التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 06:53 م , بتوقيت القاهرة

بعد خلع قناع المقاومة عن شركائها.. إسرائيل ورقة إيران في مواجهة ترامب

يبدو أن العديد من الحقائق تكشفت في الأشهر الماضية حول تفاصيل العلاقة بين كل من قطر وتركيا من جانب وإسرائيل من جانب آخر، ففي الوقت الذي تشدقت فيه كلا الدولتين بشعارات المقاومة الزائفة، والدفاع عن قطاع غزة ضد الحصار الإسرائيلي سواء عبر الخطابات السياسية أو الأذرع الإعلامية، بقت تحركات تلك الدول مجرد "شو" إعلامي برعاية صهيونية.


ولعل التصريحات التي أدلى بها الدبلوماسي القطري محمد العمادي حول التعاون بين قطر وإسرائيل حول قطاع غزة، وكذلك ما كشف عنه حول زياراته السرية لإسرائيل من أجل التنسيق فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية للقطاع، تعكس العلاقة القوية بين قطر ومن خلفها تركيا مع إسرائيل.


إيران.. تصعيد خطابي


إلا أن التساؤل ربما يدور حول موقف إيران، والتي تعد بمثابة الضلع الثالث في تحالف قوى الشر في المنطقة، من العلاقات القطرية التركية مع إسرائيل، خاصة في ظل التصعيد الإعلامي والسياسي المتبادل بين إسرائيل وإيران، والذي زادت حدته بعد استهداف طائرة إسرائيلية في سوريا والاتهامات الإسرائيلية لإيران بالتورط في إسقاطها.


يقول الباحث عمرو أحمد، والمتخصص في الشئون الإيرانية، أن التصعيد بين إيران وإسرائيل يبقى قاصرا على الخطابة السياسية والإعلامية، موضحا أن النظام الإيراني يحاول استخدام خطابه السياسي والإعلامي لخدمة أهدافه الداخلية والمتمثلة في إبراز دعم الجمهورية الإسلامية في طهران للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيل، بينما في الواقع لا تتخذ خطوات فعلية للتصعيد ضد إسرائيل.


وفي المقابل، يرى أحمد، في تصريحات لـ"دوت خليج"، أن التدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية، سعيها إلى خلق الفوضى في المنطقة العربية، يحقق مصلحة إسرائيل في شغل الرأي العام العربي عن القضية الفلسطينية، وبالتالي يصبح التصعيد الإسرائيلي ضد إيران مستبعدا.


إسرائيل.. ورقة إيرانية لمواجهة ترامب


التوتر الذي تشهده العلاقات الإيرانية الأمريكية، منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير من العام الماضي، يبقى أحد المحاور الهامة فيما يتعلق بالتصعيد الإيراني ضد إسرائيل، وبالتالي فإن إسرائيل تبقى أحد الأوراق التي ربما تفكر إيران في استخدامها مستقبلا على غرار النهج القطري في التعامل مع الدولة العبرية، من أجل استقطاب إدارة ترامب إلى صفها في أزمتها الراهنة مع دول الجوار.


يقول الكاتب سيمون تيسدل، في تقرير منشور له بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أن القيادات الإيرانية تدرك جيدا تداعيات الانغماس في صراع مفتوح مع إسرائيل، خاصة وأن التصعيد الإيراني ضد إسرائيل يمنح ترامب فرصة يتطلع إليها لتمزيق الاتفاق النووي، الذي وقعته طهران مع القوى الدولية الكبرى في يوليو 2015، والذي يعد أحد أكبر وأهم انجازات النظام الإيراني الحالي برئاسة حسن روحاني، وبالتالي عودة إيران إلى المربع صفر.


قطر.. دمية في يد إيران


من هنا، يمكننا القول بأن ما يثار حول العلاقات القطرية الإسرائيلية هي في الواقع بمثابة استراتيجية موحدة لدول التحالف الثلاثي، حيث تقوم تلك الاستراتيجية على أساس التنسيق في الخفاء مع الكيان الصهيوني، بينما تتبنى في العلن خطابا رنانا يرفع خلاله قادة الدول الثلاثة شعارات المقاومة.


يقول الباحث عمرو أحمد، في إطار تصريحاته لـ"دوت خليج"، أن العلاقات بين قطر وإسرائيل تعكس تحول الإمارة الخليجية إلى دمية في يد إيران، حيث ستسعى الدولة الفارسية إلى استخدامها للتخفيف من حدة التوترات بينها وبين إسرائيل في حالة أي تصعيد محتمل في المستقبل.


إقرأ أيضا


إصلاحات السعودية تكشف مفاهيم غائبة داخل إيران «العنصرية»