير.. لماذا لا تسعد قطر برسم الإبتسامة على أوجه الناس.. مع الأسف أثبتت قطر في العقدين الماضيين أن هوايتها هو رسم الحزن في وجوه الناس، وأن ترى الدم والخراب.. وإلى أن تقرر قطر تغيير هذا المسار؛ من مسار الدمار إلى مسار الإعمار، سنبقى في حالة انفصال".
ذو الوجهين
ثم استخدم الوثائقي عبارة "يبدو أن الإمارات تمتلك وجهين"، وهو المضمون ذاته الذي جاء به هاشتاج بعنوان #قطر_ذو_الوجهين، وتفاعل معه عدد من المغردين الإماراتيين والوطنيين في منطقة الخليج، في إبريل الماضي، حيث جاء مواكبًا لمقال نشر في صحيفة "الوول ستريت جورنال" في ذاك الوقت، بعنوان قطر ذو الوجهين.. حليف الشرق الأوسط المشكوك به، وغيره من التقارير الغربية التي حملت المعنى نفسه. كما أحيا المغردون استخدامه بعد ما جاء من تناقضات، في خطاب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في يوليو الماضي.
#قطر_ذو_الوجهين ، وذو الوجهين يخلف إن وعد ويضع الأمانه فلا يؤتمن وليس لها صديق حقيقي لا من قريب ولا من بعيد وسم الغدر يسبق ظلها إن مشت ...
— كروز ???????? (@uae_12G) April 25, 2017
صدق من قال #قطر_ذو_الوجهين#خطاب_تميم_العار#خطاب_تميم
— A.B. ???????? (@A_Bfitness) July 22, 2017
pic.twitter.com/Ndul9QK218
بلا قطريين
ونظرًا لحساساية قطر الحمدين من فكرة أنها تخلو من مواطنين قطريين أصليين، بحسب التقارير والإحصاءات الرسمية، حيث اعتمادها بشكل كلي على المجنسين، وهو الأمر الذي تم فضحة على نطاق واسع، إثر إشكاليتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، منذ قطع العلاقات معها دبلوماسيًا، تناول بعض الحضور في الوثائقي، الحديث عن سحب الجنسية الإماراتية، مما يصفونهم بأنهم مجرد معارضة سياسية.
شاهد أيضًا: فيديو| قطر الحمدين بلا قطريين.. تعرف على التفاصيل
ضيوف مشبوهة
وقال رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات في بريطانيا، أنس التكريتي: "الجنسية ليست هبة من الحكومة وإنما حق"، منتقدًا تحجيم المحرضين وإغلاق الجمعيات".
الجدير بالذكر أن "التكريتي" واحدًا من الشخصيات ذات العلاقة الوطيدة بالإخوان الإرهابية، ويقال عليه رجل التنظيم، كما أطلق عليه إبان فترة حكم "الإخوان" لمصر؛ رئيس جهاز مخابرات الإخوان في بريطانيا. الأمر ذاته ينطبق على مدير المنظمة السويسرية لحماية حقوق الإنسان، علاء عبدالمنصف، الضيف الدائم على قنوات الإخوان، مثل الشرق ومكملين، إلى جانب الجزيرة.
أيضًا يعرف مدير المنظمة السويسرية لحقوق الإنسان، رودني ديكسون بأنه أحد محاميون الإخوان، المناصرين لقضاياهم، الأمر الذي انعكس، بعد ثورة 30 يونيو جليًا، حيث شنّ حملة هجوم على القيادات الحاكمة بعد أن تم عزل محمد مرسي وجماعته. وإتخذ الموقف ذاته عضو مكتب الجنائية الدولية في لاهاي، توبي كيدمان، والذي انتقد النظام المصري كثيرًا، عبر وسائل الإعلام القطرية مثل "الجزيرة" و"الشرق"، ومن أبرز انتقاداته خطابًا نشرته الجارديان البريطانية، هاجم فيه صمت رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون تجاه السياسات في مصر بعد رحيل "الإخوان".
أما بالنسبة للباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، دوري ديك، فيكفي صلته بمنظمة العفو الدولية، أمنيستي، لتكشف عن توجهاته؛ ففي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عام 2015، كشف عن علاقة مسؤولة بارزة بـ"أمنيستي"، تدعى ياسمين حسين، بشبكة سرية من الإسلاميين، من مؤيدي جماعة "الإخوان" الإرهابية في بريطانيا، وأيضًا بعدد من المهتمين بالتآمر لقلب نظام الحكم في دول الخليج. كما أنه تم رصد لقاءات لها بمسؤولين من جماعة الإخوان، أثناء فترة حكمهم لمصر، قبيل ثورة 30 يونيو. ما دفع "أمنيستي" في ذاك الوقت لمطالبة أعضاءها بالكشف عن أحد له صلات بمثل تلك الجماعات الإرهابية، حتى لا يؤثر الأمر على مصداقيتها.
ويكفي أن تظهر المحامية المتخصصة في حقوق الإنسان والحريات العامة، سو ويلمان، بعض المرات، عبر قناة "الجزيرة"، أخرها كان الشهر الماضي، في شاشة واحدة تجمعها ليس حضورًا فقط، ولكن فكرًا أيضًا، مع حسن الدقي، الإرهابي الموضوع ضمن قائمة الإرهاب الأولى من قبل الدول الأربعة، حيث يعتبر ممولًا رئيسيًا لجبهة النصرة في سوريا؛ لتكشف عن توجهاتها الحقيقية.
اقرأ أيضًا: محمود الجيدة: لدي علاقة ودية مع حسن الدقي
هارب من العدالة
وفي محاولة بائسة من الذراع الإعلامي الأبرز لتنظيم الحمدين، حاول محاكاة سلسلة الأفلام الوثائقية التي تبنتها الإمارات، على مدار الشهور الأخيرة، والتي فضحت من خلالها ممارسات وانتهاكات النظام القطري للمنطقة وأشقاءها من دول الخليج بشكل خاص، من خلال اعترافات عناصر ارهابية، مثبت بالأدلة والبراهين دعم وتمويل الدوحة لها، أمثال محمود الجيدة، وضابط المخابرات القطري، حمد علي محمد علي الحمادي، صاحب قضية "بوعسكور". فأتت بعدد من الشخصيات المعروفة بدعمها لتوجهات جماعة "الإخوان" الإرهابية، في مقدمتها المعارض الإماراتي، أحد المطلوبين في قضية التنظيم السري، جاسم الشامسي، الهارب في اسطنبول، كعادة الإخوان والمعارضين؛ والذي انفضح أمره عبر مقطع فيديو تم تداوله عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، في يونيو الماضي، حيث كشف عن علاقته برئيس الديوان القطري، اللواء خالد بن شاهين الغانم، والحسابات المحرضة عبر "تويتر"، التي تعود لعبدالله عفرا، وتركي الشلهوب.
اقرأ أيضًا: فيديو| "الملفات القطرية لدعم الإرهاب" اليوم على القنوات الإماراتية
على طريقة الربيع العربي
وفي لافتة ليس بالجديدة على السياسية القطرية، تبنى وثائقي "إمارات الخوف" الدفاع عما أسماه بالنشطاء والمعارضة السياسية؛ فهو النهج ذاته الذي تتبعه أذرع تنظيم الحمدين الإعلامية، منذ أحداث الربيع العربي، لإثارة الرأى العام وبث الفوضى بداخل الشعوب. ومن بين الأسماء التي دافع عنها الأصوات التي تم اختياراها في دور "البطولة"، عدد من المعارضين والمحرضين المدرجين على قوائم الأمن الإماراتي؛ فهى لديها الأدلة التي من شأنها أن تجعلهم مطلوبين أمام القضاء الإماراتي ومحاكماتهم وإتخاذ الإجراءات الموائمة لقوانين الإمارات، وهم أحمد السويدي، محمد الصديق، حسين الجابري، عبيد علي الكعبي، على محمد الركن، وناصر بن غيث، وغيرهم، من المحرضين والتابعين للتوجهات الإخوانية.
اقرأ أيضًا: بوثائقي "إمارات الخوف".. قناة الجزيرة تعلن إفلاسها
وكانت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت في 5 يونيو الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب. فيما يستمر التعنت القطري تجاه المطالب الـ13، التي تقدمت بها الدول الأربعة، ومن شأنها احتواء الورطة القطرية.