التوقيت الإثنين، 29 أبريل 2024
التوقيت 03:21 ص , بتوقيت القاهرة

"بيور" جنوب السودان..صراع من أجل قطرة ماء

على الرغم من نجاح حكومة جنوب السودان في التوصل إلى اتفاق سلام العام الماضي، أنهى سنوات من التمرد في إدارية "بيبور الكبرى"، شرقي البلاد، إلا أن سكان المنطقة ومنهم المتمردون السابقون لايزالوا يعانون انعدام الخدمات الأساسية من ماء وصحة وتعليم.


وأفادت وكالة "الأناضول"، اليوم الجمعة، بأن سكان "بيبور" أبدوا سخطهم البالغ من تردي الظروف المعيشية في منطقتهم النائية التي تقع قرب الحدود الإثيوبية، إذ أبرزت إحدى سكانها وتدعى، نغايدو كونغكونغ، 30 عاما، عدة تحديات تواجهها أهمها، نقص الرعاية الطبية، لافتة إلى الأمراض التي غالبا ما تصيبها وأولادها، فضلا عن وجود مرفق طبي واحد بالمنطقة، تديره منظمة الإغاثة الفرنسية.


وأعربت "كونغكونغ" عن أسفها لأن الكثير من مواطنيها يعانون، وبعضهم مات، لأنه كان هناك عدد قليل من الأطباء يقومون على رعايتهم.


ولا يمكن الوصول إلى "بيبور" إلا عن طريق الجو، أو عبر اجتياز طريق موحل خلال مدينة "بور"، عاصمة ولاية جونقلي، ويتعذر عبوره خلال موسم الأمطار.


وفي موسم الأمطار غالبا ما يتم غلق مهبط الطائرات لمدة أيام أمام الطائرات الكبيرة، ولا يتاح سوى استخدام المروحيات، وهو خيار مكلف للوكالات الإنسانية التي تزور المنطقة على نحو متكرر. 


وكشفت "سانتا كاريتش"، وهي امرأة في منتصف الثلاثينات، عن معاناتها من إحدى مراكز توزيع المياه، قائلة: "أحاول دائما الحصول على المياه النقية، لكن ليس الأمر سهلا في المساء، عندما يسعى الجميع للحصول على المياه النظيفة، فالمكان يصبح مزدحما للغاية".


وقال المسؤول عن منطقة بيبور، ياو ياو،: "ستصل التنمية لمنطقتنا، فالحكومة وعدتنا بهذا"، مشيرا إلى أنه يدرك أن الصراع الدائر بين الرئيس سلفا كير، والمتمردين الموالين لنائبه المقال رياك مشار، لا يزال يجعل من الصعب على الحكومة إرسال التمويل، لكن الحكومة وعدت بتجاوز ذلك.


وتابع: "في الوقت الراهن، الأولوية بالنسبة لنا هي الحفاظ على السلام بيننا وبين جيراننا، ونحن نخطط للمصالحة، وعندما نتمكن من الحصول على بعض التمويل، سنشرك المجتمعات التي تحيط بنا حتى يتسنى لنا العيش معا بسلام".