التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 01:15 م , بتوقيت القاهرة

جنوب السودان... الرياضة من أجل السلام

يواجه فريق كرة القدم الجنوب سوداني، غزالة، فريق بيتروجيت المصري، غدا الأربعاء، في ذهاب الدور التمهيدي لبطولة الكونفدرالية، بحسب ما ورد عن بوابة "سبورتانا" الرياضية.


تشتهر دولة جنوب السودان، وهي أحدث دولة في العالم الآن، بالعديد من الألعاب والرياضات العصرية والتقليدية، وخاصة المصارعة، ويتم ممارسة هذه الألعاب عقب انتهاء موسم الحصاد احتفالا بنهايته، حسبما ذكر موقع "معلومات جنوب السودان".


ويلجأ العديد من مواطني الدولة لممارسة تلك الرياضات، كوسيلة للتعافي من أثار الحروب والعنف الشديد الذي شهدته البلاد قبل إعلان الانفصال في 2011، وأصبحت الرياضات أيضا وسيلة للتقارب بين القبائل التي شهدت عدة خلافات فيما بينها خلال الحرب.


كرة القدم


أصبحت جنوب السودان موطنا لفرقة كرة قدم جديده، وهي منتخب جنوب السودان، والذي يطلق عليه المهوسون من مشجعيه فريق " النمور الأفريقية".


تم تعيين ماليش سورو كأول مدير فني لمنتخب جنوب السودان، عام 2012، ولكنه استمر في منصبه فترة قصيرة لم يشارك بها في أية مباريات، وفي نفس العام تمت دعوة المدرب الصربي الشهير، زوران ديجوردجفيك، من قبل وزير الرياضة والثقافة الجنوب سوداني لتولي تدريب المنتخب كما ورد عن صحيفة "ديلي ميل".


وصل زوران جنوب السودان ليجد المنتخب القومي بها يعاني من مشكلات متعددة، وصرح بأنه سيبذل كل الجهود من أجل أن يشجع فريقه، فقام بعمل جولة ميدانية داخل حافلة نقل عام، لعدم توافر الإمكانات المادية، لاستكشاف المواهب الكروية وضمها لفريقه.


كون المدير الفني الصربي فريق كرة قدم من العديد من اللاعبين الموهوبين، لعبوا عدة مباريات، ولكن الحكومة الجنوب سودانية أعلنت التوقف عن استخدام المواد البترولية، مما أدى إلى انقطاع الدعم المالي عن الرياضة تماما، ولم يحصل المدير الفني الصربي على راتبه لمدة 6 أشهر.


أصبح جنوب السودان العضو الـ 54 عضوا بالرابطة الوطنية للاتحاد الافريقي لكرة القدم في  فبراير 2012. وفي مايو من نفس العام، أصبح العضو رقم 209 في الاتحاد الدولي لكرة القدم بمناسبة انعقاد المؤتمر 62 للاتحاد في بودابست. وتم قبول عضوية جنوب السودان في الفيفا بنسبة 98 % من الأصوات، بحسب موقع "فرانس 24".


وذكرت صحيفة "دايلي ميل"، ناشد زوران الوزارة لإعطائه أمواله ولكن دون جدوى، وأغلق  الملعب الجديد للفريق في النهاية، ليجد المدرب واللاعبين أنفسهم بلا مكان يصلح لتدريباتهم، 


وغضب المدرب الصربي بشده وصرح قائلا:" أن الدولة تدمر هؤلاء الشباب الموهوبين من لاعبي كرة القدم وهذه جريمة رياضية".


وقال أحد لاعبي الفريق: " أصبح الموت أسلوب حياة في السودان ولكننا لسنا ساسة نحن فقط  لاعبي كرة قدم" وأكد اللاعب على أهمية الرياضة لإحلال السلام قائلا: " نستطيع إعادة السلام بكرة القدم للدولة التي تشتعل بالحروب".



 


كرة السلة


أعاد الشعب الجنوب سوداني اكتشاف مواهبه بعد انتهاء الصراع الدموي والانفصال، فجنون كرة السلة هو أحد السمات التي يتميز بها هذا الشعب، والجدير بالذكر أن رائد كرة السلة بها، مانتو بول، كان من أبرز لاعبي الـ "ان بي ايه".


هاجر العديد من لاعبي كرة السلة الموهوبين من السودان هربا من الحرب الأهلية، ليصبحوا من أفضل لاعبين كرة السلة في الولايات المتحدة الأمريكية مثل، كلول دينج، وأجو دينج، وكيث دواني، ودينج جاي، وأتير ماجوك بحسب ما ذكر موقع "معلومات جنوب السودان".



المصارعة


عاد الاقتصادي، بيتير بيير أجاك، بعد مرور 22 عام على هروبه من جنوب السودان بسبب اشتعال الحرب الأهلية، ليقوم بتنظيم مباريات مصارعة للقبائل الجنوب سودانية، في محاولة للتقليل من حدة التوترات التي واجهتها جنوب السودان خلال الفترة الماضية بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". ، ويرى أجاك، ان هذه المباريات أسفرت عن نتائج عظيمة، فالعديد من أفراد القبائل التي كانت تتنازع من قبل، أصبحوا يتقابلون في أجواء ودية، وتربط بينهم العلاقات الطيبة عقب حضورهم مباريات المصارعة، ويقول أجاك: "أن ما يحدث هو شيء تاريخي لم يره أحدا من قبل فالأهداف التي نظمت من أجلها المباريات قد تحققت بالفعل".



يجدر الإشارة إلى أن المباريات لا تعود بالنفع المعنوي فقط على أهالي البلاد، ولكن هناك عائد مادي أيضا، فكل مصارع يحصل على 1000 جنيه سوداني لمشاركته في المباراة وهو مبلغ كبير بالنسبة لأفراد القبائل.